استمرارا لتصاعد التوتر بين الرياض وطهران، اتهم رئيس مجلس الشورى الإيراني «علي لاريجاني» السعودية بـ«احتلال اليمن»، وأضاف أنه «يجب على الدول المحتلة أن تستخلص درسا من قيام الاتحاد السوفيتي، والولايات المتحدة الأمريكية، والناتو باحتلال أفغانستان»، بحسب ما أوردته وكالة «إرنا» الإيرانية.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه «لاريجاني»، مع رئيس البرلمان الباكستاني «سردار عياض صادق»، تباحثا فيه التطورات الجارية في اليمن، وبخاصة عملية «عاصفة الحزم»، ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن «لاريجاني» قوله إن طهران تدعم الحل السياسي بين جميع الأطراف في اليمن، مضيفا أن «عمليات عاصفة الحزم تتسبب في مقتل المسلمين، وتؤدي إلى انهيار البنية التحتية للبلاد».
من جانبه، أوضح رئيس البرلمان الباكستاني، أن البرلمان سيناقش التطورات في اليمن خلال الجلسة المشتركة للجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ، قائلا: «إن باكستان ليست لديها نية للتدخل في الصراع بأي شكل من الأشكال، ولا نريد الدخول في الأزمة الدائرة فيها»، مؤكدًا على أن إيران تريد السلام والاستقرار في اليمن من أجل مصلحة العالم الإسلامي بحسب وصفه.
في ذات الصدد، نصح مساعد وزير الخارجية الإيراني في الشؤون العربية والإفريقية، «حسين أمير عبد اللهيان»، السعودية بأن تتعظ من مصير أمريكا جراء تدخلاتها العسكرية في المنطقة، وأن توقف هجماتها على اليمن.
وأوضح أن كارثة إنسانية تقع حاليا في اليمن، لافتا إلى أن فرض الحصار على اليمن وعدم السماح للمنظمات الدولية بإرسال المساعدات الإنسانية لا مبرر له، ورأى «عبد اللهيان» أن النتيجة الوحيدة للعدوان السعودي على اليمن ستتمثل في نمو الإرهاب واضمحلال قوة المسلمين، وبالتالي فإن ذلك سيؤدي إلى تعزيز قوة الكيان الصهيوني في المنطقة.
وأضاف أن «أعداء العالم الإسلامي يريدون من خلال توريط السعودية في الحرب ضد اليمن، أن يحولوا السعودية إلى ليبيا أخرى، ويزعزعوا قوة الدول الإسلامية»، وتابع: «إن المساهمة في نمو الإرهاب والصهيونية في اليمن والمنطقة يتعارض مع أمن الحرمين الشريفين في العربية السعودية، وإن طهران تنشط بقوة من أجل الوقف الفوري للهجمات العسكرية والتركيز على الحل السياسي وإيصال المساعدات الإنسانية».
وأردف مساعد وزير الخارجية الإيراني أن المشاركين في العدوان على اليمن سيتحملون مسؤولية زعزعة أمن المنطقة، فضلًا عن زعزعة الأمن في بلدانهم والمنطقة التي نتشارك فيها.
وتواصل طائرات تحالف عربي خليجي، تقوده السعودية، قصف مواقع عسكرية لمسلحي جماعة الحوثي، وقوات موالية للرئيس اليمني السابق، «علي عبد الله صالح»، منذ 26 مارس/آذار المنصرم، ضمن عملية أسمتها «عاصفة الحزم»، قيل أنها انطلقت استجابة لدعوة الرئيس «هادي»، بالتدخل عسكريًا لـ«حماية اليمن وشعبه من عدوان جماعة الحوثي المسلحة».
وتشارك في العملية 5 دول خليجية، هي السعودية، البحرين، قطر، الكويت، والإمارات، إلى جانب المغرب، والسودان، والأردن، ومصر، وباكستان، فيما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي، «باراك أوباما»، أمر بتقديم دعم لوجيستي واستخباراتي للتحالف، كما أعلنت تركيا أيَا تأييدها للعملية العسكرية التي تباركها أطراف يمنية عدة بينها حزب الإصلاح.
ويخشي مراقبون أن تنزلق اليمن إلى حرب إقليمية بين الرياض وطهران، بينما تؤكد الرياض إنها لا تهدف إلى شن حرب إقليمية وأن عمليتها العسكرية تهدف لإعادة الشرعية للرئيس «هادي» وجمع الفصائل المتناحرة في اليمن.