أعادت روسيا، الخميس، ضخ الغاز إلى ألمانيا، بعد انتهاء أعمال الصيانة التي كانت تتم في خط أنابيب الغاز الروسي "نورد ستريم-1".

وأظهرت مؤشرات نشرها الموقع الإلكتروني لمشغّل خط الأنابيب، أن تدفق الغاز من روسيا إلى ألمانيا، بلغ أكثر من 29 مليون كيلووات بالساعة، بين الساعتين السادسة والسابعة من صباح الخميس، بتوقيت وسط أوروبا.

ونقلت "فرانس برس" عن الشركة المشغلة تأكيدها عودة تشغيل غاز "نورد ستريم"، بين روسيا وألمانيا، بعد انتهاء أعمال صيانة دورية.

كما أعلنت وسائل إعلام ألمانية، الخميس، استئناف شحنات الغاز الروسي عبر خط أنابيب "نورد ستريم-1"، وذلك وفق مجلة شبيجل وصحيفة "إف إيه زد" اليومية، نقلاً عن تقرير لوكالة الأنباء الألمانية.

وفي وقت سابق، قال مصدران روسيان مطلعان على خطط التصدير، إن تدفقات الغاز عبر خط أنابيب "نورد ستريم-1"، من المرجح أن تستأنف في الوقت المحدد، الخميس، بعد الانتهاء من الصيانة المقررة، لكن بأقل من طاقتها الكاملة.

وكان خط الأنابيب "نورد ستريم-1"، الذي يمثل أكثر من ثلث صادرات الغاز الطبيعي الروسي إلى الاتحاد الأوروبي، توقف لمدة 10 أيام للصيانة السنوية في 11 يوليو/تموز الجاري.

وقالت المصادر الروسية، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها بسبب حساسية الموضوع، إنه من المتوقع أن يستأنف خط الأنابيب العمل في الوقت المحدد، لكن بأقل من طاقته البالغة نحو 160 مليون متر مكعب في اليوم.

وتشهد أوروبا حالة تأهب بشأن إعادة تشغيل خط الأنابيب، بعد انتهاء صيانة سنوية، خاصة في ظل تحذيرات الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، الأربعاء، من أن خط "نورد ستريم" قد لا يعود بكامل طاقته، بسبب أعمال الصيانة التي تحتاجها بعض المضخات.

وبدأت الصيانة مطلع الشهر الجاري، مع استعداد الحكومات في القارة لمزيد من التخفيضات المحتملة لإمدادات الغاز الروسي، في ظلّ خلاف مع موسكو وفرض عقوبات عليها، بعد غزو أوكرانيا.

وكان رئيس هيئة تنظيم الطاقة في ألمانيا "كلاوس مولر"، ذكر، الأربعاء، أن خط "نورد ستريم-1" سيستأنف العمل بنحو 30% من طاقته، عندما تنتهي فترة صيانته الخميس.

وأشار إلى أن هذا الرقم "ليس مؤكداً"، مضيفاً: "علينا أن ننتظر لنرى حجم الكميات التي ستُسلّم في الواقع".

وحذرت إيطاليا وألمانيا من أن موسكو قد تستخدم خط الأنابيب، كذريعة لمواصلة إرسال كميات أقلّ من الغاز إلى أوروبا.

وكانت المجموعة الروسية قالت، في بيان نشرته على "تليجرام" في وقت سابق: "لا يمكن ضمان شحنات الغاز بواسطة خط أنابيب نورد ستريم، إلا بما تصل كميته إلى 100 مليون متر مكعب من الغاز يوميا، بدلا من 167 مليون متر مكعب يوميا كما كان مخططا".

وتراجعت صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا، منذ بدء العقوبات ضد موسكو، بسبب تدخلها العسكري في أوكرانيا.

وأوقفت شركة "غازبروم" تسليم الغاز للعديد من العملاء الأوروبيين، الذين رفضوا الدفع بالروبل.

وطالبت موسكو العملاء من "الدول غير الصديقة"، وبينها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بدفع ثمن الغاز بالروبل، تحت طائلة حرمانهم من الإمدادات، ردا على العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، التي تشنها منذ 24 فبراير/شباط الماضي، وذلك رغم العقود المبرمة التي تنص على التسديد باليورو أو بالدولار.

ورفض عدد من العملاء الأوروبيين التسديد بالعملة الروسية.

ويزود خط الأنابيب ألمانيا بالغاز الروسي عبر بحر البلطيق، وهو قيد الخدمة منذ عام 2012، ويعد المستشار الألماني السابق "جيرهارد شرودر"، أحد عرابيه.

ويثير خط أنابيب الغاز الثاني لهذا النظام "نورد ستريم-2"، الجدل في أوروبا، إذ تم الانتهاء من بنائه، لكنه كان ينتظر موافقة الهيئة الناظمة الألمانية للبدء في تشغيله، قبل أن تؤدي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا إلى وقفه.