«رويترز»: «الأخوات المسلمات» في طليعة المشهد المصري

الثلاثاء 16 ديسمبر 2014 06:12 ص

تناول تقرير لوكالة «رويترز» عبر موقعها الرسمي يوم أمس الإثنين، تواجد ودور المرأة المصرية المنتمية لجماعة الإخوان المسلمين خاصةً في ظل الأنظمة التي وضعت الجماعة محل مطاردة واستهداف أمني وفكري، حيث عرض التقرير دور المرأة الإخوانية الهام في المجتمع المصري سواء سياسيا أو دينيا واجتماعيا، وجاء تحت عنوان «الأخوات المسلمات في طليعة المشهد فيما تكافح جماعة الاخوان المسلمين من أجل البقاء».

وقال التقرير أنه «في البيوت كما في الشوارع لا تزال نساء في شتى أرجاء مصر ترعى جماعة تسعى السلطات جاهدة كي تسحقها». إنهن يعلّمن الأطفال قيم جماعة الإخوان المسلمين وينظمن الاحتجاجات ويحافظن على شبكاتها ويلعبن دورا أكثر وضوحا في ميدان السياسة.

وأضافت «رويترز» أن الجماعة قد انزوت منذ انقللاب الجيش على الرئيس «محمد مرسي» في يوليو/تموز العام الماضي، حيث شنت السلطات حملة ضدها وأعلنتها جماعة إرهابية محظورة واعتقلت آلافا من اعضائها.

ومع وجود معظم قيادات الجماعة إما في السجون وإما في المنفى، تصدرت نساء -عشن طويلا في كنف هذه الجماعة- طليعة المشهد لخوض معركتها من أجل البقاء.

وبحسب التقرير، فقد دأبت نساء الجماعة منذ زمن طويل على التركيز على القيام بدور مساعد في مجالات التعليم والعمل الاجتماعي، إلا أن «تجربة الأشهر الـ17 الأخيرة أيا كانت مرارتها شبعت هؤلاء الاخوات المسلمات - مثلما تسميهن الجماعة- بجرعة جديدة من الثقة».

وتهيمن داخل الحركة، المفاهيم المحافظة للمجتمع الأبوي الذكوري، وفق التقرير، إلا أنه وبحسب كلمة إحدى «الأخوات» للوكالة، أصبحت النساء أكثر شجاعة وجرأة في المشاركة.

وأنشات الجماعة التي أسسها الشهيد «حسن البنا» عام 1928 شعبة للنساء في ثلاثينات القرن الماضي. وبعد مرور 8 عقود على ذلك، دفعت الجماعة بهن إلى غمار الانتخابات البرلمانية.

كما أشار التقرير إلى أن الأخوات المسلمات لم ينلن قط عضوية أعلى كوادر الجماعة وهو مكتب الإرشاد، لكنهن يساهمن في الانتخابات الداخلية للجماعة على المستوى المحلي، فيما يمنعن من خوض انتخابات مجلس شورى الجماعة -وهو الهيئة المنوط بها وضع سياسات الجماعة- أو الادلاء بأصواتهن فيها.

وتقول أخوات مسلمات متنفذات في الجماعة إن ذلك قد يتغير لأن قيادات الجماعة -التي انفصلت عن قاعدتها الجماهيرية- تعول بشكل متزايد على النسوة والشباب بوصفهم همزة الوصل لها مع المجتمع.

ورغم اعتقال بعضهن، إلا أن الوكالة تقول: «يبدو أن الشرطة تتردد كثيرا في اتخاذ اجراءات ضدهن بقدر أكبر من رجال الجماعة، حيث تمنحهن مساحة من الحرية للانضمام الى المظاهرات والحفاظ على تماسك الجماعة من خلال عقد الاجتماعات بصفة منتظمة»، ومع تزايد حملات الاعتقال، تضاءل الحراك في الشارع والمتمثل في التظاهرات والوقفات والمسيرات الإحتجاجية، إلا ان النسوة يتصدرن المشهد الآن.

وقالت إحدي الأخوات للوكالة إنه في ثلاث مناطق بالقاهرة تجرى تجربة كي تضطلع النسوة بتنظيم الاحتجاجات «من الألف إلى الياء».

وأتاحت ضرورة التنظيم على المستوى المحلي -بغية تجنب الاعتقال- مستوى لم يسبق له مثيل من اللامركزية في الهيكل التنظيمي للجماعة، ما منح النساء والشباب من اعضاء الجماعة قدرا أكبر من الحرية للحركة.

وسبق أن قامت النساء بدور أساسي في إحياء جماعة الإخوان المسلمين أثناء جولة سابقة من القمع في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، لكنهن -وفقًا للوكالة- تراجعن إلى الظل بعدما خفت حدة الضغط.

وقال «خليل العناني» الخبير في الجماعات الإسلامية في جامعة «جون هوبكنز الأمريكية» إن البروز المتنامي للمرأة مسألة مهمة لكن ليس من الواضح ما إن كان يمكن أن تحدث أي تطور في التسلسل الهرمي داخل الجماعة، مضيفا «دور المرأة كان مدفوعا بأزمة وليس بتغيير فكري لكن يمكن لذلك أن يؤدي إلى تغييرات في المستقبل». وتابع بقوله أن «الاخوان المسلمون في فترة انتقالية».

كما قالت بعض الأخوات إن دورهن يتطور بالفعل، وتنتخب المرأة الآن لتقود الأسر النسائية وهي مجموعات محلية تمثل لبنات البناء للجماعة. وفي السابق كانت زوجات زعماء الأسر يعملن كنائبات غير رسميات بخصوص المرأة، وفي بعض المناطق تنتخب نساء لقيادة شعب المرأة وكل شعبة منها مسؤولة عن عشرات الأسر رغم أن المرأة ما زالت تركز على تعليم الفتيات و«كيف يصبحن زوجات وأمهات صالحات وسفيرات للإخوان المسلمون في المجتمع».

وأضاف البعض إن التحركات كانت جارية على قدم وساق لانضمام المرأة إلى مجلس الشورى قبل أن تدفع حملة القمع الجماعة الى تركيز جهودها على مجرد البقاء على قيد الحياة وستواصل المرأة لاحقا الضغط من أجل مزيد من السلطة.

واختممت «رويترز» تقريرها بالتأكيد أنه «ما زالت الانقسامات قوية بشأن ما إن كان يمكن للمرأة أن تقود الرجال أو أن تتولى منصب المرشد العام نفسه». معتبرة أن حتى النسوة اللواتي يردن الإصلاح يعتبرن أن دورهن كزوجات وأمهات له الأولوية، لكن الأزمة فرضت التغيير على المرأة الاسلامية طوعا أو كرها، وتعتبر المعركة شخصية بالنسبة لكثيرات.

المصدر | الخليج الجديد + رويترز

  كلمات مفتاحية

مصر الإخوان المرأة نساء الأخوات السيسي الانقلاب

الإدارة الأمريكية ترفض تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية

سياسة القبضة الحديدية والاقصاء والتهميش ليست حلا لاحتقان يتضخم في مصر

ثلاث ظواهر مَرَضية تجاوزها العالم إلا النظام العربي: الطائفية والسلطوية وتهميش المرأة

أمير قطر: 3 يوليو إنقلاب عسكري ... والشعب المصري انتخب الإخوان

«الإخوان»... كلاكيت عاشر مرة!

مصر: تأخر إعلان الانتخابات وانحياز حكومي إلى مرشحين 

«هيومن رايتس ووتش» تطالب مصر بالتحقيق في تعذيب الأكاديمي «عبدالله شحاتة»

الكشف عن حالات اغتصاب جديدة داخل مقرات الشرطة المصرية