رياض الصيداوي: مخطط خالد التويجري لإيصال الأمير متعب لحكم السعودية بات واضحا

الأحد 27 يوليو 2014 05:07 ص

الخليج الجديد

في حوار له مع صوت روسيا، قال الدكتور «رياض الصيداوي»، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والإجتماعية، أن ثمة حرب طاحنة بين الأمراء والأجنحة، وتسائل هل ينجح الوزير «خالد التويجري»، رئيس الديوان الملكي، في مخطط إيصال الأمير «متعب بن عبدالله» إلى حكم الممكلة؟ مؤكدا أن هذا المخطط بات واضحا للعيان.

وأشار إلى قوة ونفوذ الحرس الوطني التي تفوق ما تحوذه وزارة الدفاع نفسها. وهو ما يجعل المنافسة محصورة بين جناح الأمير «متعب» و«التويجري» من ناحية، وبين جناح الأمير «محمد بن نايف» وزير الداخلية القوي، والذي لا يتمتع بشعبية نظرا لدوره كوزير داخلية. بينما لم يعد مستبعدا ابعاد الأمير «سلمان» ولي العهد الذي تم تقليص نفوذه بصورة كبيرة خاصة مع تعيين الأمير «مقرن» في منصب مستحدث هو ولي ولي العهد.

وكشف «الصيداوي» أن الأمير «خالد بن بندر» المحسوب على  جناح «متعب» و«خالد التويجري»، وقد تم طرد «خالد بن بندر» من وزارة الدفاع من قبل «محمد بن سلمان بن عبد العزيز» فالتجأ إلى عمه «عبد الله» فرقاه وعينه في منصب أعلى رئيسا للمخابرات.

وإلى نص الحوار:

حوار مع د. رياض الصيداوي، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والإجتماعية، صوت روسيا، 22 يوليو/تموز 2014

سؤال: أناقش مع حضرتك التغيرات الأخيرة والتي جرت بشكل متسارع في بعض الأجهزة الاستراتيجية والحساسة جدا داخل السعودية ولا سيما في مؤسستي المخابرات والجيش وهذه التغيرات أثارت اهتمام وتقييمات متباينة في الصحافة العربية والدولية، ومن هنا أطرح السؤال عليكم، في أي سياق يمكن وضع هذه التبدلات، هل تأتي في إطار إعادة ترتيب أوراق الحكم داخل السعودية أم أنها تتعلق بإعادة النظر في السياسة الإقليمية، ولا سيما أن الدور معروف للمخابرات السعودية في بعض الملفات الإقليمية؟

جواب: ما يحدث في السعودية حسب رأي الخبراء والمحللين والمهتمين بهذا البلد هو أن ثمة حرب طاحنة بين الأمراء والأجنحة، عنوانها: هل ينجح خالد التويجري وهو رئيس ديوان الملكي في إيصال متعب بن عبد الله قائد الحرس الوطني لأن يصبح ملكا على السعودية، هذا المخطط أصبح واضحا للعيان وثمة تفاصيل كثيرة تؤكد ذلك.

وأهم شيء أن خالد التويجري وهو من الأذكياء والمفكرين في السعودية تحالف منذ زمن مع الحرس الوطني ومع الملك عبد الله لإيصال الملك عبد الله ودعم سلطته والآن لإيصال ابنه متعب.

وبداية تم ضرب جناح سلطان بن عبد العزيز حيث تم استبعاد خالد بن سلطان من قيادة الجيش باعتبار أنه فشل مع الحوثيين وسوء إدارته للمعارك، وتم إبعاد إخوته، وتم إبعاد بندر بن سلطان أيضا من قيادة جهاز المخابرات وإضعاف كبير جدا لجناح سلطان، لأنه كما تعرف أن كل وزارة لديها قوتها في السعودية وهي بحد ذاتها دولة، وجناح سلطان ضعف كثيرا، وجناح فهد تقريبا انتهى.

وثمة الآن جناح نايف بن عبد العزيز حيث أن ابنه محمد بن نايف وزير الداخلية الحالي أيضا لديه طموحات لمنافسة متعب بن عبد الله بن عبد العزيز، ولكن محمد بن نايف كما هو معروف هو رجل داخلية ورجل جزار وهو الذي يقوم بالتعذيب، وصحيح انتصر على جماعات إرهابية ولكنه مكروه شعبيا لأنه كأي وزير داخلية في أي دولة عربية لا يمكن أن يحبه الشعب وهو يمثل خطرا على مخطط خالد التويجري، ولكن بقي جناح سلمان الذي يعتمد على وزارة الدفاع بعدما أزيح جناح سلطان وأصبح سلمان وليا للعهد ومن ثم وزيرا للدفاع.

الإشكال الذي طرح مؤخرا أن خالد التويجري تمكن مع متعب ومع عبد الله من وضع خالد بن بندر في وزارة الدفاع، ولكن حدثت خصومة وكبيرة وصراع كبير، وقد تم رمي أوراق وقع عليها خالد بن بندر من قبل محمد بن سلمان ولم يعترف بالإمضاءات، فقام الملك عبد الله وخالد التويجري ومتعب بن عبد الله بترقية خالد بن بندر ليصبح رئيسا للمخابرات في إطار دعم هذا المشروع.

 

سؤال: هناك مساعي لدى الملك من خلال خالد التويجري بإيصال متعب إلى الملك ولكن في الوقت نفسه هناك جناح قوي جدا يقوده محمد بن نايف داخل العائلة الحاكمة باعتبار أن وزارة الداخلية التي يرأسها هي المؤسسة الأقوى داخل البلد وتضم قوات عسكرية وأمنية تصنف على أنها قوات النخبة بعكس مؤسسة الجيش التي نصنف بأنها مترهلة وغير نافعة، انطلاقا من هنا هذا يكشف عن صورة تتضمن مشروع صراع قد يحصل لاحقا، هل هناك من تصور عن كيفية معالجة هذه التناقضات والاستقرار على شخصية محددة للحكومة؟

جواب: كما تعرف فإن القوات المسلحة السعودية مقسمة إلى ثلاثة أقسام: وزارة الدفاع وهي ضعيفة كما قلت وغير جاهزة للقتال عمليا، وثمة وزارة الداخلية ومهامها داخلية ومباحث واعتقالات للمتظاهرين.

وثمة قوى ضاربة جدا هي الحرس الوطني وهو الذي يسيطر عليه عبد الله منذ الستينيات والآن ابنه هو الذي يقوده، وفكرة الحرس الوطني هي فكرة فيصل بن عبد العزيز الذي كان خائفا على أخيه عبد الله من تغول السدارة باعتبار أن لهم نفوذ في كل مكان فأعطاه الحرس الوطني كي يحمي نفسه، ولو لا الحرس الوطني لما كان عبد الله بن عبد العزيز ملكا اليوم، ونفس هذا الجهاز يعتمد عليه خالد التويجري الذي كان ضابطا وهو مسؤولا في الحرس الوطني لإيصال متعب بن عبد الله.

قوات الحرس الوطني ضاربة بأسلحتها وبعدوانها وإلى آخره، وهي التي تقوم بالاحتفال بمهرجان الجنادرية الثقافي السنوي في السعودية وتستقطب المثقفين وهي نشطة جدا على المستوى الإعلامي ولديها جهازا للمخابرات خاصة بها وصحفاييها وإعلامييها ومن ثم تحالف هذا الخط الذي يقوده التويجري مع الليبراليين والمنفتحين ويعي بأن المرأة ستقود سيارتهان بينما جناح محمد بن نايف يعتمد على الهيئات المطاوعة مثل هيئة النهي عن المنكر والأمر بالمعروف وهذه الهيئة المتشددة دينيا التي أسسها وأسرف عليها النايف مهمتها هي مضايقة عمليات التحرر الاجتماعي الموجودة في السعودية، وأيضا نايف يعتمد على الجناح المتشدد، حتى أنهم يقولون أن محمد بن نايف لم يكن راضيا على أن السعودية تحارب الاخوان المسلمين في كل مكان، كان يريد التحالف مع الاخوان ومع التيارات الدينية، على عكس جناح التويجري الذي يريد التحالف مع القوى الليبرالية، ولكن لدى جناح التويجري وعبد الله قوى ضاربة هي الحرس الوطني السعودي.

حسب رأيي أن أكبر ضربة وجهها خالد التويجري ونجح فيها هي أنه في مطلع 2013 عين الملك عبد الله غير الشقيق مقرن بن عبد العزيز نائبا ثانيا لرئيس الوزراء وفي مطلع 2014 أصبح نائبا لولي العهد، وتعتبر أول مرة منذ تأسيس السعودية، يصبح في السعودية شيئا اسمه ولي ولي العهد بمعنى أن مقرن وأمه جارية وليس له أي نفوذ رغم أنه كان رئيسا للمخابرات ولكن ليس لديه دعما قبليا ولا دعم قوات مسلحة وإنما دعمه الوحيد يأتي من الملك عبد الله ومن التويجري ومن متعب.

والآن مقرن هو ولي لولي العهد، وهناك ثمة خطة تتحدث عنها الأوساط الإعلامية والاستخباراتية تقول أنه من الممكن أن يحسم الملك عبد الله والتويجري أمورهما بسرعة ويعلنا أن سلمان لم يعد في مداركه العقلية، باعتبار أن سلمان يعاني من الشرود ومن الزهايمري ولم يعد قادرا على أن يكون وليا للعهد وبالتالي يصبح مقرن وليا للعهد، وإذا أصبح مقرن وليا للعهد فطبعا تنتهي القصة وعندها ينجح مئة بالمئة مخطط خالد التويجري بإيصال متعب بن عبد الله إلى الملك، ويصبح متعب ولي عهد مقرن، ومقرن لا حول ولا قوة له وليس لديه قبيلة من الأم تدعمه باعتبار أمه جارية وليس لديه قوة مسلحة تساعده، بينما متعب بن عبد الله يمتلك الحرس الوطني وهي قوة ضاربة، ويمتلك القبائل وتحالف القبائل والحرس الوطني.

وإحقاقا للحق أقول في إطار الصراع على السلطة، أكبر جناح لديه شعبية من قبل الناس هو جناح متعب وخالد التويجري وعبد الله الأكثر شعبية من بقية الأجنحة وخاصة جناح محمد بن نايف باعتباره كما قلت لك متشدد وصاحب قبضة حديدية صادرت الحريات بل وصل الأمر إلى منع المرأة من قيادة السيارة، وهذه آخر حلقة من الصراع إن نجح بإبعاد سلمان بتقرير من الطب الشرعي، فأعتقد أن متعب وصل إلى الملك ومخطط خالد التويجري نجح.

 

سؤال: بالعودة إلى النقطة المتعلقة بالتغييرات الأخيرة، تعيين الأمير بندر بن سلطان السفير السابق في واشنطن والذي شغل منصب رئيس الاستخبارات وتعيينه مبعوثا خاصا للعاهل السعودي، وبعد أربع دقائق فقط تعلن وكالة الأنباء السعودية تعيين ابن عم بندر بن سلطان الأمير خالد بن بندر رئيسا للاستخبارات العامة في السعودية، ما أهمية هذين التعيينين من وجهة النظر المحلية والدولية، ولا سيما أن اجتياح ما يسمى بالدولة العراقية للعراق يجعل الحدود السعودية عرضة للفوضى والأمير بندر استبدل بعد أن كان رأس الحربة في المساعي السعودية لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد؟

جواب: كما هو معروف خالد بن بندر هو من جناح متعب وخالد التويجري، وقد تم طرد خالد بن بندر من وزارة الدفاع من قبل محمد بن سلمان بن عبد العزيز فالتجأ إلى عمه عبد الله فرقاه وعينه في منصب أعلى رئيسًا للمخابرات.

بالنسبة لبندر فقد انتهى لأنه تم تعيينه بشكل جزئي وليست لديه صلاحيات كبيرة، وهو مسؤول عن ملف فقط وليس مسؤولا عن جهاز، وهو مسؤول عن الملف العراقي والسوري لأنه هو الذي ورط السعودية في نشر الجماعات الجهادية وفي تجنيد شباب عربي وأجنبي وفي تشكيل داعش وجبهة النصرة وكل هذه الأمور كانت في يده، ويعتقد تيار الملك عبد الله ومتعب أنه تورط أكثر من اللازم في سوريا، ومن ثم أيضا حتى في العراق هم مع داعش لأنها تمثل السنة ضد الشيعة ولكن في نفس الوقت يخافون من داعش لأنه يمكن أن ينقلب السحر على الساحر كما حدث في أفغانستان حينما صنعت المخابرات السعودية القاعدة، وإذا بالقاعدة بعد ذلك تفجر في الرياض نفسها.

وما يحدث في العراق وسوريا يفهمه بشكل أكبر بندر بن سلطان ولكن هذا لا يعني أن لديه الآن منصبا قويا وهو مجرد مستشار ومكلف بمهمة محددة لا أكثر ولا أقل.

المهم هو إيصال متعب بن عبد الله رئيس الحرس الوطني ليكون ملكا على السعودية وهذا هو مخطط خالد التويجري، ويبدو أنه قطع اشواطا كبيرة جدا في تحقيق هذا الهدف، وكما قلت لك بقيت عقبة واحدة وهي إزالة سلمان بن عبد العزيز عبر تقرير طبي حتى يصبح مقرن وليا للعهد وبالتالي ستكون كل الأبواب قد فتحت لمتعب.

 

  كلمات مفتاحية

«مجتهد»: «التويجري» يترك "الديوان الملكي" عائدا إلى مكتبه القديم في "الحرس"

أمير سعودي يطالب باستئصال «التويجري» ويصفه بـ«الورم الإخطبوطي»

أمير سعودي يحمل «الملك عبدالله» مسؤولية فساد «التويجري» ويطالبه بتدارك الأمر

«متعب بن عبدالله»: العمل بين السعودية والولايات المتحدة «يحقق السلم في العالم»

أمير سعودي: نمنح مصر 20 مليارا ولبنان 3 مليارات والشعب يموت جوعا أو ينتحر!

مصر والسعودية والسعي نحو الاستقرار في الشرق الأوسط

«مجتهد»: الأمير «متعب» يسعي للسيطرة علي الجيش استعدادا لمواجهة مستقبلية ضد «بن نايف»

لعبة السلطة الجريئة من العاهل السعودي الجديد «سلمان»