وصل الداعية السعودي الدكتور «عائض القرني» إلى مطار قاعدة الرياض الجوية مساء أمس الأربعاء، عبر طائرة خاصة بالإخلاء الجوي، بعد من العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز آل سعود»، بنقله من الفلبين إلى الرياض، وذلك بعد تعرضه لإطلاق نار الأسبوع الماضي برفقة عدد من مرافقيه.

وفي وقت سابق، قال «القرني» إن الملك «سلمان بن عبد العزيز» اتصل به للاطمئنان على صحته، ووجه بنقله إلى الرياض.

والثلاثاء الماضي، تعرض «القرني»، لهجوم مسلح بعد فراغه من محاضرة ألقاها في مدينة زانبوانغا الفلبينية، وأسفر الهجوم، أيضا، عن إصابة مدير مكتب الدعوة السعودي في الفلبين، الشيخ «تركي الصايغ».

وكشفت وسائل إعلام فلبينية أن الشاب الذي أطلق الرصاص على الداعية السعودي هو طالب جامعي فلبيني يدعى «روجاسان ميسواري»، ويبلغ من العمر 21 عاما.

ولم يستعبد مراقبون وجود علاقة ما بين محاولة اغتيال «القرني» وتنظيم «الدولة الإسلامية»؛ خاصة أن الأخير دعا في يناير/كانون الثاني الماضي إلى قتل مفتي السعودية الشيخ «عبد العزيز آل شيخ»، والداعية «القرني»، وعدد آخر من الدعاة البارزين في المملكة، لتأييدهم إعدام السعودية لعدد من الأشخاص الموالين للتنظيم.

وبدأت السلطات الفلبينية، الأربعاء الماضي، تحقيقات في الهجوم؛ حيث كانت قد تمكنت من قتل المهاجم، واعتقال اثنين من مرافقيه أثناء محاولتهما الفرار.

في السياق ذاته، ظهرت أول صورة للفلبيني الذي أطلق النار على «القرني»، بعد أن قتله رجال الشرطة، ويدعى «روغاسان ميسواري»، ويبدو في الصورة نحيفا وقصيرا بعض الشيء، وفقا لفيديو بثته «العربية»، والصورة عمرها 5 سنوات، أي حين كان مراهقا عمره 16 تقريبا، وتبادلها فلبينيون على «تويتر»، وهي الوحيدة حتى الآن.

وقال المشرف على شرطة المدينة «لويستو ماجناي»، في مؤتمر صحفي مصغر عقده الإثنين الماضي، إن مطلق الرصاص ليس ماهرا باستخدام المسدس وظهر ذلك من فيديو محاولة الاغتيال الفاشلة، مضيفا أن المسدس عيار 45 تم تسجيله في 2004 آخر مرة ونحاول معرفة ممن وكيف حصل عليه.

ولفت إلى أن «ميسواري»، كانت يرتدي ليلة محاولة الاغتيال، جاكيت بقبعة غطت رأسه وبعض الوجه، وتحتها كان يرتدي زيه الجامعي، معتبرا أن ذلك «دليل بأنه لم يكن ينفذ عملية انتحارية (..) نعتقد أنه خطط لخلع الجاكيت الأولى بعد إطلاق النار، للاختلاط بجموع الطلاب والفرار».

مع ذلك، لم يستبعد المسؤول الشرطي تأثر «ميسواري» بتنظيم «الدولة الإسلامية»، المتطرف، وتفاءل بأن يكشف تحقيق مكثف يجريه حاليا فريق خاص كل ملابسات وذيول استهداف «القرني».