بعد فوز «نعم».. لماذا زار «أردوغان» مقابر «مندريس» و«أوزال» و«أربكان»؟

الاثنين 17 أبريل 2017 08:04 ص

قام الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، اليوم الاثنين، بزيارة مقابر ثلاثة من أبرز زعماء تركيا، ممن تعرضوا لمحاولات انقلاب عسكري أو اغتيالات، في إشارة لها دلالتها عقب نجاح الاستفتاء على التعديلات الدستورية بـ«نعم».

وزار «أردوغان»، مقابر كل من رئيس الوزراء التركي الأسبق «عدنان مندريس»، والرئيس التركي الأسبق «تورغوت أوزال»، ورئيس الوزراء الراحل «نجم الدين أربكان».

و«عدنان مندريس»، شغل منصب رئيس وزراء تركيا، خلال فترة الخمسينيات من القرن الماضي، وخرج من معطف «مصطفى كمال أتاتورك»، مؤسس تركيا الحديثة، ليتحدى تشريعاته العلمانية، ووفى بوعوده الانتخابية، إذ جعل رفع الآذان في المساجد باللغة العربية، وأدخل الدروس الدينية إلى المدارس العامة، وفتح أول معهد ديني عال إلى جانب مراكز تعليم القرآن الكريم.

كما قام بحملة تنمية شاملة في تركيا شملت تطوير الزراعة وافتتاح المصانع وتشييد الطرقات والجسور والمدارس والجامعات، وفي عهد حكومته استطاع تطوير الاقتصاد وتقلصت البطالة وتحررت التجارة وساد الاستقرار السياسي.

وفي 27 مايو/آيار 1960 تحرك الجيش ضده في أول انقلاب في تاريخ تركيا المعاصر، ليحكم عليه بالموت مع عدد من رفاقه بعد عشر سنوات قضاها في الحكم. وكانت تهمة «مندريس» ورفاقه هي اعتزامهم قلب النظام العلماني وتأسيس دولة دينية، وتم تنفيذ الحكم في 17 سبتمبر/آيلول 1960.

ولاقت زيارة «أردوغان» لضريح «أوزال»، ووضعه إكليلًا من الزهور عليه، في ذكرى وفاته الرابعة والعشرين اهتماما واسعا في الإعلام التركي، بما تحمله من مدلولات.

وقدم الرئيس التركي التعازي لزوجته «سمر أوزال»، وأفراد عائلته، وتبادل معهم أطراف الحديث.

وأعربت زوجة الرئيس الراحل «أوزال»، عن سعادتها بنجاح التعديلات الدستورية التي ستحقق تحول تركيا إلى النظام الرئاسي، الذي كان زوجها يسعى إلى تحقيقه.

ويعد «تورغوت أوزال» من أبرز السياسيين الأتراك، إذ شغل منصب رئاسة الوزراء، وانتخب رئيسا للجمهورية التركية، وتعرض في 18 يونيو/ حزيران 1988 لمحاولة اغتيال أصيب فيها بجروح، وفي 17 أبريل/ نيسان عام 1993 وافته المنية بعد الانتهاء من زيارة قام بها لعدة دول، وشارك في جنازته مئات الآلاف من الأتراك الذين قدموا من أنحاء تركيا المختلفة.

عام 1990 اتخذ «أوزال» قرارا جريئا بإعادة الاعتبار لـ«مندريس» ورفاقه، وأصدر أمرا بنقل رفاتهم من جزيرة «ياسي أضه» حيث دفنوا بعد إعدامهم إلى مقبرة خاصة أقامتها بلدية إسطنبول، وأقام استقبالا رسميا لاستلام الرفات، وواكب بنفسه مراسيم إعادة دفن رفاتهم في القبور الجديدة، وخرجت الصحف في اليوم التالي لتصف «عدنان مندريس» ورفاقه بشهداء الوطن والديمقراطية، وتم تسمية مطار مدينة «إزمير» باسمه والعديد من الشوارع والجامعات والمدارس مثل جامعة «عدنان مندريس»، امتناناً لدوره في الحياة المدنية التركية، وإدانة لانقلابات العسكر.

و«نجم الدين أربكان»، كان أول رئيس حكومة إسلامي في تاريخ تركيا، توفى عن 84 عامًا إثر إصابته بأزمة قلبية.

وتولّى «أربكان» رئاسة حكومة ائتلافية عام 1996، وخلال أقل من عام قضاه رئيسا للحكومة التركية، سعى «أربكان» إلى الانفتاح بقوة على العالم الإسلامي، حتى بدا وكأنه يريد استعادة دور تركيا الإسلامي القيادي، فبدأ ولايته بزيارة إلى كل من ليبيا وإيران، وأعلن عن تشكيل مجموعة الثماني الإسلامية التي تضم إلى جانب تركيا أكبر سبع دول إسلامية (إيران وباكستان وإندونيسيا ومصر ونيجيريا وبنغلاديش وماليزيا)، لكنه اضطرّ إلى الاستقالة بعد عام تحت ضغط الجيش.

وفي عام 1998 تم حظر حزب الرفاة، وأحيل «أربكان» إلى القضاء بتهم مختلفة منها انتهاك مواثيق علمانية الدولة، ومنع من مزاولة النشاط السياسي لخمس سنوات، وفي عام 2003  جرى اعتقاله ومحاكمته في نفس العام بتهمة اختلاس أموال من حزب الرفاة المنحل، وحكم على الرجل بسنتين سجنا وكان يبلغ من العمر وقتها 77 عاما.

وكان «أربكان» مرشدًا لعدد من القادة الحاليين بينهم الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، والرئيس السابق «عبد الله جول».

شارك في الزيارة إلى جانب «أردوغان» كل من رئيس البرلمان التركي «إسماعيل كهرمان»، ووزير الطاقة والموارد الطبيعية «برات ألبيراك»، ومتحدث الرئاسة التركية «إبراهيم كالن».

وأعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات التركية «سعدي غوفن»، مساء أمس الأحد، أن مجموع المصوتين بـ«نعم» في الاستفتاء على التعديلات الدستورية بلغ 24 مليونا و763 ألف و516 والمصوتين بـ«لا» 23 مليونا و511 ألفا و155.

وأضاف «غوفن» في مؤتمر صحفي، أن النتائج النهائية للاستفتاء ستُعلن خلال 11 أو 12 يوماً كحد أقصى وذلك بعد النظر في الاعتراضات المقدمة.

ووافق الأتراك، على التعديلات الدستورية، والتحول إلى النظام الرئاسي، بحسب نتائج نهائية غير رسمية، حيث بلغت نسبة الموافقين على التعديلات، حوالي 51.4%، بعد فرز 99% من صناديق الاقتراع، بينما بلغت نسبة الرافضين 48.6%، بعد مشاركة 86.4% ممن يحق لهم التصويت.

وعقب ذلك، قال الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، إن «تركيا أنهت اليوم نقاشاً دام قرنين حول شكل الدولة»، لافتاً إلى أن «نتائج الاستفتاء تؤكد أن الأتراك نجحوا في أصعب مهمة، وهي تغيير شكل نظام الحكم».

في الوقت الذي قال حزب «الشعب الجمهوري» المعارض، إنه سيطعن على النتيجة.

ويقول مؤيدو الاستفتاء إنه سيحقق الاستقرار في البلاد وسيعزز النمو الاقتصادي، بينما يرى المعارضون أن هذه الخطوة ستؤدي إلى تآكل الضوابط والتوازنات عبر الحد من دور البرلمان وتسييس السلطة القضائية وستركز الكثير من السلطة في يد الرئيس.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أردوغان عدنان مندريس تورغوت أوزال نجم الدين أربكان الاستفتاء على التعديلات الدستورية

أردوغان يزور قبر أربكان في إسطنبول (فيديو)

أردوغان يحيي ذكرى وفاة تورغوت أوزال.. ويقرأ القرآن على روحه (فيديو)