فاز وزير التعليم السابق «أنيس باسويدان» بالسباق على منصب حاكم جاكرتا اليوم الأربعاء بعد خسارة الحاكم السابق النصراني الصيني الأصل «المسيء للقرآن».

وأظهرت مؤسسات أخرى لاستطلاعات الرأي نتائج مشابهة بعد إحصاء 99% من الأصوات. وستعلن اللجنة الوطنية للانتخابات النتائج الرسمية مطلع مايو/أيار المقبل.

 وكان فوز «باسويدان» بهامش كبير مفاجئا في ظل إظهار استطلاعات الرأي قبيل الانتخابات منافسة محتدمة للغاية.

وفاز «أهوك» بالجولة الأولى من التصويت على منصب الحاكم في فبراير/شباط.

و«أهوك» هو أول حاكم مسيحي من أصل صيني لجاكرتا منذ 50 عاما، وسبق أن دعا سكان العاصمة في سبتمبر/أيلول الماضي إلى عدم الانخداع بمن يستخدمون القرآن للفوز عليه في الانتخابات، وهو ما اعتبره ناشطون تصريحا مسيئا للقرآن وتسبب بخروج العديد من المظاهرات الغاضبة.

ورغم اعتذار «أهوك» عدة مرات قائلا إن تصريحاته أسيء فهمها، إلا أنه أحيل للمحاكمة.

وجرى تنصيب «أهوك» حاكما لجاكرتا خلفاً لـ«جوكو ويدودو في 2014، بعد تولي الأخير رئاسة البلاد، وفاز «ويدودو بمنصب حاكم جاكرتا في انتخابات 2012 المحلية، وكان «أهوك" نائباً له.

تجدر الإشارة إلى أن نسبة الصينيين في إندونيسيا لا تتجاوز 1.2%، ويتمركز 22.3% منهم في العاصمة، في حين تقدر نسبة المسيحيين في البلاد بـ 10%، ينتمون لقوميات مختلفة، ويدين 11% من سكان جاكرتا بالمسيحية، بينما الغالبية العظمى من المسلمين.

ونظرا للأهمية الكبيرة لجاكرتا بصفتها عاصمة البلاد ومركزها التجاري فقد يمثل التصويت مؤشرا للانتخابات الرئاسية في 2019. 

و«بروناما» مدعوم من الحزب الحاكم الذي ينتمي إليه الرئيس جوكو ويدودو.

و«باسويدان» يسانده الجنرال المحافظ المتقاعد برابو سوبيانتو الذي خسر أمام ويدودو في انتخابات الرئاسة عام 2014 وقد ينافسه مجددا.

وقالت الشرطة إنها اعتقلت 15 شخصا في أعقاب تقارير عن وقوع اضطرابات في العديد من مراكز الاقتراع في المدينة التي يسكنها 10 ملايين نسمة.

و«باسويدان» من أصول يمنية، ففي أواخر القرن الثالث عشر الهجري، سافر الأخوان علي وعمر أبناء الشيخ أبوبكر بن محمد باسويدان (من شبام متوجهين إلى جاوة إندونيسيا لمزاولة التجارة واستقروا بها. وآل باسويدان اليوم في إندونيسيا من ذرية هذين الأخوين وهم متواجدين في عدة مدن منها جاكرتا وسورابايا وسيمارانج وغيرها.ومنهم حفيدهم الدكتور أنيس رشيد عبدالرحمن باسويدان ( من مواليد سنة 1969).