«صبرا»: التدخل الروسي في سوريا هجوم معاكس لإفشال الحل السياسي

الخميس 1 أكتوبر 2015 12:10 م

قال رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، «جورج صبرا»، إن «ما نفذته روسيا من تدخل في سوريا، هو هجوم عسكري وسياسي معاكس، من أجل قلب القاعدة التي بني عليها الحل السياسي، بناء على جنيف 1، في يونيو/حزيران 2012».

وأضاف «صبرا» في حوار مع «وكالة أنباء الأناصول» أن «الدورة الـ70 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجارية حاليا، تتم على إيقاع الهجوم المعاكس الروسي، الذي أدى إلى نزول قوات روسية على الأرض، كما ترافق مع هجوم معاكس سياسي لقلب القاعدة التي بني عليها الحل السياسي».

وأشار «صبرا» إلى أن الروس «حاولوا تقديم رؤيتهم الجديدة، وهي إعادة تأهيل نظام بشار الأسد، ليكون له دور في الحل السياسي ومستقبل بلاده، ولكن المجتمع الدولي لم يستطع أن يقبل هذه الفكرة، لأن الأسد في الأساس هو الذي اختار الحل الأمني والعسكري، وإيران الداعم الرئيسي له لم تعترف ببيان جنيف 1»، متسائلا «كيف يمكن أن يبنى حل سياسي على استمرارالأسد، هذا إذا أهملنا الجرائم الكبرى التي قام بها بحق الشعب السوري؟».

أسباب اهتمام موسكو بدمشق

وحول أسباب اهتمام موسكو بدمشق، بين «صبرا» أنها «قائمة على محور داخلي، وإقليمي، ودولي، فالداخلي أن روسيا لها علاقات تاريخية مع الشعب السوري، وهناك أكثر من 35 ألف سوري تخرجوا من الجامعات الروسية، وهناك علاقة على المستوى العسكري بين البلدين خلال فترة الصراع مع إسرائيل، وكذلك قاعدة للأسطول الروسي في طرطوس (غربي سوريا)».

وتابع: «هناك أيضا، النفط السوري الموجود في المياه الإقليمية، والأراضي السورية، والذي يسيل لعاب الشركات الروسية من أجله، كذلك أعتقد أن العلاقة التاريخية بين البلدين تجعل موسكو تأمل بالمساهمة في إعادة بناء سوريا لحل مشاكلها الاقتصادية».

والمحور الإقليمي، بحسب «صبرا»، يتمثل في أن «إيران تحتل كل الأرض السورية ولها نفوذ عليها، وهنا تريد روسيا التي تلاحظ أن النظام في حالة انهيار، أن لا تترك كل الفوائد على الأرض لإيران، فهي تتدخل لتأخد نصيبها من الكعكة، عندما تبدأ مرحلة جديدة لنظام جديد في سوريا، خاصة أن جزءا من الطائفة العلوية يميل إلى النفوذ الروسي أكثر من الإيراني».

كما رأى أن «النزول الروسي في اللاذقية (غرب)، فيه شيء من المنافسة للنفوذ الإيراني»، مشيرا إلى أن «طهران لم تكن مرتاحة لنزول القوات الروسية على الأرض السورية، وهناك قضية أخرى، أن موسكو تريد أن تظهر كلاعب إقليمي مهم في المنطقة وهذه فرصة لها».

أما على المستوى الدولي، فاعتبر «صبرا» أن «سوريا جزء من الصراع الروسي مع الغرب، حيث تريد موسكو أن تقبض على الورقة السورية، وتستبدلها بالورقة الأوكرانية التي تسببت بفرض عقوبات ومقاطعة اقتصادية على روسيا، وهذا جزء من الطموح السوفيتي القديم الذي يحييه الرئيس فلاديمير بوتين، في أن بلاده دولة عظمى يجب أن يحسب حسابها في كل الشؤون الإقليمية».

ووصف رئيس المجلس الوطني، محاولات «بوتين» بـ«العبثية»، لأن النظام السوري «هو الذي استولد الإرهاب، واستورده من حزب الله اللبناني، ومن الميليشيات الطائفية في العراق، والحرس الثوري في إيران، فضلا عن تنظيم داعش، والمنظمات الإرهابية الأخرى التي ظهرت كرد فعل على إرهاب النظام»، على حد قوله.

مرحلة انتقالية بدون«الأسد»

وردا على سؤال حول رأيه في المرحلة الانتقالية بدون «الأسد»، التي تحدث عنها الرئيس الأمريكي «باراك أوباما»، في كلمته بالأمم المتحدة، الإثنين الماضي، قال: «نحن نفهم القيادة التي ستفرزها إرادة الشعب السوري، والتي يجب أن تخرج من هيئة الحكم الانتقالي، كاملة الصلاحيات، وهو ما ينص عليه الحل السياسي في بيان جنيف 1».

وفيما يتعلق بالجيش السوري الحر، والمعارضة المعتدلة المدربة أمريكيا، رأى «صبرا» أن هذا الجيش «راح ضحية التجاذبات الإقليمية التي جرت خلال فترة من الزمن، أدت إلى خسارته لمواقعه وسمعته، ولقدرته القتالية، والاستمرار على الأرض».

وأضاف أن «برنامج تدريب المعارضة المعتدلة الأمريكي، أمر يدعو للتعجب، وهي تجربة فاشلة في مرحلتها الأولى والثانية، لأنه ليس من المنطقي أن تطلب من السوري محاربة داعش، وبراميل بشار الأسد تنهال فوق رأسه من الطائرات»، معربا عن رأيه في أنه «لابد من إعادة النظر في هذا البرنامج، وأن التعاون التركي الأمريكي له دور أساسي في هذا المجال».

وفي هذا السياق، طالب المجتمع الدولي أن «ينظر للإرهاب بالعينين معا، عين على إرهاب النظام، وهو إرهاب الدولة، وعين على إرهاب داعش، والذي هو إرهاب المنظمات».

اللاجئون السوريون

وعلى صعيد أزمة اللاجئين، قال: «من الواضح إن هذه التغريبة الكبيرة من السوريين التي تتوجه نحو أوروبا، تتوجه تحت ضغط أكثر من 4 سنوات من انعدام الحياة الطبيعية في كل سوريا، وأساسها مناطق سيطرة النظام، فجزء كبير من هؤلاء خرجوا من مناطق النظام، ويريدون تهريب أبنائهم من الخدمة الإلزامية، كي لا يموتوا مجانا خدمة للأسد».

واستطرد: «اللاجئون تعبوا في مخيمات اللجوء، وليس هناك أي أمل في المدى المنظور لحل سياسي، كما أن الحياة في الداخل أصبحت لا تطاق، فلا ماء، ولا كهرباء، ولا بنية تحتية، والوضع الاقتصادي مترد».

  كلمات مفتاحية

سوريا بشار الأسد روسيا فلاديمير بوتين إيران الدولة الإسلامية الإرهاب الأمم المتحدة

«كيري» و«لافروف» يتوافقان على سوريا «علمانية وموحدة»

«خوجة»: الضربات الروسية تهدف للقضاء على المعارضة لا لقتال «الدولة الإسلامية»

«خوجة»: الغارات الروسية قتلت مدنيين في مناطق لا وجود فيها لـ«الدولة الإسلامية»

روسيا تقصف مواقع وسط سوريا وواشنطن ترى أنها لا تستهدف «الدولة الإسلامية»

«أوباما» و«بوتين» يتفقان على التنسيق عسكريا في سوريا ويختلفان حول مصير «الأسد»

«بوتين» قد لا ينقذ «بشار الأسد» لكنه عاد ليجعل سوريا معقلا روسيا هاما

«أوباما» يشكر «بوتين» على دور روسيا «المهم» في إتمام الاتفاق النووي

مصادر: قوات إيرانية تصل سوريا استعدادا لعملية برية بدعم جوي روسي

«أردوغان»: لن نسمح للإرهاب بفرض أمر واقع على حدودنا

خبراء مصريون: التدخل الروسي في سوريا سيؤثر على العلاقات مع السعودية

«خاشقجي»: ندافع عن أنفسنا في سوريا.. و«الفيصل» يرى أن تدخل روسيا لن يوقف القتال

«فورين بوليسي»: أسلحة روسيا الذكية تظهر فقط في وسائل الإعلام

«ناشيونال إنترست»: لماذا صعدت إيران من تواجدها في سوريا مؤخرا؟

كيف يتم توظيف «الأسد» و«الدولة الإسلامية» في اللعبة الكبرى الدائرة في سوريا؟