طلبت الولايات المتحدة من الدول المجاورة لدولة ليبيا، وهي الجزائر ومصر وتونس، تقديم ”تسهيلات عسكرية“ تتضمن فتح المجال الجوي وتسهيلات أخرى لإجلاء مصابين وجرحى، أثناء عمليات قصف جوي يتم التخطيط لتنفيذها حاليا ضد الجماعات السلفية الجهادية في ليبيا التي بايعت تنظيم «الدولة الإسلامية».
وبحسب مصدر مطلع لصحيفة «الخبر الجزائرية»، في عددها الصادر اليوم الخميس، فإن الجزائر قد تلقت طلبا من الولايات المتحدة لتقديم تسهيلات للتحالف الدولي المناهض لتنظيم الدولة. مشيرًا إلى أن دول التحالف تخطط جديا لفتح جبهة جديدة ضد تنظيم الدولة في ليبيا، في حالة «توسع نفوذ هذا التنظيم في هذه الدولة النفطية».
وتتضمن التسهيلات المطلوبة من الجزائر ومصر وتونس، «السماح بمرور طائرات حربية والهبوط الاضطراري للطائرات الأمريكية في قواعد جوية جزائرية»، وذلك في إطار عملية عسكرية أمريكية يجري التحضير لها منذ أشهر، تتضمن توجيه مئات الصواريخ الجوالة من نوع «كروز»، لأهداف تابعة لتنظيم أنصار الشريعة وبعض الكتائب السلفية الليبية، وتدمير البنية التحتية للجماعات السلفية الجهادية في ليبيا، بحسب الصحيفة.
وتدرس الجزائر، حسب المصدر نفسه، طلبين أمريكيين، الأول هو «تدخل عسكري محدود لقوات جزائرية ومصرية في ليبيا تحت غطاء من الأمم المتحدة»، أما الطلب الثاني فهو «تقديم تسهيلات لبوارج أمريكية وغواصات تحمل صواريخ كروز بالإضافة للطائرات الحربية الأمريكية، من أجل تنفيذ غارات جوية على أهداف مركزة داخل الأراضي الليبية».
ولفت المصدر ذاته إلى أن الولايات المتحدة قدمت عبر دبلوماسيين أمريكيين، طلبا مماثلا للطلب الفرنسي الذي قبلته الجزائر في نهاية عام 2012 لفتح ممرات جوية أمام الطيران الفرنسي لقصف مواقع الجهاديين في شمال مالي. ويتضمن الطلب الأمريكي إعطاء القوات الخاصة الأمريكية تسهيلات خاصة للتدخل عند الضرورة في دول المنطقة، ومشاركة قوات جزائرية في عمليات تدريب لإجلاء رعايا غربيين من مناطق الخطر، وتقديم خدمات إنسانية لسكان مدنيين يعيشون ظروف الحرب.
كما تشمل خطة الانتشار الأمريكي في شمال أفريقيا، إمكانية التدخل في عدة مناطق في بعض دول المنطقة «المهددة بالفوضى»، من أجل إجلاء الرعايا الغربيين، والسيطرة على بعض المناطق الحيوية التي يمكنها تهديد سلامة التجارة البحرية الدولية عبر البحر الأبيض المتوسط.