أكثر من ألف مقاتل من عشائر الأنبار السنية ينضمون إلى «الحشد الشعبي»

السبت 9 مايو 2015 09:05 ص

انضم أكثر من ألف من أبناء العشائر السنية في محافظة الأنبار في غرب العراق، إلى قوات الحشد الشعبي الشيعية التي تقاتل إلى جانب القوات الأمنية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، في مسعى لجعل «الحشد» المؤلف بمعظمه من فصائل شيعية، ذات قاعدة تمثيلية مذهبية أوسع.

وشارك مسؤولون سياسيون وأمنيون وزعماء عشائريون الجمعة، في عرض كبير في قاعدة عسكرية في بلدة عامرية الفلوجة، لتعزيز دور عشائر الأنبار، كبرى محافظات العراق، في القتال ضد التنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة من البلاد منذ يونيو/حزيران.

وقال محافظ الأنبار «صهيب الراوي» خلال العرض «لا حياة بعد اليوم مع القتلة والمجرمين... لا حياة بعد اليوم مع من تطلخت أيديهم بدماء العراقيين... مع المتطرفين والجهلة وتجار الدماء».

وأضاف «الراوي» متوجها إلى عشائر الأنبار «ليكن يومنا هذا إعلان ثورة عارمة ضد الدولة الإسلامية».

ويحمل مئات من أبناء العشائر السنية في الأنبار السلاح ضد التنظيم منذ أشهر للدفاع عن مناطقهم، إلا أنهم يشكون ضعف التسليح والدعم الحكومي. كما قاتل بعضهم خلال الفترة الأخيرة تحت مظلة الحشد، إلا أن احتفال الجمعة هو الإعلان الرسمي لبدء عملية الانتساب إليه.

وأشار «الراوي» إلى أن توجيهات «العبادي»، وهو القائد العام للقوات المسلحة، تقتضي بانضمام ما يصل إلى ستة آلاف من عشائر الأنبار إلى الحشد.

وتأتي هيكلية الانتساب الجديدة في محاولة لتفادي المشاكل السابقة التي واجهت محاولات تسليح أبناء عشائر الأنبار، ومنها الفساد والفوضى وفقدان الأسلحة. ولهذا الغرض، شكلت لجنة تضم ممثلين لمكتب المحافظ والجيش العراقي و«هيئة الحشد الشعبي».

وقال «الراوي» للصحفيين «لن تكون ثمة عشوائية وفوضى كما في الماضي».

وأوضح مسؤولون أن عدد الذين انضموا الجمعة بلغ 1100 مقاتل، وسيتلقون أسلحة في قاعدة الحبانية العسكرية في الأنبار. ومن المقرر أن ينال هؤلاء أجرا شهريا يوازي 650 دولارا أميركيا.

وقال «عمر ممدوح» (24 عاما)، وهو أحد المنتسبين الجدد، «نحن قادرون على الانتصار على الدولة الإسلامية لكننا نحتاج إلى الأسلحة».

ومن المشاركين في العرض فتية لا يتجاوز سنهم 15 أو 16 عاما.

وأدت مشاركة مقاتلي الفصائل الشيعية في القتال إلى جانب القوات الأمنية، دورا حاسما في استعادة السيطرة على بعض المناطق، لا سيما منها مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، مطلع أبريل/نيسان.

وبعد أيام من ذلك، أعلن «العبادي» أن «المعركة القادمة» ستكون استعادة السيطرة على كامل محافظة الأنبار. إلا أن مشاركة الفصائل الشيعية، التي تتهم بارتكاب انتهاكات في بعض المناطق التي تستعيد السيطرة عليها، قد تثير حفيظة السكان السنة في الأنبار.

وشهدت العلاقات بين سكان الأنبار والحكومة العراقية توترا شديدا في عهد رئيس الوزراء العراقي السابق «نوري المالكي» الذي يتهمه خصومه باتباع سياسة اقصاء وتهميش بحق السنة، وهو ما يرى محللون أنه ساهم في تسهيل سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق واسعة من البلاد.

ووجه محافظ الأنبار، أمس الجمعة، تحية إلى «العبادي» الذي خلف المالكي في رئاسة الحكومة الصيف الماضي، وحاول اتباع سياسة أكثر تصالحية، وقال «الراوي»: «لقد وجدنا فيك (العبادي) أخا عزيزا كريما أبيا تحمل هم العراق، كل العراق».

وأطلق على المقاتلين الذين انتسبوا اليوم تسمية «كتيبة النهروان»، نسبة إلى المعركة الشهيرة التي جرت في القرن السابع الميلادي قرب بغداد، والتي ينظر إليها كونها ذات رمزية توحيدية.

وقبل أيام، أثيرت أخبار حول فرض ميليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية في العراق، التجنيد الإلزامي على نازحي محافظة الأنبار وإجبارهم علي الانخراط في صفوفها، مقابل إبقاء عوائلهم داخل المحافظة بأمان. وذلك بعد تجديد العشائر رفضها القاطع لمشاركة الميليشيات في استعادة المحافظة من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية»، الذي بات يسيطر على نحو 90% من مساحتها.

وقال الشيخ «جياد الجنابي»، شيخ عشيرة الجنابيين في منطقة الإسكندرية شمال بابل، في تصريحات صحفية إن عناصر ميليشيات «الحشد الشعبي» في محافظة بابل، قاموا مؤخرا بتجنيد عشرات الشباب النازحين ممن تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 50 عاما، ورغما عنهم، مقابل بقاء عائلاتهم من النساء والأطفال وكبار السن في أمان داخل المحافظة.

وأضاف أن أعدادا كبيرة من العائلات النازحة بدأت بالرحيل والانتقال إلى مناطق صحراوية نائية على أطراف منطقة عامرية الفلوجة، لافتا إلى أن مجلس محافظة بابل على علم تام بما قامت به مليشيا الحشد الشعبي. واعتبر إقدام الميليشيات على قرار كهذا؛ محاولة لدخول الأنبار تحت مظلتها. (طالع المزيد)

  كلمات مفتاحية

العشائر السنية العراق الأنبار الحشد الشعبي العبادي

«الحشد الشعبي» يجبر نازحي الأنبار على الانخراط في صفوفه مقابل «الأمان»

«العبادي» يواجه صعوبة في توحيد قوات «الحشد الشعبي» تحت قيادة الحكومة

«العبادي»: 4 آلاف متطوع من سكان الأنبار مستعدين لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»

«عشائر الأنبار»: الحكومة توفر كل الدعم لميليشيات «الحشد الشعبي» ودعمها للعشائر ”مخجل“

«الدولة الإسلامية» يسيطرعلى مزيد من المناطق في الأنبار

المتحدث باسم محافظ الأنبار: مقتل 500 ونزوح 8 آلاف بسبب اشتباكات الرمادي

عشائر الأنبار: تقصير الحكومة لن يدفعنا للارتماء في أحضان «الدولة الإسلامية» مطلقا

«الحشد الشعبي» يبدي استعداده لإرسال تعزيزات إلى الأنبار لمواجهة «الدولة الإسلامية»

عشائر الأنبار تطالب بدور أكبر في المعارك ضد «الدولة الإسلامية»

محافظ الأنبار: 8 آلاف متطوع من أبناء العشائر لقتال «الدولة الإسلامية»

متطوعون من عشائر الأنبار يرفضون الاستمرار في معارك استعادة الرمادي