دلالات هجوم الإعلام المغربي على النظام المصري

السبت 3 يناير 2015 08:01 ص

تفاجأ العديد من المتابعين بقيام قناتين تلفزيونيتين مغربيتين تابعتين للتليفزيون الرسمي في البلاد، بتوصيف ما حدث في مصر على أنه انقلاب عسكري حيث بثت القناة الأولى المغربية تقريرا لها عن أحداث العام 2014 تطرقت فيه لما جرى في مصر واصفاً ما جرى في مصر بكونه انقلاباً عسكرياً على رئيس منتخب.

وفي نفس السياق بثت القناة الثانية تقريرا مشابها يدين ما جرى في مصر ويرى أن الشرعية في مصر هي للرئيس المنتخب «محمد مرسي».

وبالرغم من أن المغرب لم يكن يقف بقوة إلى جانب النظام المصري الحالي إلا أنه لم يكن من الأنظمة المصنفة في خانة المعارضين للانقلاب كما قطر أو تركيا، ربما تكون مساحة العلاقات السياسية المحدودة بين البلدين جعلت الموقف المغربي يصنف أنه أقرب إلى الحياد.

لا شك أن توصيف الإعلام المغربي الرسمي لما حدث بالانقلاب ليس اجتهادا موضعيا بل إنه يمكن اعتباره سياسة جديدة للمغرب وربما نقطة تحول تجاه أحداث الإقليم برمته.

وحول أسباب هذا الموقف أشارت بعض التقارير إلى أسباب مختلفة منها خلافات طرأت على العلاقات  بين المغرب والإمارات، ومنها تمتين العلاقات المغربية مع تركيا التي زارها الملك المغربي مؤخرا والتي تم في الآونة الأخيرة عقد عدة لقاءات بين الطرفين أواستعادة الرباط لعلاقاتها  مع إيران وهما المنافسين الأقوى لدول الخليج الداعمة للنظام المصري. وكلها أسباب ذات وجاهة لكن لا تظهر فيها المصلحة المباشرة للمغرب في لعب هذا الدور

ومن جهة أخرى اعتبرت الخطوة ردة فعل على بعض تجاوزات الإعلام المصري بحق ثوابت مغربية متعلقة بقضية الصحراء وجبهة البوليساريو، ولم يتورع الإعلام المصري في الفترة الماضية عن الحديث بسلبية عن المغرب وتم توجيه إساءات متعددة للمغرب من قبل مذيعين مصريين.

وفي سياق آخر تم اعتبار تغير الخطاب الاعلامي المغربي تعبيرا عن  استياء من انعكاسات العلاقات الجزائرية المصرية والتنسيق الاقليمي المشترك بينهما في الوقت الذي تم تهميش المغرب، خصوصاً مع الدعم المبطن الذي أبداه الإعلام المصري لجبهة البوليساريو المطالبة بانفصال الصحراء عن المغرب، والمدعومة من الجزائر والتي تشهد العلاقات بينها وبين النظام المصري تقارباً من أوجه عديدة.

يمكن اعتبار ما جاء على شاشات الإعلام المغربي خطوة ذات دلالة كبيرة، لكن ما سيأتي بعدها هو الأهم وهو ما سيؤكد إن كانت المغرب تتجه لتبني سياسة جديدة، أم أنها اتخذت ردة فعل عابرة ودت من خلالها تنبيه النظام المصري أنها يمكن أن تبادره بالهجوم إن لم يبادر بكبح جماح إعلامه الذي يسيء للمغرب، وأن المغرب لن تسمح أن يكون التقارب المصري الجزائري على حساب أمنها القومي وثوابتها السياسية.

 

 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

المغرب مصر

المغرب تنقلب علي «السيسي» ويؤكد: 3 يوليو انقلاب عسكري .. و«مرسي» رئيس شرعي منتخب

العاهل المغربي في أبوظبي و«خلفان» يثير المغاربة في ديارهم بخريطة بلادهم بدون الصحراء

الإمارات تتلقى دعماً عسكرياً من المغرب فى إطار حربها ضد «الإرهاب»