قال الكاتب والإعلامي السعودي الشهير «جمال خاشقجي»، اليوم الجمعة، إن قرار السلطات السعودية تأميم شركات كبرى من بينها شركة «بن لادن» خطير وضد اتجاه التاريخ.
وفي تغريدات على حسابه بـ«تويتر»، أضاف: «قبل يومين كشفت بمقالي هذا عن نية تأميم شركات كبرى، للأسف تأكدت هذه المخاوف، قرار خاطئ وارتداد ضد اتجاه التاريخ».
وأوضح: «تأميم كل أو بعض مجموعة بن لادن أسوأ قرار يتخذ، سيدمر ثقة رجال الأعمال وسيذكر بما فعل عبدالناصر بسوريا ومصر، التعافي من قرار كهذا يحتاج عقودا».
ولفت إلى أنه «خلال السنوات الماضية كلّف بكر بن لادن أكثر من جهة وبالتعاون مع جهات في الدولة لدراسة تحويل المجموعة أو بعضها لشركة مساهمة أو أكثر، هذا هو الطريق الصحيح».
وبين أن «أخطر قرارات تتخذ دون شفافية ونقاش حر، المملكة مليئة بأساتذة وخبراء اقتصاد ولكن في ظل الأجواء السائدة لا أتوقع أن نسمع رأي آخر حيال الاستحواذ على بن لادن، وصفة غير صحية للتحول الاقتصادي الجاري».
والإثنين الماضي، دعا «خاشقجي»، ولي العهد «محمد بن سلمان» إلى التعلم من تجربة كوريا الجنوبية في مكافحة الفساد، وذلك عبر الشفافية والوضوح، وصياغة قوانين جديدة تساعده في هذا الأمر، وليس عبر ملاحقة رجال الأعمال والشركات الكبرى، وإجراء صفقات وتسويات معهم، وكلها أمور تعمل على هروب الاستثمارات والمستثمرين، والإضرار باقتصاد البلاد.
وقال في مقال له نشرته صحيفة «واشنطن بوست»، إنه «في الآونة الأخيرة، هناك شائعات بأن الدولة ستضع بعض الشركات الخاصة تحت رعاية صندوق الاستثمار الحكومي، ما يزيد من تعقيد الأمور، ويمنع الاقتصاد السعودي من النمو». (طالع المزيد)
وأفادت وكالة «رويترز»، الخميس، بصدور قرار من الحكومة السعودية يقضي بتوليها إدارة مجموعة «بن لادن»، إحدى أكبر شركات المقاولات العملاقة في المملكة.
ولم يصدر عن المجموعة، أي تعليق بشأن القرار الجديد، الذي يأتي بعد أسابيع من حملة اعتقالات طالت رئيس المجموعة، «بكر بن لادن»، ضمن العشرات من الأمراء والوزراء الذي تم توقيفهم بتهم فساد، وأفرج عن العديد منهم لاحقا بعد تسويات مالية.
وقالت مصادر، إن السعودية تتولى السيطرة الإدارية على مجموعة «بن لادن»، وتناقش انتقالا محتملا لبعض أصول مجموعة التشييد العملاقة إلى الدولة. (طالع المزيد)
وكان الكاتب السعودي «جمال خاشقجي»، حذر الشهر قبل الماضي، من نقل ملكية شركتي «بن لادن» و«دلة» وشركات أخرى، إلى صندوق الاستثمارات السعودية العامة.
وقال في تغريدة له عبر «تويتر»،: «نقل ملكية شركات عملاقة كبن لادن ودلة لصندوق الاستثمارات العامة بمثابة تأميم لها يدمر ثقة المستثمر المحلي والأجنبي».
وجاء اعتقال «بكر بن لادن»، بمثابة نهاية للتحالف الذي استمر لعقود من الزمن بين «بن لادن» وأسرة «آل سعود» الحاكمة، التي أمنت لمجموعة «بن لادن» السعودية الاحتكار شبه الكامل لمشاريع التوسع الضخم في اثنين من أقدس المواقع الإسلامية، مكة المكرمة والمدينة المنورة، خلال فترات حكم الملوك السعوديين المتعاقبين.
ومنذ احتجاز أعضاء من عائلة «بن لادن»، شكلت وزارة المالية لجنة من خمسة أعضاء من بينهم ثلاثة ممثلين للحكومة للإشراف على أنشطة المجموعة ومعالجة العلاقات مع الموردين والمقاولين.
