دلالات إعلان «حفتر» استعداده للتعاون مع إسرائيل

الثلاثاء 2 ديسمبر 2014 12:12 ص

لم يكن من المستغرب أن يعلن اللواء «خليفة حفتر» الذي يقود جهود إحباط الثورة الليبية في إطار عملية عسكرية شرق ليبيا وتحت غطاء سياسي من حكومة طبرق  استعداده ان يتعاون مع إسرائيل في مقابل دعمها له.

يؤشر هذا التصريح الذي أدلى به حفتر لصحيفة «كوريرا ديلا سيرا» الإيطالية بوضوح إلى وجود اصطفاف ين قوى الثورة المضادة في دول الربيع العربي وبين الكيان الصهيوني، حفتر لم يكن الوحيد إذاً، فقد كان قائد الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي مبادراً في هذا الصدد وبإجراءات عملية من خلال تشديد الحصار على غزة عبرإغلاق معبر رفح والبدء بتنفيذ منطقة عازلة معها.

يحاول «جنرالات الثورة المضادة» أن يبادروا من خلال عرض خدماتهم على دولة الاحتلال التي يفترض أن تكون عدوا للأمة العربية والاسلامية من خلال التأكيد على محاربة الاسلاميين كعدو مشترك وإقناع إسرائيل بمد يد المساعدة لهم و إلا فإنها ستشرب من نفس الكأس في حال فشلت عملية إعادة الانظمة الديكتاوتورية إلى سابق عهدها.

يشير ما سبق بوضوح أيضا إلى المأزق الذي يقع فيه «حفتر» والميليشيات التابعة له التي تفقد مناطق سيطرتها تباعا بالرغم من الدعم المصري والإماراتي الغير محدود, حيث أعلن قبل أيام عن اقتراب سيطرة قوات «فجر ليبيا» على مناطق استراتيجية جديدة.

كما يشير تصريح «حفتر» أيضاً إلى موافقة الجهات السياسية التي تقوم بتوفير الغطاء السياسي لـ«حفتر» مثل «برلمان طبرق» وحكومة «عبدالله الثني».

كما تؤكد التصريحات أن الحديث الدائر حول حلول قائمة على الحوار مثل ما تقوم به الجزائر وبدعم ايطالي وفرنسي ومصري ليس إلا في سياق سحب البساط من تحت القوى الثورية  وتقديم مزيد من الوقت  لقوات «حفتر» لكي تستعيد التقاط انفاسها وتحصل على مزيد من الدعم.

يبدو إذن أن الجهات المؤيدة للحوار هي في الأصل قوى معادية للثورة الليبية وتخشى من وصول الإسلاميين للحكم لأنها تعلم أن الانظمة الديكتاتورية ستعطيها ما تريد ضمن تسهيلات كبيرة فقط مقابل أن تساعدها في الحفاظ على أنظمتها.

لذلك فإنه يتوجب على القوى الثورية في ليبيا أن تحافظ على وحدتها وألا تنخدع بما يسمى بـ«الجهود الدولية» لإحلال السلام وخاصة من قبل الأمم المتحدة، و خير مثال على صحة كلامنا أن الأمم المتحدة فتحت أبوابها ومنابرها للجنرال «السيسي» كي يخاطب شعوب العالم متحدثاً عن الديمقراطية والتنمية وحقوق الانسان.

سبق «السيسي» «حفتر» في مد يد التعاون إلى إسرائيل، فلم لا يمد «حفتر» يده للتعاون مع إسرائيل إذا كانت ستنجده في مأزقه.

ويفكر «جنرالات الثورة المضادة» أن إسرائيل هي الأمل الوحيد لهم خاصة أن الولايات المتحدة ربما تبدو خطواتها السياسية حائرة. فهل ستمد اسرائيل لهم يد العون وكم سيدفعون من أثمان مقابل هذا التعاون؟

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حفتر السيسي الثورة المضادة

حفتر: السعودية والإمارات ومصر أرسلوا إلينا أسلحه لكنها قديمة

«حفتر» يكشف طبيعة المساعدات العسكرية المصرية له في ليبيا

برلمان طبرق ”المنحل“ يقرر إعادة «حفتر» للخدمة العسكرية

"فجر ليبيا": الإمارات ومصر متورطتان في الغارات على طرابلس

أمريكا وأبوظبي تدعمان حفتر لزعزعة استقرار ليبيا والاطاحة بالإسلاميين

هل تنجح وساطة السودان في ليبيا