بعد شهر من الحصار.. حركة الأسواق القطرية تعود لطبيعتها

الثلاثاء 4 يوليو 2017 04:07 ص

نجحت الدولة القطرية التي يسكنها 2.4 ملايين شخص في تفادي حدوث نقص في المواد الغذائية، رغم مرور شهر تقريبا على إغلاق المملكة العربية السعودية المنفذ البري الوحيد لقطر والذي تمر عبره غالبية وارداتها البرية.

وأكدت «وكالة الأنباء الفرنسية» قدرة الشعب القطري على التأقلم مع الحصار الجائر بعد توفير الحكومة البدائل اللازمة، موضحة أن استمرار الحصار يبقى كابوسا مزعجا في ظل تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان الناجمة عن غلق الدول المحاصرة للمنافذ الحدودية والمجالين البحري والجوي أمام قطر.

وأشارت الوكالة في تقرير لها، أمس الاثنين، إلى تأثير الحصار الجائر على بعض العادات اليومية لسكان قطر وقدرتهم على التأقلم مع التغيرات التي وصفتها بالمفاجئة والسريعة بانتشار المنتجات التركية والإيرانية على أرفف المتاجر وترشيد الاستهلاك واتباع سياسة التوفير بدلا من التخزين، لافتة إلى استمرار المعاناة في رحلات جوية أطول نتيجة غلق دول الحصار لمجالها الجوي أمام الطيران من وإلى الدوحة.

وأكد التقرير أن حركة الأسواق القطرية عادت إلى طبيعتها، موضحا أنه بعد حالة الهلع التي شهدتها أسواق الدوحة في الساعات الأولى التي تلت الإجراءات التعسفية من دول الحصار، وبينها إغلاق المجالات الجوية والبحرية للسعودية ودولة الإمارات والبحرين أمام قطر، عادت الحركة في هذه الأسواق إلى طبيعتها.

ونوه التقرير إلى امتلاء رفوف المتاجر بالفواكه والخضار والألبان الإيرانية والتركية، بعدما كانت قطر تستوردها برا عبر الحدود مع السعودية من الأردن ولبنان وسوريا، كما انتشرت لافتات تشجع المنتجات القطرية المحلية.

ونقلت الوكالة عن المواطن «محمد الشيب» (48 عاما) وهو يتسوق في أحد المتاجر الغذائية في الدوحة قوله: «الدولة وفرت البدائل ولا توجد مشكلة»، مضيفا: «هناك ارتفاع طفيف في الأسعار يمكننا تحمله».

وأكد الشيب تأقلمه مع الأوضاع الجديدة، قائلا: «تعلمنا الدرس ونستهلك على قدر حاجتنا».

كما نقل التقرير عن مقيمة لبنانية قولها: «لا حاجة للتخزين، كل شيء متوفر وارتفاع الأسعار طفيف».

وتحت عنوان «كابوس»، نوه التقرير بأنه إلى جانب إغلاق الحدود، تمنع السعودية والإمارات والبحرين منذ أسابيع الطائرات القطرية من عبور أجوائها، كما أوقفت جميع الرحلات الجوية من وإلى الدوحة ما اضطر المسافرين إلى البحث عن طرق جديدة في بلد 90% من سكانه أجانب.

وبحسب التقرير، قال شاب أردني مقيم في الدوحة للوكالة إن المشكلة في الطيران، مضيفا: «مكثت ست ساعات ترانزيت في رحلة العودة من الأردن إلى قطر على متن الخطوط العمانية بعدما ألغت الخطوط الإماراتية التذاكر قبل موعد السفر بيوم».

ونوه تقرير «وكالة الأنباء الفرنسية» بأنه من بين الحالات الإنسانية الناتجة عن قرار الترحيل، شكوى أم قطرية متزوجة من رجل إماراتي، حاولت زيارة أسرتها في قطر فتم منعها من اصطحاب طفلها الرضيع بحجة أنه يحمل الجنسية الإماراتية.

هذا، ويكاد يكون معدل البطالة معدوما في قطر بنسبة لا تتعدى 0.8%، وهو أقل معدل بطالة في العالم العربي، بحسب وزارة التخطيط التنموي والإحصاء القطرية، بينما يتجه النمو لتحقيق نسبة 3.3% في 2017، مع استثمارات أجنبية مباشرة تتعدى 144 مليار دولار.

وتواجه قطر آثار الحصار بمؤشرات اقتصادية واجتماعية صلبة، إذ تحتل قطر المركز الأول عالميا في متوسط نصيب الفرد من الناتج القومي لسنوات عديدة، بحسب معطيات «صندوق النقد» و«البنك» الدوليين، بدخل يصل إلى 129 ألفا و726 دولارا سنويا عام 2016.

واندلعت الأزمة الخليجية، في 5 يونيو/حزيران الماضي، حين قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت الدول الخليجية الثلاث على الدوحة حصارا بريا وجويا، لاتهامها بدعم الإرهاب، وهو ما نفته الدوحة جملة وتفصيلا.

وأكدت قطر أن المطالب التي تقدمت بها دول الحصار لإنهاء الأزمة ليست واقعية وغير متوازنة وتفتقد للمنطق، فضلا عن كونها غير قابلة للتنفيذ، وتمثل انتهاكا لسيادة قطر وتهدف لفرض وصاية عليها.

  كلمات مفتاحية

قطر السعودية الإمارات البحرين مصر تركيا إيران الحصار الأسواق الأزمة الخليجية