أكد «محمد الكواري»، السفير القطري في واشنطن، أهمية الروابط الاقتصادية بين قطر والولايات المتحدة، إذ بلغت الاستثمارات المتبادلة 15 مليار دولار، ويتطلع الجانبان إلى مضاعفة هذا الرقم خلال السنوات الخمس المقبلة.
جاء ذلك خلال حضوره مؤتمر عمداء المدن الأمريكية الذي عقد هذا الأسبوع في واشنطن، وسعت خلاله قطر، عبر سفيرها، إلى مد الجسور وتعزيز استثمارات الدوحة في المدن الأمريكية.
من جهتها أكدت عمدة واشنطن «مورييل باوزر، في كلمتها في مركز «سيتي سنتر»، وهو مشروع ضخم بنته قطر خلال العامين الماضيين وسط العاصمة الأمريكية بكلفة 1.4 مليار دولار، أن «استثمارات الدوحة ساهمت في تطوير البنية المدنية في واشنطن، وإيجاد فرص عمل وتعاون بين الجانبين».
وتتطلع الدوحة إلى نيويورك وبالتيمور ومناطق غير تقليدية للاستثمار، وكان لحضورها في نيو أورلينز بعد إعصار كاترينا عام 2005، دور حيوي في إعادة استنهاض المدينة، وتركز الاستثمارات القطرية على الجانب التجاري والعقاري والثقافي، عبر الاستثمار في جامعات ومدارس، بحسب صحيفة «الحياة» اللندنية.
ويبرز مشروع قطر في غرب مانهاتن، والذي بلغت كلفته 6.8 مليار دولار ويمتد على مساحة سبعة ملايين قدم مربعة، ويعزز «جهاز قطر للاستثمار» استثماراته على المدى البعيد بهدف تعزيز الثروات الكبيرة التي تتمتع بها الدوحة من الموارد الطبيعية، وتتطلع إلى ترسيخ مكانتها مركزاً دولياً في التمويل وإدارة الاستثمار.
ويعمل في قطر شركات أمريكية عالمية كثيرة في مجالات الطاقة والصناعات الهيدروكربونية، أبرزها «أكسون موبيل»، و«شيفرون»، و«كونوكو فيلبس»، و«أوكسيدنتال بتروليوم». وقد بادرت جامعات أميركية مرموقة بينها «جورج تاون» و«نورث ويسترن» و«كارنيغي ميلون»، إلى فتح فروع لها في الدوحة.
وكان السوق الأمريكي وتحديدا مدينتا نيويورك وواشنطن بدأ في استقطاب جانب كبير من توجهات قطر الاستثمارية الجديدة، حيث أبرم جهاز قطر للاستثمار وشركات قطرية أخرى عدة صفقات هناك تصل قيمتها في الوقت الراهن إلى نحو 15 مليار دولار (54.6 مليار ريال)، كما تخطط قطر لإنفاق 35 مليار دولار في مجال الاستثمارات خلال الفترة المقبلة.
وبدأ سوق الاستثمارات في أمريكا، ولا سيما في مدينتي نيويورك وواشنطن، باستقطاب جانب كبير من توجهات قطر الاستثمارية الجديدة، حيث تخطط قطر لإنفاق نحو 35 مليار دولار على استثمارات جديدة في السوق الأمريكي وحده في غضون السنوات الخمس المقبلة، في إطار بحثها عن وجهات استثمارية جديدة وغير تقليدية بعيداً عن أوروبا الغربية.
وكان الرئيس التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار، الشيخ «عبد الله بن محمد بن سعود آل ثاني»، قد ذكر في وقت سابق أن الاتفاقية تعكس توجّه جهاز قطر للاستثمار في أفضل المشاريع العقارية، والتعاون مع المؤسسات الرائدة حول العالم، كما تؤكد ثقتنا بالفرص التي يوفّرها السوق الأمريكي على المدى البعيد.
وتتنافس كل من دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية على استقطاب الاستثمارات القطرية، خصوصاً أنهما تمران بظروف صعبة تواجه اقتصادات تلك الدول والمتأثرة بتبعات الوضع الاقتصادي العالمي، في حين تتوزع استثمارات قطر في أمريكا على قطاعات وأنشطة مختلفة ومتنوعة؛ أبرزها قطاعات السياحة والعقار والطاقة.
وتأسس جهاز قطر للاستثمار عام 2005 بهدف تعزيز اقتصاد البلاد وتنويع الاستثمارات ضمن مختلف أنواع الأصول، ويبلغ حجم أصوله حالياً أكثر من 250 مليار دولار، وتتنوع الأصول بين الأوراق المالية المدرجة، والعقارات، والأصول البديلة، والاستثمار المباشر في جميع الأسواق الرئيسة والأسواق الجديدة الناشئة.
ويعد مشروع تطوير «مانهاتن غرب» في نيويورك من أبرز استثمارات قطر في السوق الأمريكي ومن أكبرها؛ إذ تبلغ التكلفة الإجمالية لهذا المشروع 8.6 مليار دولار، حيث أبرم جهاز قطر للاستثمار اتفاقية شراكة بشأن المشروع مع شركة تابعة لـ«بروكفيلد بروبرتي بارتنرز»، إحدى كبريات الشركات العقارية في العالم، وذلك أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في حين قامت «بروكفيلد بروبرتي بارتنرز» بموجب الصفقة ببيع 44% من حصتها في المشروع الطموح لجهاز قطر للاستثمار.
ويشتمل «مانهاتن غرب» على 5 مبان بمساحة إجمالية تبلغ 7 ملايين قدم مربع، ويقع إلى الغرب من منطقة مانهاتن في نيويورك، وهو مشروع متعدد الاستخدامات يشتمل كذلك على مرافق إدارية وتجارية وسكنية وفندقية وترفيهية، ويقع تحديداً في منطقة هدسون ياردس، الحي الشهير في نيويورك.
ويقوم جهاز قطر للاستثمار بتنمية استثماراته على المدى البعيد بهدف تعزيز الثروات الكبيرة التي تتمتع بها قطر من الموارد الطبيعية، حيث تتطلع قطر لترسيخ مكانتها مركزاً دولياً في التمويل وإدارة الاستثمار.
