أعلنت المديرية العامة للسجون في المملكة عن تشييد ثلاث إصلاحيات تستوعب 21 ألف سجين في مدن الرياض، وجدة، والطائف، مشيرة إلى أنه يجري تمديد الخدمات الأرضية لإصلاحيتي الرياض وجدة، والانتهاء من 68% من إصلاحية الطائف.

وأشارت الإدارة العامة للشؤون الهندسية للسجون بالسعودية في تقرير أن السجون الحديثة تحوي 96 وحدة منفصلة بتجهيزات أمنية مشددة وذات تحصين أمني عال، فيما تستوعب العنابر متوسطة التحصين 5120 سجيناً، تحوي نشاطات اجتماعية متنوعة، ويتمتع 512 نزيلاً في وحداتهم ذات التحصين المنخفض بالسماح لهم بالخروج والعودة في عنابر بلا تحصينات أمنية.

وأوضح التقرير أن المستشفى العام داخل الإصلاحية يعمل بطاقة استيعابية لـ11 سريراً مزوداً بعيادات خارجية ووحدة للطوارئ وغرفة عمليات، مبيناً أنه تم تجهيز العزل الصحي بتحصينات السجون نفسها لمنع انتقال العدوى، ويحوي قسمين الأول انفرادي خاص بعزل فئة الأمراض المعدية والخطرة، والآخر للعزل الجماعي للأمراض المزمنة.

وأفاد بأن هناك 16 وحدة سكنية لإقامة السجين مع أفراد عائلته مدة يوم كامل بخصوصية كاملة، وتحوي الوحدة غرفة نوم وصالة ودورات مياه ومطبخ وحديقة تتوافر فيها ألعاب الأطفال، وجهزت الإصلاحية بملاعب ووسائل ترفيهية.

وأكد وجود غرفة بنافذة زجاجية ضد الرصاص يتصل الزائر منها بذويه عبر وسيلة اتصال، وركبت بعض وسائل المراقبة داخل الغرف لاستخدامها عند الحاجة، مبيناً أنه سيتم تزويد الإصلاحيات بفصول دراسية للمراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية، إضافة إلى فصول دراسية مزودة بأجهزة حاسب وفصول للجامعة للراغبين في إكمال دراساتهم.

ولفت إلى تصميم ورش ومصانع بتصاميم مناسبة لاستبعاد إمكانية الهرب أو نشوب أعمال عنف داخلها، ونصبت كاميرات مراقبة وأنظمة إنذار وطفايات حريق، مؤكدة أن برامج التدريب تركز على حاجات سوق العمل من التخصصات.

وتحدث التقرير عن وجود محميات زراعية داخل الإصلاحيات الجديدة، بحيث سيتم تدريب السجناء من خلالها على زراعة الخضراوات والفواكه والتدريب على التشجير وزرع الأشجار وطرق قطعها.

فيما وفرت إدارات السجون عدداً من المشرفين والاختصـاصيين الاجتماعيين داخــل السجــون لدرس حـاجة النزلاء وتوفيرها كلما أمكن ذلك، ومتـابعة السجنــاء من دون تمييــز سواء في الجنسيـة أم العـمر أم نــوع القضية.

وكانت المديرية العامة للسجون قد أعلنت أول الأسبوع، أن 90% من السجناء السابقين أسقطت صحيفة السوابق عنهم، مما مكن بعضهم من الالتحاق بوظائف حكومية «عسكرية ومدنية»، فيما لا زالت البقية تحتفظ بتلك السوابق وهم من تتجاوز مدد سجنهم الثلاث سنوات.

من جانب آخر، أكد مدير عام السجون اللواء «إبراهيم الحمزي» أن مشاريعهم الإصلاحية هي الأفضل عالمياً، مبيناً أن مشروع الإصلاحيات الجديدة في سجن الرياض قد اكتمل وسينقل له السجناء من الحائر، بالإضافة إلى جاهزية مشروع الإصلاحية في جدة، بينما تصل نسبة الإنجاز في مشروع الدمام 49% وفي مشروع الطائف 69%.

كانت صحيفة ميدل إيست مونيتور قد نشرت في تقرير لها منتصف العام الحالي أن عدد السجناء السياسيين فقط في المملكة ربما يصل إلى 30 ألف سجين وهي الأرقام التي تصر المملكة على نفيها، في حين أظهرت بعض الصور المسربة في عام 2012 اكتظاظ السجون في جدة، حيث ينام عدد كبير من السجناء على حصر رقيقة في زنزانة خمسة أمتار بستة أمتار، مما يجبر السجناء على التناوب في النوم والنوم في المراحيض، إضافة إلى العديد من حالات التعذيب الموثقة، وكانت السلطات السعودية قد اعتقلت في عام 2000 وحده أكثر من 11 ألف شخص بدعوى تورطهم في الإرهاب. وبقي عدد كبير منهم رهن الاعتقال التعسفي دون تهمة أو محاكمة لسنوات.