بدأ متخصصون وخبراء جزائريون في متابعة فرع تنظيم «القاعدة»، وآخرون يعملون على متابعة البيانات الإلكترونية لتنظيم «القاعدة» في «بلاد المغرب الإسلامي» التحقيق من صحة البيان الصادر أول أمس الأحد، الذي أعلن من خلاله أمير المنطقة الوسطى في «قاعدة المغرب» عن التحاقه بتنظيم «الدولة الإسلامية» وبيعته لـ«أبي بكر البغدادي»، وتأسيس ما يسمى «جند الخلافة في أرض الجزائر».
وبحسب صحيفة «الخبر» الجزائرية لم يستبعد مصدر أمني أن يكون موضوع الإعلان عن إنشاء منظمة «جند الخلافة في أرض الجزائر» أو ما نشر في الأيام الأخيرة حول التحاق إمارة منطقة الوسط، وبعض سرايا تنظيم «القاعدة» في بلاد المغرب، بـ«تنظيم الدولة الإسلامية»، مجرد «بالون اختبار» أو «عملية استخباراتية» تقف وراءها أجهزة أمن أجنبية لممارسة المزيد من الضغط على الجزائر، لتسهيل عمليات عسكرية غربية ضد الجماعات السلفية الجهادية في ليبيا.
غير أن الشك قد يتلاشى في الأيام القادمة في حال صدور بيان عن «مؤسسة الأندلس»، الذراع الإعلامي لـ«قاعدة المغرب الإسلامي»، يؤكد صحة الخبر أو ينفيه.
وقال المصدر الأمني الجزائري إن احتمال أن يكون البيان قد صدر بالفعل من قبل أعضاء في «تنظيم القاعدة» في منطقة الوسط، أمر وارد، كما أشار إلى وجود احتمال ثالث وهو أن يكون البيان قد صدر عن عدد من أعضاء «جماعة الأنصار»، وهو ما يسمى «الخلايا النائمة» لتنظيم «القاعدة» في بلاد المغرب التي تتخفى في المدن.
وأوضح المصدر أن كل هذه الاحتمالات هي موضوع بحث الآن، في إطار تحقيق حول احتمال وقوع انشقاق في تنظيم «القاعدة».
وتشير مصادر مختلفة إلى أن الكثير من الأدلة تتجه إلى الفرضية الأولى، وهي أن البيان غير حقيقي، وأهم هذه العوامل هو أن البيان لم ينشر في المواقع الرئيسية الأكثر مصداقية التي يتم فيها تداول بيانات الجماعات السلفية الجهادية، وهي 5 منتديات رئيسية، أحدها مقرب من تنظيم «الدولة الإسلامية» والأربعة الأخرى تنشر مختلف بيانات فروع تنظيم «القاعدة» في العالم.
كما أن البيان لم ينشر في أي من حسابات تويتر الموثقة، وهي تعبير يستعمله السلفيون الجهاديون للتأكيد على أن هذه الحسابات لوحدها يمكن اعتبار المواد المنشورة بها موثقة.
زيادة على ذلك، فإن الطريقة الفنية لإخراج البيان أي «الغرافيكس» لا تحمل مواصفات وثائق الجماعات السلفية الجهادية، كما أن البيان تم تداوله في مواقع مقربة من جماعات جهادية لكنها ليست ذات مصداقية.
والمثير في البيان هو لغته التي لا تتطابق مع لغة بيانات الجماعات، فهو مكتوب بأسلوب ركيك غير معهود في بيانات سابقة، كما يتضمن عبارات أخرى يسهل لمختص كشفها، منها استنساخ عبارة «انحراف القاعدة الأم» وهي عبارة وردت في بيان سابق نشر باسم قاضي تنظيم «القاعدة» في بلاد المغرب.
ولم يحدث في السابق أن تم استنساخ عبارة من بيان سابق في بيان آخر صدر حديثا، كما أن البيان لم يشر إلى بيان سابق أصدره «عثمان العاصمي» قاضي «القاعدة» وعضو «مجلس الأعيان»، الذي أعلن تأييده لـ«البغدادي»، وهو ما قد يؤكد فرضية أن البيان إما جاء مبتورا عن سياقه أو مصطنعا، من أجل تبرير تسهيلات عسكرية لفرنسا في الجزائر بمناسبة شن عمل عسكري في ليبيا، حسبما قالت الصحيفة الجزائرية.
وكانت قوات «عملية فجر ليبيا» التي دخلت مطار طرابلس، بعد اشتباكات مع مليشيات «حفتر» قد اتهمت، مصر والإمارات بالضلوع في قصف العاصمة بالطيران. وهي الاتهامات التي عززتها تقارير دولية وتصريحات رسمية أمريكية، ولم تنفها القاهرة بصورة مباشرة واكتفت بالتعليق أنها لم تتدخل ”مباشرة“ في ليبيا.
وكان الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» قد زار الجزائر والتقى الرئيس«عبدالعزيز بوتفليقة»، يونيو/حزيران الماضي. وأشارت تقارير إلى تحفظ الجزائر على أي تدخل خارجي في ليبيا عكس رغبة«السيسي» الذي تحدث صراحة عن ضرورة التدخل لانقاذ ليبيا من خطر الإرهاب، وهو ما تمتم ترجمته لاحقا في التخل الإماراتي-المصري عن طريق توجيه ضربات جوية لمواقع تابعة لقوات فجر ليبيا.