الصومال.. هجوم كسمايو يلقي بظلاله على انتخابات رئاسة جوبالاند

الأحد 14 يوليو 2019 11:27 ص

ألقى الهجوم الانتحاري، وسط مدينة كسمايو جنوبي الصومال الجمعة، بظلاله على انتخابات رئاسة إقليم جوبالاند التابع للحكومة الفيدرالية، في أغسطس/آب المقبل.

ففي وقت كان فيه سكان الإقليم يترقبون انطلاق الحملات الانتخابية، هاجم مسلحون من حركة “الشباب” المتمردة فندقًا في كسمايو، العاصمة المؤقتة لإدارة الإقليم، في عملية انتحارية مركبة استغرقت قوات الأمن 11 ساعة لإنهائها.

وتنكر المسلحون، وفق شهود عيان، في زي رجال الشرطة، واقتحموا الفندق، بعد وقوع تفجيرات، بينما كان شيوخ قبائل ونواب مجتمعين، لمناقشة الانتخابات المحلية المقبلة.

واستنكر الرئيس الصومالي، "محمد عبد الله فرماجو"، الهجوم، الذي أسقط 26 قتيلًا، بينهم 3 كينيين و3 تنزانيين وأمريكيان وبريطاني، إضافة إلى 56 جريحًا، بينهم صينيان.

ومن بين القتلى: مرشح لرئاسة الإقليم وصحفيان وموظف محلي في وكالة تابعة للأمم المتحدة.

ووصف "فرماجو" الهجوم بـ”الوحشي”، و”الخارج عن الشريعة الإسلامية”، ودعا أطياف المجتمع إلى توحيد الصف ونبذ الفرقة لمواجهة حركة "الشباب" المتمردة.

الهجوم المفاجىء في المدينة الهادئة نسبيًا منذ فترة أثار تحذيرات خبراء من تفكك البنية الأمنية في جوبالاند، بعد أن كان الإقليم يتمتع باستقرار أمني، منذ انتخاب "أحمد مدوبي" رئيسًا له، قبل سنوات.

وأقام "مدوبي" نظامًا أمنيًا مكن قوات الأمن من إحباط هجمات عديدة لحركة "الشباب"، ومنع تسلل عناصرها إلى الإقليم، لشن هجمات أو اغتيال شخصيات سياسية.

وكشف هجوم كسمايو، وفق الخبراء، عن قصور أمني تمكن مسلحو "الشباب" بسببه من اقتحام فندق وسط عاصمة الإقليم.

ونقلت وكالة "الأناضول" عن الباحث في مركز الصومال للدراسات، "الشافعي أبتدون"، قوله إن “السلطات المحلية في الإقليم انشغلت، خلال الفترة الأخيرة، في العملية الانتخابية، ولم تكن تولي اهتمامًا يذكر بالأمن في المدينة، ما ساعد حركة الشباب على تنفيذ هجوم عنيف هو الأول من نوعه، والذي استهدف القلب النابض لإدارة جوبالاند".

وأضاف "أبتدون" أن "رئيس الإقليم حقق، في السنوات الماضية، تقدمًا نحو تحقيق أمن مستتب في كسمايو".

وتابع: "وكثف عملياته لمطاردة أتباع حركة الشباب وطردهم من المناطق والبلدات المجاورة لكسمايو، لكن الهجوم الذي قلب أمن كسمايو رأسًا على عقب، أثار تساؤلات بشأن ملابساته والجهات الضالعة فيه".

خرق أمني

ونقلت الوكالة ذاتها عن المختص بشؤون الجماعات الإسلامية، "عبد الناصر عثمان"، قوله إن قوات الأمن في جوبالاند تمكنت من طرد حركة “الشباب”، وأحبطت هجمات عديدة.

واستدرك: "لكن الهجوم الأخير ضد معقل الإدارة المحلية في كسمايو يوحي بوجود خرق أمني مكن الحركة من تنفيذ الهجوم، مستغلة الظرف السياسي الذي تعيشه كسمايو حالياً وهو الانتخابات الرئاسية".

وتابع: "من المحتمل وجود عناصر من الحركة داخل كسمايو، في ظل الانتشار الأمني الكثيف في المدينة الاستراتيجية، الواقعة على الساحل الصومالي (على بعد 500 جنوب مقديشو)".

وقال رئيس الإقليم، أحمد مدوبي، في مؤتمر صحفي، إن السلطات الأمنية تجري تحقيقات بشأن ملابسات الهجوم، الذي بعث القلق في نفوس المواطنين، الذين لم يسمعوا، منذ سنوات، دوي انفجار قوي منذ سنوات.

ولم يتضح على الفور إن كان هجوم الجمعة سيؤدي إلى تأجيل انتخابات رئاسة الإقليم أم لا، في ظل رغبة رسمية في تشديد الإجراءات الأمنية؛ خشية شن هجمات خلال الانتخابات.

وبحسب خبراء، فإن هجوم كسمايو يحمل رسالة مفادها أن حركة "الشباب" ما تزال قادرة على تنفيذ هجمات نوعية ضد أهداف، سواء في العاصمة مقديشو أو في عواصم الأقاليم الفيدرالية.

ومنذ سنوات، يخوض الصومال حربًا ضد حركة "الشباب"، التي تأسست مطلع 2004، وهي حركة مسلحة تتبع فكريًا لتنظيم "القاعدة"، وتبنت عمليات عديدة أودت بحياة المئات.

وتم طرد حركة "الشباب" من العاصمة مقديشو، في 2011، ثم من كسمايو، في العام التالي، لكن ما تزال الحركة تسيطر على مناطق جنوبية محدودة، بعد أن فقدت معظم معاقلها.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

حركة الشباب الصومالية هجوم انتحاري الحكومة الصومالية

الصومال يقطع علاقاته بغينيا لاستقبالها رئيس صوماليلاند

قطر تسير أولى رحلاتها إلى الصومال

وزير الخارجية القطري: دول الحصار تعاقب الصومال لعلاقته معنا

إندبندنت: على واشنطن إنهاء المهزلة التي تنفذها في الصومال