شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر ضجة واسعة إثر مقطع فيديو لعلاء مبارك، نجل الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، وهو يتناول وجبة الكشري في أحد مطاعم العاصمة القاهرة؛ ما أثار تكهنات المتابعين قبل نحو عام من الانتخابات الرئاسية في البلاد.

وظهر علاء مبارك في الفيديو رفقة أحد العاملين في المطعم، والذي أشاد به وبوالده الذي حكم البلاد لنحو 30 عاما، قبل انتهاء فترة حكمه عام 2011 إثر احتجاجات حاشدة استمرت 18 يوما.

وقال مبارك عبر حسابه في "تويتر": "بالأمس مع بعض الأصدقاء أكلنا أحلى كشري عند كشري أبوطارق وسط البلد.. الكشري جميل والخدمة ممتازة وناس في منتهى الذوق. شكراً لأصحاب المطعم ولكل العاملين على حسن الاستقبال".

وعندما سأله أحد متابعيه عن جدوى نشر تلك التغريدة وما هي الاستفادة منها، رد علاء عليه بالقول: "مفيش (لا يوجد) استفادة. الحقيقة وشيء لا يعنيك بس (لكن) في حاجة بسيطة ربما لا تخطر على بالك وهي شكر الناس والعاملين بالمطعم على خدمتهم وذوقهم. حاجة يمكن ما تفرقش معاك بس لها معنى كبير".

وأثارت زيارة مبارك للمطعم ومقطع الفيديو المتداول ردودا واسعة وآراء متباينة من المتابعين والناشطين.

وربط مغردون الزيارة بالحملة الانتخابية للاستحقاق الرئاسي القادم واحتمالية ترشح أحد نجلي مبارك (علاء أو جمال) لتلك الانتخابات.

وكتب عمرو عبدالهادي: "هنا سأتوقف قليلا.. علاء مبارك مدير حملة جمال مبارك يتجول بين الناس للترويج لأخيه".

وأضاف: "فاكرين (هل تتذكرون) أكذوبة أن علاء ضد ترشح أخوه جمال للرئاسة.. إنتو عارفين الموظف اللي بيمجد في مبارك ده لو خسر شغله بكره هيسب ويلعن فيهم كلهم.. السيسي للأسف جعل الناس تتحسر على أيام مبارك وده يدل على كره الناس ليه".

وطرح حسن أحمد سؤالا على مبارك قائلا: "علاء سؤال بنسبة إذا نجحت في انتخابات 2024 هل لديك خطة اقتصادية للنهوض بالبلاد؟، الوضع أصبح صعب للغاية أتمنى أن يكون هناك خطة واضحة للنهوض بالشباب والبلاد اقتصاديا وسياسيا".

وقال مغرد آخر: "الوحيد القادر على إزاحة السيسي ونظامه ليس من حكم مصر فحسب بل من مصر كلها ترشح جمال أو علاء مبارك في الانتخابات، ده لو فيه انتخابات أساساً.. قسماً بالله السيسي ونظامه ما هيجرؤ يزوروا الانتخابات لانها هتكون اكتساح وهيكون مدعوم من كل مؤسسات الدولة".

وتابع: "لسا (حتى الآن) الضوء الأخضر لم يمنح لهم بعد".

وكتبت مغردة أخرى: "علاء مبارك بياكل كشري عند (مطعم) أبو طارق تكة كدة في الشارع المصري هو وأخوه قبل الانتخابات.. شعب ما بيتعلمش من أخطائه".

على صعيد آخر، أظهرت العديد من التعليقات دعما لعائلة مبارك في الترشح للانتخابات القادمة في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي المتردي في البلاد.

كما أشاد آخرون بقرب نجل مبارك من الناس والشارع.

وفي يوليو/ تموز الماضي أجلت محكمة القضاء الإداري في مصر، نظر دعوى قضائية تطالب بمنع علاء وجمال مبارك من الترشح لمناصب في الدولة إلى جلسة لاحقة، وسط تزايد المؤشرات عن احتمالية ترشح أحدهما للانتخابات الرئاسية.

وتأتي هذه الدعوى التي أقامها محامي مؤيد للرئيس عبدالفتاح السيسي، في سياق إجراءات يرى متابعون أنها تستهدف إجهاض إمكانية ترشح جمال مبارك للانتخابات الرئاسية، في ضوء تقارير تشير إلى وجود شعبية له بالشارع، كونه ابن الرئيس الأسبق الذي يرى مصريون أن عهده كان أفضل من السيسي على مستوى الاقتصاد والأوضاع المعيشية.

كما طالبت الدعوى وزيرَ العدل المصري المستشار عمر مروان، بفتح تحقيق وإحالة جمال وعلاء مبارك إلى جهات التحقيق؛ لاتهامهما بالكسب غير المشروع، خاصة أن مؤيدي السيسي يقولون إن جمال وعلاء لا يحق لها الترشح في ضوء صدور حكم نهائي بإدانتهما مع والدهما في القضية المعروفة بـ"القصور الرئاسية".

وحسب التعديلات الدستورية التي أقرها مجلس النواب المصري في 2019، تنتهي الفترة الرئاسية الحالية للسيسي في عام 2024، بدلا من 2022، ويحق له الترشح لفترة رئاسية ثالثة مدتها 6 سنوات.

وفي فبراير/شباط الماضي، كشف موقع "أفريكا إنتليجنس" الاستخباري، أن جمال مبارك يسعى لمنافسة السيسي في الانتخابات، لافتا إلى أنه التقى السفير الأمريكي في مصر چوناثان كوهين؛ للتباحث حول هذا الأمر.

ووفق التقرير، فإن الأزمة الاقتصادية التي تعيشها مصر حاليا غذّت طموح جمال للوصول لمنصب الرئيس.

والعام الماضي، رفعت محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي العقوبات المفروضة على عائلة مبارك، فأنهت بذلك إجراءات التجميد لأصولهم والحظر الذي كان مفروضاً على دخول مواطني الاتحاد الأوروبي في معاملات مالية مع المقربين من الرئيس الراحل.

جاء قرار الاتحاد بعد أكثر من عقد من انتفاضة عام 2011، التي أطاحت بالرئيس الراحل من منصبه، وطوى بذلك صفحة أخرى على الثورة المجهضة.