حملة شركات الطيران الأوروبية والأمريكية على الناقلات الخليجية

الأربعاء 22 مارس 2017 01:03 ص

من أمريكا إلى أوروبا لن تهدأ الحملة التي تشنها شركات الطيران على الناقلات الخليجية بزعم أنها تهدد أعمالها كونها شركات تتلقى الدعم من حكوماتها.

هذه الحملة التي تنتقل عبر الأطلسي ليست وليدة اليوم، فهي ممتدة منذ سنوات وهدفها الأساسي تقييد عمل الناقلات الخليجية ووقف أي توسعات متوقعة في المستقبل.

بدأت الحملة منذ ما يزيد على عشر سنوات وكانت عندما ضغطت الشركات الأوروبية وتحديداً الفرنسية ولوفتهانزا على سلطات الطيران في بلادهما لوقف منح حقوق نقل إضافية إلى المدن الرئيسية.

فانتقلت الناقلات الخليجية إلى الطيران لمحطات في الأطراف، ونجحت في خلق أعمال جديدة لم تكن موجودة أساساً على خريطة الطيران، بعدها وعندما لمست أن النجاح بات من الصعب تقييده انتقلت إلى الضغط على شركائها في الولايات المتحدة كونها في تحالف واحد للحد من توسعاتها في القارة الأمريكية.

بدأت المعركة هناك فنجحت الضغوط في كندا التي منحت الناقلات الخليجية أقل من الحد الأدنى للرحلات، لكنها فشلت في الولايات المتحدة حيث حرية الأجواء والاتفاقات الموقعة بهذا الشأن. 

ما زالت المعركة التمييزية قائمة تحت تلك الذريعة و«الأسطوانة المشروخة» أن الناقلات الخليجية تتلقى الدعم من الحكومات وأن مثل هذا الدعم يؤدي إلى منافسة غير عادلة تكبّد شركات الطيران الأوروبية والأمريكية خسائر أو تفقدها أرباحاً مؤكدة.

بعيداً عن الأسعار ،التي هي لدى الشركات الأجنبية أقل من مثيلتها الخليجية والتي يفترض أن تكون جاذبة للمسافرين، فإن تلك الشركات فشلت في المنافسة لأنها «أسيرة» الاتحادات الوطنية والإضرابات المتتالية ولأن خدماتها أصلاً دون المستوى ولا ترقى إلى الفخامة التي يوفرها المنافسون.

أما شبكة الخطوط ففيها من الضعف ما يجعلها عامل تنفير عند اختيار شركة الطيران، فالمسافرون عبرها يحتاجون إلى التنقل بين المطارات وقضاء ساعات أطول في الرحلات من بلد إلى آخر. 

على الشركات «الأجنبية» التي ما زالت تعيش الماضي وكأننا في ثمانينات وتسعينات القرن العشرين أن تفكر بدلاً من التذمر بإيجاد منتجات فاخرة قادرة على توفير الراحة للمسافرين. وهي مطالبة بإعادة هيكلة عملياتها وشبكة خطوطها، والمنافسة تجارياً بعيداً عن الحماية الحكومية التي أنقذت بعضها والتي تسعى من خلالها إلى تدمير غيرها من الناجحين.

مشكلة ناقلات التذمر أنها لا تنظر إلا لفشلها وتغمض عينها عندما يتعلق الأمر بالقيمة المُضافة للناقلات الخليجية على صناعة السفر العالمية التي نقلتها إلى مرحلة متقدمة من الرفاهية، وتغمض عينها عن ما تنفقه تلك الناقلات في بلدانها من شراء للطائرات وتوفير فرص العمل لعشرات الآلاف من مواطنيها، وإنعاش حركة النقل والشحن والتجارة والسياحة والخدمات وغيرها.

* رائد برقاوي رئيس التحرير التنفيذي بصحيفة "الخليج"- الشارقة. 

  كلمات مفتاحية

شركات الطيران الغربية الناقلات الجوية الخليجية اتفاقات الأجواء المفتوحة التنافسية الدعم الحكومي