الهند.. معلمة تهين طالبا مسلما وتثير غضبا والسلطات تتعهد بمحاسبتها

الأحد 27 أغسطس 2023 01:57 م

تعهدت السلطات الهندية، باتخاذ إجراءات بعد أن أمرت معلمة مدرسة ابتدائية تلاميذها بالتناوب على صفع زميل مسلم لهم، في لقطة تم بثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأثارت غضبا واسعا.

وأظهر المقطع الذي التقط في مدرسة "نيها" العامة الابتدائية بولاية أوتار براديش شمالي الهند، المعلمة التي تدعي تريبتا تياجي، جالسة على مكتبها والتلاميذ يتناوبون على ضرب زميلهم، قائلة لهم: "لماذا تضربونه بشكل خفيف؟ اضربوه بشدة. اضربوه على الخصر (..) وجهه يتحول إلى اللون الأحمر".

كما سمع أيضا صوت المعلمة في المقطع، وهي تقول: "لقد أعلنت أن جميع أطفال المسلمين يجب أن يرحلوا".

ولاحقا، ظهر الطفل محمد التماش (7 سنوات) في لقاء صحفي، قال فيه إن هذا المشهد استمر لساعة كاملة، فقط لأنه لم يتمكن من إجابة أحد الأسئلة بشكل صحيح.

في وقت قال والدا الطفل، إن الحادث وقع الخميس في قرية كوبابور، قبل أن يعلن تقدمه بدعوى لدى الشرطة في منطقة مظفرناغار حيث وقع الحادث.

وأضاف: "المعلمة طلبت من زملاء ابني بالصف أن يصفعوه واحدا تلو الآخر.. بررت المعلمة تصرفاتها بالقول إن ابني لم يحفظ دروسه.. ابني جيد في دراسته.. لا نفهم لماذا تمت معاملته بهذه الطريقة".

وتابع: "يبدو أن المعلمة مملوءة بالكراهية".

وزاد: "قررت إخراج ابني من هذه المدرسة. لم أرغب في تقديم شكوى للشرطة لأنني لا أريد أن يتم الاتصال بي من قبل الشرطة أو المحكمة بين الحين والآخر، لا أريد الخوض في كل هذه الأمور".

من جانبها، قالت والدت الطفل، وتدعى روبينا: "عاد ابني إلى المنزل وهو يبكي.. لقد أصيب بصدمة نفسية.. هذه ليست الطريقة التي يعامل بها الأطفال".

في وقت خرجت المدرسة التي ظهرت في المقطع، لتبرر ما حدث، بأنها معاقة ولا تستطيع النهوض لذلك طلبت من التلاميذ ضرب زميلهم نيابة عنها.

وأضافت: "كان من الواجب عليّ تأديبه.. أنا مقعدة فجعلت بعض الطلاب يصفعونه حتى يبدأ في أداء الواجبات المنزلية"، مدعية أن عم الطالب "هو من طلب منها القيام بذلك".

فيما أكد مفتش الشرطة ساتيانارايان براجابات، أنه تم التحقق من اللقطات، وسيتم اتخاذ إجراءات إدارية ضد المعلمة.

ولاحقا، أفادت الشرطة المحلية في بيان، بأنها وجهت تهم "ضرب الطالب مع ترديد عبارات دينية"، ضد المعلمة، وبأنها بصدد اتخاذ إجراءات قانونية جديدة.

وأمام هذه التطورات، قال راهول غاندي، زعيم المعارضة البارز، الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء السابق في تغريدة على موقع "إكس" (تويتر سابقا): "زرع سم التمييز في عقول الأطفال الأبرياء، وتحويل مكان مقدس مثل المدرسة إلى سوق للكراهية، لا يوجد شيء أسوأ يمكن أن يفعله المعلم للبلاد".

وأضاف "هذا هو نفس الكيروسين الذي نشره حزب بهاراتيا جاناتا والذي أشعل النار في كل ركن من أركان الهند"، في إشارة إلى حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم.

كما غرد رئيس مجلس عموم الهند لاتحاد المسلمين أسد الدين عويسي، بالقول: "هذا المقطع، هو نتاج آخر 9 سنوات، حيث الرسالة التي حفرت في أذهان الأطفال الصغار أنه يمكن للمرء أن يضرب المسلم ويهينه دون أي عواقب".

وانتقد عويسي غياب التحرك الرسمي لعقاب المدرسة، واتخاذ موقف حاسم ضد هذا التصرف، مستنكرا في حديثه غياب المنظمات الحقوقية، وهيئات حماية الأطفال.

كما تصدر المقطع المصور وردود الأفعال، مواقع التواصل الاجتماعي في الهند وعدد من الدول العربية والإسلامية، وسط غضب واسع لما وصفه النشطاء بأنه "تمييز ديني في المدارس".

وطالب الناشطون باتخاذ الإجراءات القانونية العاجلة ومعاقبة المعلمة على هذا التصرف.

وتقول جماعات حقوقية إن جرائم الكراهية والعنف ضد الأقلية المسلمة الكبيرة في الهند آخذة في الارتفاع منذ تولى رئيس الوزراء القومي الهندوسي ناريندرا مودي منصبه في عام 2014.

وقبل نحو 9 سنوات أطلق مودي سلسلة من الإجراءات وأقر سياسات ضد المسلمين، بدأها بإلغاء الوضع الخاص بكشمير الهندية والتضييق على المسلمين، وبعدها شرع الحزب الحاكم في تعديل قانون الجنسية ومطالبة المسلمين بوثائق تثبت أن أجدادهم كانوا في الهند قبل عام 1971، ثم أقر الحزب القانون الذي يمنح الجنسية الهندية للمهاجرين شرط ألا يكونوا مسلمين.

ويشكل المسلمون ما يقرب من خمس سكان ولاية أوتار براديش، البالغ عددهم 235 مليون نسمة.

فيما يبلغ عدد سكان الهند 1.4 مليار شخص، بينهم 210 ملايين مسلم.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الهند مسلمو الهند اضطهاد عنصرية إهانة معلمة طفل مسلم