أزمة مرتقبة بملح الطعام في مصر.. وبرلمانية: كارثة قومية

الاثنين 1 يناير 2018 10:01 ص

تتجه مصر بقوة نحو أزمة في ملح الطعام، بعد توقف الكثير من الملاحات وخروجها من محطات الإنتاج، في ظل توقف السلطات عن إنشاء مصانع ملح جديدة، أو تحديث شركات الملاحة الحالية.

يأتي ذلك، رغم مما تملكه مصر من شواطئ شاسعة بامتداد البحرين الأحمر، والأبيض المتوسط، إضافة إلى المناطق الواقعة على ضفتي قناة السويس، وملاحات الماكس بالأسكندرية.

وحذر بيان برلماني، من فتح باب استيراد الملح للقطاع الخاص بشكل أكبر، لما له من انعكاسات خطيرة على الاقتصاد القومي، مشيرا إلى تمتع البلاد بشواطئ طويلة، بما يتيح إنتاج الملح من دون حاجة للاستيراد، خاصة أن الملح المصري عرف بجودته وخلوه من الشوائب.

وتنتج مصر 4.8 ملايين طن من ملح الطعام، أي ما يعادل أقل من 2% من الإنتاج العالمي الذي يساوي 255 مليون طن.

وقال البيان البرلماني الذي تقدمت به النائبة «أنيسة حسونة»، إن «تراجع بلادها إلى المرتبة الثالثة عشرة عالميا في إنتاج الملح يعد كارثة قومية، نتيجة إهمال تحديث وصيانة شركات الملاحة».

يشار إلى أن غرفة التعدين، أعلنت مؤخرا، أن واردات مصر من ملح كلوريد الصوديوم بين 2014 و2016 وصلت إلى 3.7 مليارات دولار.

وقالت «حسونة»، وهي معينة من قبل الرئيس «عبدالفتاح السيسي»، في بيانها، إن «شركة الملاحات المصرية من كبرى الشركات في الشرق الأوسط، لكنها تواجه صعوبات حاليا، فملاحة المكس التابعة لها بالأسكندرية يستحيل عمل توسعات لها، بسبب الامتداد العمراني المحيط بها من كل جانب، كما أن ملاحة سبيكة التابعة لها بشمال سيناء، وتنتج مليون طن سنويا، يعيبها بعد المسافة وتكلفة النقل من سيناء لمحافظات الدلتا».

وأشارت إلى استحواذ شركات قطاع الأعمال العام على 75% من إنتاج الملح في مصر‏، وسط إقبال ضعيف من القطاع الخاص على الاستثمار في هذه الصناعة، لتكلفتها العالية وتأخر مردودها.

واستنكرت النائبة الأرقام الزهيدة التي يصدر بها الملح المصري، إذ تم تصدير نحو ‏800‏ ألف طن قبل عامين، بسعر 10 دولارات للطن، مضيفة أن «دول أوروبا وأمريكا تعتمد بشكل كبير على الملح المصري في إزالة الثلوج‏، لكن الأمر يستلزم إنتاج ملح معالج صناعيا بدرجة النقاء المطلوبة غذائيا».

من جانبه، انتقد خبير الجيولوجيا «عبدالعال عطية»، حالة الإهمال التي تعاني منها الملاحات، نتيجة الزحف العمراني، وزيادة كثافة المساحات المستصلحة زراعيا، وعدم وجود نظام للصرف الصحي، بحسب صحيفة «اليوم الجديد».

وأوضح أن هذا الإهمال أدى إلى تراجع إنتاجية الملح في مصر، وفتح باب الاستيراد على مصراعيه، أمام الملح الأردني والسعودي.

ولفت إلى أن المشكلة لم تعد في ملح الطعام وفقط، و«لكن في كربونات وكبريتات الصوديوم، حيث يدخل الأول في صناعة الزجاج، والبويات، ودباغة الجلود، ويستخدم الثاني في عدد من الصناعات».

وسبق أن حذرت غرفة اتحاد الصناعات الكيماوية من تضاؤل وتراجع إنتاجية مصر من ملح الطعام، موضحة أن السوق المحلي يعاني عجزا كبيرا في الإنتاج، ما أدى إلى الاعتماد على الخارج في تلبية احتياجات السوق.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ملحح الطعام استيراد برلمان بيان عاجل إنتاج المصانع