السعودية والهند.. تنامي التعاون الدفاعي بعد شراكات اقتصادية واستراتيجية

الأحد 28 مايو 2023 09:30 ص

تقليديا، كانت علاقات الهند مع منطقة غرب آسيا تركز بشكل أساسي على الطاقة والمغتربين، لكن التعاون الدفاعي والأمني ظهر كمحرك لعلاقات اقتصادية واستراتيجية أعمق.

هكذا تحدث تقرير لشبكة "ABP" ترجمه "الخليج الجديد"، حول تطوير القوات المسلحة الهندية، سلسلة من العلاقات الدفاعية الثنائية التي تشمل عمان وقطر والإمارات، لافتة إلى أن السعوديين هم أحدث إضافة في حلقة التحالفات التي طورتها القوات الهندية في السنوات الأخيرة.

وأشار التقرير إلى أن "دبلوماسية الهند الدفاعية في غرب آسيا تؤتي ثمارها، وتحتاج إلى مزيد من الدفع، خاصة أنها تساعد هذه العلاقات الدفاعية المزدهرة أيضًا في محو الرواية الباكستانية عن كشمير".

ووفق التقرير، يوفر تعميق العلاقات الدفاعية الهندية والتفاهم الاستراتيجي مع منطقة غرب آسيا "فرصة ذهبية لصناعة الدفاع الهندية"، والتي يمكن أن تدعو لاستثمارات من المنطقة لمشاريع مشتركة.

أشارت النسخة الثانية من التمرين البحري المشترك بين الهند والسعودية، والتي بدأت في 21 مايو/أيار واختتمت في 25 مايو/أيار، إلى تقارب متزايد بين قوات الدفاع الهندية والسعودية.

هدفت التدريبات المشتركة بين البحرية الهندية والقوات البحرية الملكية السعودية، إلى تعزيز الأمن البحري وتعزيز تبادل المعلومات وتحسين إمكانية التشغيل المشترك بين القوات البحرية في البلدين.

وحسب مسؤول بحري هندي، فإن التعاون البحري يساهم في الاستقرار الإقليمي في بحر العرب ومنطقة الخليج، ويعزز الثقة والتعاون وبيئة آمنة.

وتعكس المناورات الحربية عمق العلاقات الودية بين البلدين، حيث تضمنت سلسلة من التدريبات البرية والبحرية المشتركة.

وتضمنت التدريبات عدة مناورات ساحلية وبحرية بين أساطيل البلدين، وتضمنت أيضًا تدريبات الحرب الإلكترونية لتعزيز التشغيل البيني بين البحريتين.

وتم اتخاذ قرار إجراء المناورات البحرية المشتركة خلال القمة الهندية السعودية في الرياض عام 2019، وبعدها أجريت أول مناورات حربية بين الهند والسعودية في أغسطس/آب 2021، وقد بشرت أول مناورات بحرية مشتركة على الإطلاق بفصل جديد في الدفاع الثنائي.

وبدأت السعودية في تحسين علاقاتها الدفاعية مع الهند في عام 2014، عندما وقعت الدولتان بالأحرف الأولى مذكرة تفاهم تاريخية بشأن التعاون الدفاعي أثناء زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى الرياض.

وتضمن ذلك تدريبات عسكرية مشتركة بين دولتين، وتدريب بحارة وجنود سعوديين في مؤسسات التدريب العسكرية الهندية.

وبعد ذلك، قام قائد البحرية الهندية آنذاك الأدميرال سونيل لانبا بزيارة المملكة في عام 2018، تلتها زيارة الجنرال إم. رفعت، وهي الزيارة نوعية المستوى التي زادت التعاون الدفاعي الثنائي.

ووصف وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، العلاقة مع الهند بأنها "أولوية قصوى"، ثم قال إن العلاقة بين البلدين نمت بشكل كبير.

وأضاف أن هناك حاجة لإحراز تقدم ملموس في جميع قطاعات العلاقات الثنائية، وخاصة التجارة والاقتصاد.

وفي تفصيل لزيارة الجنرال نارافاني، قال الجيش الهندي بعد ذلك إن هذا يهدف إلى "افتراض تعاون دفاعي ممتاز بين السعودية والهند من خلال اجتماعات متعددة مع كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية وتبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا المتعلقة بالدفاع".

بناءً على مستوى الثقة المتزايد، اختار السعوديون مؤسسة التدريب البحرية الهندية لأول برنامج تدريبي على الإطلاق لـ55 من طلاب البحرية الملكية السعودية للتدريب لمدة 24 يومًا في قيادة التدريب البحري الهندي الأولى في كوتشي.

وتعليقًا على هذا التدريب، قالت قيادة البحرية الجنوبية إن البرنامج يمثل "خطوة كبيرة نحو التعاون المتبادل".

وربما شجع التعاون الدفاعي المتزايد والتفاهم الاستراتيجي والثقة بين البلدين السلطات السعودية على إعطاء إشارة خضراء لربط القطار المباشر بين الهند والسعودية. شبه الجزيرة العربية.

واكتسبت الفكرة قوة دفع بعد التفاعل الأخير في أوائل مايو/أيار، بين مستشاري الأمن القومي في الهند والسعودية والإمارات والولايات المتحدة، بشأن تطوير البنية التحتية للسكك الحديدية.

وسيربط هذا المشروع الدول العربية بمنطقة الخليج من خلال شبكة سكك حديدية ستربط الهند عبر موانئ بحرية في الخليج.

ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى تقليل ومواجهة نفوذ الصين المتزايد في المنطقة.

كما من المتوقع أن تلعب الهند دورًا رئيسيًا في تطوير خطة الاتصال الطموحة للغاية هذه، وستكون المملكة داعماً رئيسياً لمشروع الربط هذا.

تأتي هذه التحركات بروح مجلس الشراكة الإستراتيجية الذي تم تشكيله في أكتوبر/تشرين الأول 2019، والذي أنشأ مجلسًا رفيع المستوى لتوجيه العلاقة الهندية السعودية.

ويتكون مجلس الشراكة الاستراتيجية من لجنتين فرعيتين (لجنة التعاون السياسي والأمني والاجتماعي والثقافي) و(لجنة الاقتصاد والاستثمار).

كما تم تشكيل 4 مجموعات عمل مشتركة تحت كل لجنة فرعية.

وتدفع هذه العلاقات الواسعة بين البلدين إلى وضع أساس أقوى للعلاقات الهندية السعودية.

وأدت هذه التفاعلات إلى التزام استثماري بقيمة 100 مليار دولار، والذي يشمل أيضًا الاستثمار المقترح لـ44 مليار دولار أمريكي "مشروع مصفاة الساحل الغربي والبتروكيماويات" في ولاية ماهاراشترا، والذي يتم بناؤه بالاشتراك بين "أرامكو" السعودية وشركة بترول أبوظبي الوطنية وشركة هندية.

وفي قطاع الطاقة المتجددة أيضًا، تدخلت الشركات السعودية، حيث تمتلك شركة "الفنار" السعودية حصة مسيطرة في مشاريع طاقة الرياح 600 ميجاوات في الهند.

كما تجري "أرامكو" السعودية مناقشات مع شركة ريلاينس إندستريز للاستحواذ على حصة 20% في أعمال تحويل النفط إلى مواد كيميائية بقيمة تقريبية تبلغ 15 مليار دولار.

وهناك جالية هندية في السعودية تقارب 2.2 مليون شخص، تعد أكبر جالية للمغتربين في المملكة وتحظى باحترام كبير بسبب احترافهم، فضلاً عن التزامهم بالقانون وطبيعتهم السلمية.

كما أن المساهمات التي قدمتها الجالية الهندية لتنمية المملكة تعترف بها السلطات السعودية.

((5))

المصدر | ABP - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية الهند تعاون دفاعي تعاون اقتصادي مناورات

زيارة ولي العهد السعودي إلى الهند.. ماذا تعني؟