تدشن الخطوط الجوية السعودية، الإثنين، رحلاتها الرسمية والمنتظمة مع العراق، بعد توقف استمر 27 عاما.

وبحسب وكالة الأنباء السعودية «واس»، فإن الرحلة الافتتاحية ستغادر مطار الملك «عبدالعزيز الدولي» بجدة، الساعة 12:35 ظهرا، وعلى متنها مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية المهندس «صالح بن ناصر الجاسر»، ورؤساء القطاعات التشغيلية، وممثلون لوسائل الإعلام المختلفة، والضيوف المسافرين على الرحلة الافتتاحية.

وأعدت شركة الخطوط السعودية للنقل الجوي احتفالا بهذه المناسبة.

وأنهت الخطوط السعودية كافة الاستعدادات لتشغيل رحلاتها إلى العراق، حيث تمت جدولة رحلتين يوميا في الاتجاه الواحد، ورحلة أسبوعيا في الاتجاهين، من جدة إلى بغداد ضمن الجدول التشغيلي المنتظم.

كما يستهدف التنسيق تشغيل رحلات من بغداد إلى مطار الأمير «محمد بن عبدالعزيز الدولي» بالمدينة المنورة قريبا، وكذلك التخطيط للتوسع في التشغيل ليشمل وجهات عراقية أخرى، مع إمكانية دعم الناقل الوطني لحركة موسم الحج التشغيلية من العراق بتوفير رحلات إضافية.

وتعد بغداد الوجهة الدولية الخامسة التي يتم تدشينها خلال عام 2017، بعد التشغيل إلى كل من ملطان، وبورتسودان، ثم موريشيو، وترافندروم.

وتوجت السعودية تقاربها مع العراق مؤخرا بمجلس اقتصادي تنسيقي مشترك، هو الأول من نوعه في تاريخ العلاقات بين البلدين.

وشهدت العاصمة السعودية في 22 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، إطلاق المجلس رسميا من قبل العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» ورئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» وبرعاية أمريكية.

وجرى الاحتفال بانطلاق أعمال «مجلس التنسيق السعودي العراقي» بحضور وزير الخارجية الأمريكي «ريكس تيلرسون»، وذلك في إطار التقارب الذي بدأ مؤخرا بين بغداد والرياض، بعد قطيعة دامت نحو 27 عاما.

وخلال الاحتفال، وقعت السعودية والعراق، اتفاقا لفتح المنافذ الحدودية وتطوير الموانئ والطرق والمناطق الحدودية المشتركة.

وأعلن الجانبان، إعادة تشغيل خطوط الطيران من السعودية إلى جمهورية العراق، وافتتاح قنصلية للمملكة العربية السعودية في العراق.

وقطعت السعودية علاقاتها مع العراق عقب اجتياح الرئيس العراقي السابق «صدام حسين» للكويت في العام 1990، واستمر التوتر بين البلدين خصوصا خلال تولي «نوري المالكي» رئاسة الحكومة العراقية على مدى 8 سنوات.

لكن آثار التقارب بدأت تتضح مع افتتاح منفذ عرعر الحدودي بين العراق والسعودية في أغسطس/آب الماضي، وصولا إلى قيام شركة الرحلات السعودية الاقتصادية «طيران ناس» قبل نحو أسبوع، بأول رحلة تجارية بين الرياض وبغداد منذ 1990.

وكان «العبادي» زار السعودية في يونيو/حزيران الماضي، بعيد زيارة لوزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» إلى بغداد للمرة الأولى لوزير خارجية سعودي منذ 14 عاما.

ورأى رئيس الوزراء العراقي إن المنطقة لا تحتمل المزيد من التقسيم ولا استمرار النزاعات، داعيا إلى إنهاء النزاعات المسلحة ووقف سياسات التدخل في شؤون الآخرين من أجل مصلحة خاصة لهذه الدولة أو تلك، والبدء بمرحلة جديدة من التعاون الشامل والتكامل الاقتصادي المشترك.