الدولة الإسلامية تتراجع إلى "وضع دفاعي" في العراق

الأربعاء 10 ديسمبر 2014 12:12 ص

أعلن القائد العام المشرف على جهود حرب التحالف الدولي ضد «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا إن التنظيم المسلح بات في وضع «دفاعي» الآن، وأن دول التحالف تعهدت بإرسال المئات من القوات للانضمام إلى القوات الأمريكية الموجودة في العراق.

وقال الجنرال «جيمس تيري» - القائد الأمريكي للعملية المشتركة المعروفة باسم «العزيمة الصلبة» في العراق وسوريا – إن «الدولة الإسلامية» الآن أقل استعدادًا وجاهزية لتنفيذ أي عمليات هجومية، موضحًا: «ينصبّ تركيز الدولة الإسلامية الآن على الدفاع عن الأراضي التي بسطوا نفوذهم عليها».

واستطرد «تيري» قائلاً لوزير الدفاع الأمريكي «تشاك هاجل» الذي كان في زيارة للمنطقة الاثنين الماضي: «ما زالت الدولة الإسلامية قادرة على القيام ببعض العمليات الهجومية القليلة. لقد تراجعت لوضع دفاعي حاليًا مقارنة بالسابق»، ضاربًا أدلة على كلامه: «حين تنظر إلى بعض الأماكن في محافظة الأنبار تجد الموقف متجمد هناك نوعًا ما. أعتقد أن علينا مهام نقوم بها الآن».

وقال «تيري» لمجموعة من الصحفيين المرافقين لوزير الدفاع «تشاك هاجل» في الكويت: «عندما نقوم الآن بموازنة القدرات المختلفة لدى التحالف الدولي الذي يضم عشرات الدول فإنني أعتقد أننا نعمل جيدًا من حيث عدد الجنود على الأرض»، موضحًا أن القوات التي ستأتي ستكون بالإضافة إلى 3100 جندي أمريكي فوّض الرئيس باراك أوباما بنشرهم في العراق.

ويحمل وصف «تيري» للجهاديين المسلحين إشارات أكثر إيجابية بشأن تطور تكتيكي، لكنه لا يرقى في الوقت ذاته إلى أي نوع التحول في المعركة ضد الجماعة المتطرفة التي وصفها بالقول: «ليس لديها احترام للإنسانية وقيمها».

وتأتي تصريحات «تيري» في الوقت الذي ما زال فيه أتون العنف يستعر في العراق وسوريا، ووسط تقارير تفيد بأن إسرائيل شنّت غارات جوية على دمشق، ما يجعل الأمور أكثر تعقيدًا في ساحة المعركة من الناحية الجغرافية السياسية.

وأضاف «تيري» أن ما تقوم به الولايات المتحدة والتحالف الدولي يهدف إلى مساعدة قوات الأمن العراقية، وأن أكثر من 1200 غارة جوية تمت ضد «الدولة الإسلامية» قد ساعد في الحد من فاعلية التنظيم. وفي نفس الوقت تواجه «الخلافة المعلنة» تحديات إخضاع الناس لحكمها في المناطق التي سيطرت حيث إنها مُطالبة بتوفير متطلباتهم. ونظرًا لأن المقاتلين الجهاديين كانوا يتحركون بسرعة من ساحة معركة إلى أخرى فقد كان من الصعب استهدافهم، لكنهم مؤخرًا أصبح من السهل استهدافهم نظرًا لتباطيء حركتهم.

وتابع: »بصراحة؛ الأمر يختلف عن ذي قبل فقد صاروا أكثر هدوءًا، عندما يبقون في مكان ما فترة طويلة فمعنى ذلك أن قدراتهم قد تدهورت. ما عُدُت ترى تحركات كثيرة كتلك التي اعتادت رؤيتها منهم في السابق».

وفي الوقت ذاته؛ فإن القوات العراقية قامت بأكثر من 15 عملية مُنفصلة ضد «الدولة الإسلامية»؛ منها على سبيل المثال: استعادة «سدّ حديثة» الذي يمثل جزءًا هامًا من البنية التحتية العراقية على نهر الفرات.

وساعد هذا النوع من الجهد في الحرب ضد التنظيم المسلح على إيقاف تقدمه في بعض الحالات كما هو الحال في الأنبار حاليًا، وفي بعض المناطق الأخرى عادت اليد الطولى للقوات العراقية بحسب تيري.

وأنهى «تيري» في العام الماضي رحلته كنائب قائد للحرب في أفغانستان. وهو الآن قائد المركزية الأمريكية أي أنه القائد الأعلى للجيش داخل منطقة المسئولية بالقيادة المركزية الأمريكية، كما أنه قائد جهود حرب البنتاجون في العراق وسوريا أيضًا.

ولا توجد إجابات سهلة لهذه المشكلة التي تمثلها «الدولة الإسلامية»، وتُوجّه الانتقادات منذ فترة طويلة إلى إدارة أوباما من أعضاء الكونجرس وبعض الخبراء العسكريين وغيرهم لافتقارها الى استراتيجية متماسكة واضحة المعالم. وعلى الرغم من أن كبار مسئولي البنتاجون يشعرون بالقلق من أن يتحول الأمر إلى انخراط عسكري جديد، إلا إن هناك إحباط هاديء يحيط بإصرار أوباما على ألا تكون هناك «قوات عسكرية على الأرض»، والذي تعني أن القوات الأمريكية لن تشارك في قتال مباشر. وفي بعض الحالات قد يكون قلة الخيارات عائقًا أمام الجيش الأمريكي الذي يسعى لإبطال فاعلية التنظيم.

وفي حديث لـ«فوكس نيوز» ضمن برنامج «صنداي مورنينج فيوتشرز» قال سيناتور ولاية أريزونا «جون ماكين»: «لدينا الآن سلاح الجو الأكثر نفوذًا في العالم يقوم بضربات طفيفة ضد المباني الفارغة في مناسبات مختلفة، وهذا لأننا لم نحصل على فرصة وضع مراقبين على الأرض لتحديد هذه الأهداف».

وأعطى الرئيس «أوباما» تفويضين منفصلين لقوات برية قوامها 3100 بهدف إجراء عمليات تقييم وتدريب وتقديم مشورة للقوات العراقية، ومع ذلك فإن المعلن رسميًا أنه لا قوات مقاتلة على الأرض. ومن بين تلك القوات البرية هناك 1650 جندي أمريكي في العراق وفقًا لمتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية.

هذا الرقم كافيًا من وجهة نظر «تيري» الذي أشار أن الباب مفتوح لمزيد من القوات، لكنه عاد ليصحح كلامه: «هذا ما نريده بالفعل في الوقت الراهن. أنا شخصيًا أرغب في قوات إضافية».

وردًا على سؤال حول الحاجة إلى ما يُعرف باسم «مسيطر جوي أمامي» تتلخص مهامه في المساعدة في استدعاء ضربات جوية ضد الدولة الإسلامية قال تيري إن الولايات المتحدة بالفعل لديها القدرة على تحديد أهدافٍ باستخدام عمليات وإمكانيات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، مُضيفًا إنه إذا احتاج لمزيد من الموظفين العسكريين للمساعدة في الجهود فلن يتردد في طلبها.

وينبع مستوى الطمأنية لدى «تيري» مع عدد القوات الأمريكية الموجودة معه بالفعل من يقينه بأن المزيد من القوات قادم، حتى وإن لم يكونوا بزي عسكري أمريكي.  

وتشارك أكثر من ثلاثين دولة في التحالف الدولي ضد «الدولة الإسلامية»، وتشن العشرات من تلك الدول غارات جوية جنبًا إلى جنب مع الولايات المتحدة الأمريكية، كما يوجد 500 عسكري على الأرض في العراق.

ومن المتوقع أن يرتفع ذلك العدد عما قريب نظرًا لتعهد أعضاء التحالف - الذين اجتمعوا الأسبوع الماضي في المنطقة - بإرسال حوالي 1500 عنصر لتدريب القوات العراقية والبيشمركة ومساعدتها، إلى جانب المستشارين العسكريين الأمريكين المتواجدين في العراق. وفي المجمل فإن العدد الذي سيستقر في العراق سيزيد على ثلاثة آلاف من القوات الأمريكية والدولية المشاركة في الجهود الرامية لإضعاف ثم تدمير «الدولة الإسلامية».

وامتنع «تيري» عن الإفصاح عن الدول التي ستسهم بإرسال 1500 جندي، مكتفيًا بالقول إنها مزيجًا واسعًا من التحالف الذي يضم أكثر من 40 دولة، وأن معظمهم سيشارك في التدريب.

وأشار «جاري باوتشر» – متحدث باسم قوات المهام المشتركة – إن «بعض الدول ترغب بالإبقاء على دعمها سرًا. يفضل البعض المساهمة بهدوء ونحن نحترم رغباتهم».

المصدر | ديفينس ون - جوردون لوبولد

  كلمات مفتاحية

داعش التحالف الدولي

التحالف الدولي يتعهد بإرسال 1500 عنصرا لتدريب القوات العراقية

أوباما: الوقوف إلى جانب «الأسد» ضد «الدولة الإسلامية» سيضعف التحالف

«أوباما» لقادة جيوش التحالف: الحملة على «الدولة الإسلامية» ستكون "طويلة الأمد"

"داعش" تسيطر على بلدات استراتيجية شرقي سوريا

«الدولة الإسلامية» تعدم 13 عنصرا من العشائر السنية شمال بغداد