الشارع الأردني يتمرد على حكومته ويضرب تضامنا مع غزة (فيديو وصور)

الاثنين 11 ديسمبر 2023 01:56 م

استجابة واسعها، شهدها الأردن الإثنين، مع دعوات الإضراب العالمي الشامل الذي يأتي نصرة للأهل في قطاع غزة والدعوة لوقف إطلاق النار ووقف الحرب، فيما وصف بأنه رفض واسع لاقتراح الحكومة.

وأغلقت العديد من المحلات التجارية في العاصمة عمان والمحافظات أبوابها، لافتين إلى أن هذه الخطوة، تعد "أقل تعبير يمكن تقديمه للأهل في قطاع غزة الذي استشهد فيه أكثر من 18 ألف فلسطيني وأصيب أكثر من 50 ألفا جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستعر".

وشهدت العديد من المدارس والقطاعات التجارية والصناعية وغيرها مشاركة في الإضراب الشامل عن العمل، وأغلقت معظم المطاعم أبوابها، بينما استمر عمل المؤسسات الحكومية والدوائر الرسمية.

ووضعت العديد من المحال والمراكز التجارية لافتات على أبوابها، تؤكد التزامها بالإضراب، وتندد بالعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.

من جانبه، قال محمد علي صاحب متجر (سوبر ماركت) في العاصمة عمان، إن المشاركة في الإضراب تأتي لإيصال رسالة للأهل في غزة الذين يتعرضون لعدوان غاشم أن قلوب الأردنيين معهم، ورسالة للغرب وإسرائيل أننا نرفض الظلم والجرائم المرتكبة بحق الأهل في غزة، وأن العدوان لا يزرع في قلوبنا سوى كراهية الغرب الداعم للاحتلال وعدوانه.

وأوضح أن الإضراب جاء استجابة لدعوات الإضراب والتوقف عن العمل التي انطلقت تضامناً مع الشعب الفلسطيني عامة، وأبناء قطاع غزة على وجه الخصوص.

في غضون ذلك، بدت شوارع العاصمة عمان والمحافظات شبه خالية وسط حركة مرورية ضعيفة.

كما أظهرت خرائط "جوجل" جميع طرق العاصمة عمان باللون الأخضر، ما يعني خلوّها من أي ازدحامات.

كما أن مخيمات اللجوء الفلسطيني أضربت تماما عن كل شيء اعتيادي وروتيني، بنسبة قد تصل إلى 100%.

وقال رئيس مركز بيت العمال المحامي حمادة أبو نجمة، إن هناك تفاعلاً واسعاً مع الدعوات للإضراب، إذ أغلقت الأسواق أبوابها اليوم كعطلة يوم الجمعة.

واعتبر أن "الإضراب ضرورة إنسانية للتضامن مع الأهل في غزة، وهو أقل ما يمكن أن يقدمه الشعب الأردني، وهو صرخة في وجه الظلم الذي تقوم به الدول الكبرى الداعمة لعدوان دولة الاحتلال".

وتابع أن "هذا الإضراب لا يؤثر في الاقتصاد الوطني" معتبراً أنّ "مشاركة الأردنيين بالإضراب تتسق مع مواقف الشعوب الحرة المطالبة بوقف العدوان الظالم على غزة".

ولفت إلى أن "هناك شركات كبيرة كثيرة أعلنت إضرابها رفضاً للعدوان، فالجرائم والممارسات العدوانية والجرائم المرتكبة أثرت في الوجدان الشعبي، وهي رسالة من أجل الضغط على الدول صانعة السياسات العالمية".

وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في الأردن قد أعلنت مشاركتها في الإضراب، إذ أغلقت جميع منشآتها بما فيها المدارس التابعة لها.

جاء هذا الإضراب، ليؤكد وفق مراقبين، أن الأردنيين لم يستمعوا لاقتراح الحكومة، التي دعت إلى أنه "بدلا من الإضراب، تبرعوا بيوم إنتاج وعمل للأهل في قطاع غزة".

عرض الاقتراح علنا الناطق باسم الحكومة مهند مبيضين، ثم اقترح بأن "الشعوب التي أضربت هي تلك التي تريد الضغط على حكوماتها من أجل وقف العدوان الإسرائيلي"، مؤكدًا أن دعم القطاع يتطلب أن نكون أقوياء اقتصاديًا حتى نتمكن من الاستمرار في تقديم المساعدات اللازمة.

"وهذا تلميح مباشر لأن جوهر الإضراب لا يتلاءم مع المشهد الأردني لأن المملكة تتصدى بكفاءة دبلوماسيا للدعوة إلى وقف العدوان من أعلى هرم الدولة لأصغر وزير أو موظف فيها"، وفق مبيضين.

وفي محاولة ملحوظة لاحتواء "دعوة الإضراب"، خصوصا في المدارس، أعلن وزير التربية والتعليم عزمي محافظة، بأن الدوام الرسمي كالمعتاد، لكن الاستجابة كانت في أضعف أحوالها، لأن غالبية ساحقة من الأردنيين قررت عدم إرسال الأطفال للمدارس.

كما تأجلت امتحانات في الجامعات، بسبب غياب الطلاب.

من جانبها، رأت صحيفة "الرأي" (حكومية) الإضراب "مشبوها"، والأطراف التي تدعو إليه "مريبة"، وهو ما دفع الناشط النقابي البارز أحمد أبوغنيمة، لوضع مانشيت الصحيفة في تغريدة رائجة له على موقع "إكس" (تويتر سابقا)، ثم استفسر: "إلى متى يدار الإعلام الرسمي بهذه العقلية؟".

وتتمحور فكرة الإضراب، بحسب النشطاء، حول الامتناع من الذهاب إلى مراكز العمل، والمدارس وفتح المحال والمراكز التجارية، وشل كافة مناحي الحياة.

ووفق مراقبين، فإن مؤشرات الإضراب الناعم التي تسللت لأوصال الجمهور الأردني في ساعات قليلة، أظهرت ليس مستوى ومنسوب التضامن الأردني مع أهل قطاع غزة والمقاومة فحسب، بل أظهرت أن المواطن الأردني في "الملف الفلسطيني"، قرر عدم الاستماع إلى الحكومة وصحفها.

ويأتي الإضراب تلبية لحراك عالمي ودعوات واسعة النطاق أطلقها نشطاء من مختلف أنحاء العالم تحت وسم "إضراب من أجل غزة"(StrikeForGaza)  من أجل تنفيذ إضراب عالمي شامل الإثنين، للتضامن مع أهالي قطاع غزة، والضغط على الحكومات من أجل التحرك لوقف العدوان الإسرائيلي.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت نحو 18 ألف شهيد، و47 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، إلى جانب آلاف لا يزالون تحت الأنقاض يعتقد أنهم استشهدوا، ودمار هائل في البنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إضراب عام إضراب شامل غزة الأردن تضامن حكومة الأردن

تضامنا مع غزة.. إضراب شامل ومسيرات واسعة في موريتانيا

الصفدي: حرب غزة لا يمكن الفوز بها وستجر المنطقة إلى مخاطر واسعة

الأردن.. توقيع اتفاقية المنحة الأمريكية السنوية لدعم الموازنة بقيمة 845 مليون دولار