أثارت تصريحات أطلقها أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، سعد الدين الهلالي، بجواز التضحية بالطيور في عيد الأضحى بدلا من المواشي، بعد غلاء الأخيرة، جدلا واسعا، لا سيما أنه خالف رأي دار الإفتاء المصرية الرسمي الذي يرى أنها يجب أن تكون من "بهيمة الأنعام".
وجاءت تصريحات الهلالي، الذي سبق وأن شبه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بنبي الله موسى، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب على فضائية "إم بي سي مصر" المملوكة للسعودية، قبل يومين.
ودعا الهلالي خلال المداخلة إلى إنهاء "ثقافة الاستدانة" واللجوء للتقسيط لشراء الأضاحي بسبب الغلاء، قائلا: "طيب لننشر ثقافة الأضحية بالطيور اللي (التي) قال عليها داوود بن علي الظاهري وابن حزم الظاهري ورووه عن بلال بن رباح واستندوا إلى أدلة في القرآن والسنة، وأتحدي أي شخص يقول إن اتباع هذا الرأي باطل".
وطالب المصريين بإعلاء ما سماها بـ"ثقافة ترشيد الإنفاق، والتي اتبعها الشعب المصري عقب نكسة 1967.."، على حد قوله.
ممكن تضحي بـ طائر .. مش لازم خروف أو عجل .. د. سعد الدين الهلالي
— الحكاية (@Elhekayashow) June 19, 2023
يعرض الآن مجاناً على شاهد#Shahid https://t.co/vd8Ow2g0dK #الحكاية#MBCMASR pic.twitter.com/6Q88zG8J5n
ردود من أزهريين
اللافت أن الردود على الهلالي جاءت من أساتذة بالأزهر، مثل الدكتور عبدالله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، والذي أكد، عبر مداخلة هاتفية مع قناة "صدى البلد"، أن "الأضحية مبنية على قدرة المضحي على شرائها ولا إلزام على إنسان لا يملك ثمنها، ولكن تعظيم شعيرة الأضحة يقتضي ألا تكون إلا من بهيمة الأنعام".
قال الدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الأضحية سنة عن النبي وليست فرضا، وهي تجوز على الشخص القادر المستطيع
— ⚫شششششش (@_HuuuuuSH_) June 21, 2023
و الأضحية لها شروط، ويجب أن تكون من بهيمة الأنعام التي حددها القرآن والسنة و الأضحية بالطيور لا تجوز تعظيما لسنة شعيرة الأضحية التي يقدم عليها الإنسان https://t.co/kmpd4oooyz
الرأي السابق أيضا ذهب إليه الداعية الأزهري عبدالله رشدي، حيث أكد أنه لا يجوز التضحية إلا بالأنعام.
لا تجوز الأضحيةُ من غير بهيمة الأنعام لقول الله تعالى: "ليذكروا اسمَ اللهِ على ما رزقهم من بهيمة الأنعام"
— عبدالله رشدي (@abdullahrushdy) June 20, 2023
وقد نص على ذلك النووي رحمه الله فقال: "فشرط المجزئ في الأضحية أن يكون من الأنعام"
وكلام الله واضح "من بهيمة الأنعام" فليس للمسلم أن يترك "نصَّ" كلام الله ليذهب لما شذَّ من…
وبينما تداول البعض مقاطع فيديو لشيوخ يؤكدون فيه بطلان فتوى الهلالي بجواز التضحية بالطيور، فضل آخرون التندر على ما قاله الهلالي.
ردا على هذا المضلل أسمع هذا الفيديو #سعد_الدين_الهلالي pic.twitter.com/oZyZY1tod0
— alaasaid (@alaasai48902611) June 21, 2023
#سعد_الدين_الهلالي يجوز الاضحيه بالديك او الفراخ pic.twitter.com/3Z3YdfJbDR
— الخديوى (@l0l0l0808080) June 21, 2023
في شخص اسمه سعد الهلالي
— مليكه (@Malak4alak) June 21, 2023
بيقول يجوز ذبح الطيور كأضحيه
بديلا عن البقر والخرفان.
يعني ممكن تصطاد عصفورة وتقدمها أضحيه
وتاكل انت والعيله والجيران
وطبعا مع طبق الفته الجميل #سعد_الدين_الهلالي
وطالب أحد المتابعين باستحداث لجنة في الأزهر لتقييم الأشخاص "أصحاب شذوذ الأراء والأخلاق من الذين ينتمون له اسمًا ولا يعنون بشيء من جوهر الأزهر ومكانته"، على حد قوله.
سعد الدين الهلالي أحد رموز الطنوير "التنوير" يدعو للتضحية بالبط والدجاج والحمام وفق المذهب الظاهري حسب قوله!
— حسين الرفاعي (@husen359) June 20, 2023
لماذا لا توجد لجنة في #الأزهر_الشريف لتقييم الأشخاص أصحاب شذوذ الأراء والأخلاق من الذين ينتمون له اسمًا ولا يعنون بشيء من جوهر الأزهر ومكانته. pic.twitter.com/0FNiShNDQj
واعتبر آخر أن فتوى سعد الهلالي تأتي في سياق سعي علماء محسوبين على السلطة لتبرير الفقر، وإبقاء الكرة دوما في ملعب الفقراء.
التريند غاضب من #سعد_الدين_الهلالي وفي غضبه عبره
— Fathy AbouHatab 🇨🇦🇪🇬 (@fmhatab) June 21, 2023
لا تحاول إنكار الفقر،
ولا تضغط على الفقراء مجدداً،
اوعى تعمل كده! pic.twitter.com/JWVr2aIyN8
#سعد_الدين_الهلالي علينا تعزيز ثقافة الأضحية بالطيور ياريت يا سعد بس عايزين نعزز ثقافة الاضحية بالمسؤولين والمطبلين وساعتها اللحمه هترخص والاضحية هتبقى ممكنه
— 🅰🅼🆁 عمرو عبد الهادي (@amrelhady4000) June 21, 2023
لكن آخرين أيدوا رأي الهلالي واستنكروا الهجوم عليه، معتبرين أنه "لا يزال أمامنا 30 سنة ميلادية حتى ترتقي عقولنا لفهم علم الدكتور الفقيه العلامة سعد الدين الهلالي"، على حد قول مستخدم يدعى يوسف المصري.
لا يزال أمامنا 30 سنة ميلادية حتي ترتقي عقولنا لفهم علم الدكتور الفقيه العلامة سعد الدين الهلالي . لله درك يا دكتور سعد . الجميع يعاديك لأنك تريد من الناس تصحو وتشغل عقولها ولا تسلم لجامها لأحد يسوقها لكن للأسف الناس اتعودت علي كده pic.twitter.com/VijwqOeDPm
— YUSEF ALMASRY🇪🇬🇪🇬🇪🇬🇪🇬🇪🇬🇪🇬🇪🇬🇪🇬 (@YUSEFALMASRY1) June 21, 2023
رأي دار الإفتاء
وفي سياق الرد على الهلالي، تداول كثيرون فتوى صادرة عن الدكتور شوقي علام، مفتي مصر الرسمي، عن هذا الأمر، وهي منشورة على الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية في 20 أغسطس/آب 2020، حيث جاء السؤال: "ما حكم التضحية بالطيور؟ فإن بعضُ المتصدّرين يُرَوّج للقول بجواز التضحية بالطيور، وأن بعض الصحابة فعل هذا، فما مدى صحة هذا الكلام؟".
وكان رد علام: "لا يجزئ في الأضحية إلا أن تكون من الأنعام؛ وهي: الإبل، والبقر، والغنم. والرأي القائل بجواز التضحية بكل حيوان يؤكل لحمه، رأي ضعيف، غير معتبر في الإفتاء، ومخالفٌ لعمل الأمة المستقر".
وأضاف المفتي: "وما ورد أن أحد الصحابة قال بجواز التضحية بالطيور غير صحيح؛ لأن النصّ الوارد عنه ليس على ظاهره، وإن حُمِل على ظاهره فهو مجرد اجتهاد من الصحابي، لكنه مخالف لما قد صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلا حجة فيه".
يذكر أن أسعار المواشي في مصر سجلت ارتفاعات هائلة، لا سيما قبيل عيد الأضحى، حيث وصل سعر كيلو اللحم (قائم)، أي قبل الذبح، إلى 170 جنيها (6 دولارات) للعجول البقري والجاموسي، وبدأ بعض التجار في بيعه بـ 200 جنيه (7 دولارات)، و150 جنيه (5 دولارات) لكيلو اللحم (قائم) للخراف.
وأمام ذلك الغلاء، لجأ الراغبون في التضحية إلى مبدأ التشارك في أضحية واحدة، كي يقدروا على دفع ثمنها، وانتشرت إعلانات الأضاحي بالتقسيط عبر التجار والجمعيات الأهلية، وارتفع سعر صك الأضحية إلى 9 آلاف جنيه (290 دولار) بعد أن كان 3 آلاف جنيه (70 دولارا) العام الماضي.