التضحية بالطيور بسبب غلاء الماشية.. أستاذ الأزهر سعد الهلالي يثير جدلا قبل عيد الأضحى

الأربعاء 21 يونيو 2023 12:25 م

أثارت تصريحات أطلقها أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، سعد الدين الهلالي، بجواز التضحية بالطيور في عيد الأضحى بدلا من المواشي، بعد غلاء الأخيرة، جدلا واسعا، لا سيما أنه خالف رأي دار الإفتاء المصرية الرسمي الذي يرى أنها يجب أن تكون من "بهيمة الأنعام".

وجاءت تصريحات الهلالي، الذي سبق وأن شبه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بنبي الله موسى، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب على فضائية "إم بي سي مصر" المملوكة للسعودية، قبل يومين.

ودعا الهلالي خلال المداخلة إلى إنهاء "ثقافة الاستدانة" واللجوء للتقسيط لشراء الأضاحي بسبب الغلاء، قائلا: "طيب لننشر ثقافة الأضحية بالطيور اللي (التي) قال عليها داوود بن علي الظاهري وابن حزم الظاهري ورووه عن بلال بن رباح واستندوا إلى أدلة في القرآن والسنة، وأتحدي أي شخص يقول إن اتباع هذا الرأي باطل".

وطالب المصريين بإعلاء ما سماها بـ"ثقافة ترشيد الإنفاق، والتي اتبعها الشعب المصري عقب نكسة 1967.."، على حد قوله.

ردود من أزهريين

اللافت أن الردود على الهلالي جاءت من أساتذة بالأزهر، مثل الدكتور عبدالله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، والذي أكد، عبر مداخلة هاتفية مع قناة "صدى البلد"، أن "الأضحية مبنية على قدرة المضحي على شرائها ولا إلزام على إنسان لا يملك ثمنها، ولكن تعظيم شعيرة الأضحة يقتضي ألا تكون إلا من بهيمة الأنعام".

الرأي السابق أيضا ذهب إليه الداعية الأزهري عبدالله رشدي، حيث أكد أنه لا يجوز التضحية إلا بالأنعام.

وبينما تداول البعض مقاطع فيديو لشيوخ يؤكدون فيه بطلان فتوى الهلالي بجواز التضحية بالطيور، فضل آخرون التندر على ما قاله الهلالي.

وطالب أحد المتابعين باستحداث لجنة في الأزهر لتقييم الأشخاص "أصحاب شذوذ الأراء والأخلاق من الذين ينتمون له اسمًا ولا يعنون بشيء من جوهر الأزهر ومكانته"، على حد قوله.

واعتبر آخر أن فتوى سعد الهلالي تأتي في سياق سعي علماء محسوبين على السلطة لتبرير الفقر، وإبقاء الكرة دوما في ملعب الفقراء.

لكن آخرين أيدوا رأي الهلالي واستنكروا الهجوم عليه، معتبرين أنه "لا يزال أمامنا 30 سنة ميلادية حتى ترتقي عقولنا لفهم علم الدكتور الفقيه العلامة سعد الدين الهلالي"، على حد قول مستخدم يدعى يوسف المصري.

رأي دار الإفتاء

وفي سياق الرد على الهلالي، تداول كثيرون فتوى صادرة عن الدكتور شوقي علام، مفتي مصر الرسمي، عن هذا الأمر، وهي منشورة على الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية في 20 أغسطس/آب 2020، حيث جاء السؤال: "ما حكم التضحية بالطيور؟ فإن بعضُ المتصدّرين يُرَوّج للقول بجواز التضحية بالطيور، وأن بعض الصحابة فعل هذا، فما مدى صحة هذا الكلام؟".

وكان رد علام: "لا  يجزئ في الأضحية إلا أن تكون من الأنعام؛ وهي: الإبل، والبقر، والغنم. والرأي القائل بجواز التضحية بكل حيوان يؤكل لحمه، رأي ضعيف، غير معتبر في الإفتاء، ومخالفٌ لعمل الأمة المستقر".

وأضاف المفتي: "وما ورد أن أحد الصحابة قال بجواز التضحية بالطيور غير صحيح؛ لأن النصّ الوارد عنه ليس على ظاهره، وإن حُمِل على ظاهره فهو مجرد اجتهاد من الصحابي، لكنه مخالف لما قد صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلا حجة فيه".

يذكر أن أسعار المواشي في مصر سجلت ارتفاعات هائلة، لا سيما قبيل عيد الأضحى، حيث وصل سعر كيلو اللحم (قائم)، أي قبل الذبح، إلى 170 جنيها (6 دولارات) للعجول البقري والجاموسي، وبدأ بعض التجار في بيعه بـ 200 جنيه (7 دولارات)، و150 جنيه (5 دولارات) لكيلو اللحم (قائم) للخراف.

وأمام ذلك الغلاء، لجأ الراغبون في التضحية إلى مبدأ التشارك في أضحية واحدة، كي يقدروا على دفع ثمنها، وانتشرت إعلانات الأضاحي بالتقسيط عبر التجار والجمعيات الأهلية، وارتفع سعر صك الأضحية إلى 9 آلاف جنيه (290 دولار) بعد أن كان 3 آلاف جنيه (70 دولارا) العام الماضي.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

سعد الهلالي التضحية بالطيور غلاء الأضاحي لحوم الأضاحي عيد الأضحى الغلاء في مصر

"تيكا" التركية توزع لحوم الأضاحي على 1500 أسرة مصرية

بهجة باهتة.. الأزمات الاقتصادية والسياسية العربية تطغى على عيد الأضحى