فرضت ميليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية في العراق، التجنيد الإلزامي على نازحي محافظة الأنبار وأجبرتهم علي الانخراط في صفوفها، مقابل إبقاء عوائلهم داخل المحافظة بأمان. وذلك بعد تجديد العشائر رفضها القاطع لمشاركة الميليشيات في استعادة المحافظة من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية»، الذي بات يسيطر على نحو 90% من مساحتها.
من ناحيته، قال الشيخ «جياد الجنابي»، شيخ عشيرة الجنابيين في منطقة الإسكندرية شمال بابل، في تصريحات صحفية إن عناصر ميليشيات «الحشد الشعبي» في محافظة بابل، قاموا مؤخرا بتجنيد عشرات الشباب النازحين ممن تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 50 عاما، ورغما عنهم، مقابل بقاء عائلاتهم من النساء والأطفال وكبار السن في أمان داخل المحافظة.
وأضاف أن أعدادا كبيرة من العائلات النازحة بدأت بالرحيل والانتقال إلى مناطق صحراوية نائية على أطراف منطقة عامرية الفلوجة، لافتا إلى أن مجلس محافظة بابل على علم تام بما قامت به مليشيا الحشد الشعبي. واعتبر إقدام المليشيات على قرار كهذا؛ محاولة لدخول الأنبار تحت مظلة أبناء العشائر.
جدير بالذكر أن محافظة الأنبار كانت قد شهدت نزوح عشرات الآلاف من سكانها باتجاه بغداد وبابل وكربلاء ومناطق أخرى شمالي البلاد وجنوبها؛ في أعقاب اشتداد المواجهات بين تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يسيطر على غالبية مناطق المحافظة، والقوات الحكومية في مدينة الرمادي، مركز المحافظة.
بدوره، قال الشيخ «مجيد الدليمي»، عضو مجلس شيوخ عشائر الأنبار، غربي العراق، إن العديد من الأسر النازحة إلى بابل، جنوب بغداد، أبلغته عبر اتصالات هاتفية قيام الحشد الشعبي بإجبار الشباب على الانخراط في صفوفه. وأضاف أن عشرات الشباب تلقوا تهديدات بإجبارهم وعائلاتهم على ترك المحافظة، إذا امتنعوا عن الانخراط في صفوف «الحشد الشعبي» لمقاتلة التنظيم.
واعتبر «الدليمي» فرض التجنيد الإلزامي على الرجال النازحين بأنه: «حجة أو مبرر لإخراج الأسر النازحة والمتضررة من تلك المناطق، دون معرفة الأسباب والدوافع وراء ذلك».
وميليشيا «الحشد الشعبي» هي قوة عسكرية شعبية دعا إلى تأسيسها المرجع الديني الشيعي، «علي السيستاني»، بعد أحداث العاشر من يونيو/حزيران، التي تمكن وقتها تنظيم «الدولة الإسلامية» من السيطرة على مساحة شاسعة شمالي العراق وغربيه، وانضمت إليها جميع المليشيات الشيعية المسلحة.
وكان مجلس محافظة الأنبار، قد أعلن السبت الماضي، تسجيله 3 آلاف مقاتل من أبناء عشائر الرمادي في «الحشد الشعبي»، بعد الحصول على الموافقات الرسمية لهم من هيئة الحشد، كما أعلن رئيس الوزراء العراقي، «حيدر العبادي»، عن تعيين اللواء «زياد العلواني»، قائداً لتلك المليشيات في الأنبار.