«الفالح» يستميل «أوبك».. سياسة سعودية جديدة لاستعادة الدور

الأحد 5 يونيو 2016 11:06 ص

نجح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي «خالد الفالح»، في استمالة منظمة الدول المنتجة للنفط «أوبك»، والملياردير «فاجيت الكبيروف» قطب صناعة النفط في روسيا الرئيس التنفيذي لشركة «لوك أويل» الروسية للطاقة.

وبحسب وكالة «رويترز»، فإن «الدبلوماسية المكثفة التي بذلها الفالح صاحب النبرة الهادئة في أول اجتماع يحضره لمنظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك، وخطابه، الذي حفل بكلمات وعبارات مثل الأسلوب الناعم، ودون صدمات والإجماع، كل ذلك أقنع الكبيروف أن أوبك مازالت تتمتع بالحيوية وليست جثة هامدة».

قال «الكبيروف» عقب عقد لقاءين منفصلين مع «الفالح»، ووزير النفط الايراني «بيجن زنغنه»، في فيينا إن «مجرد اتفاق أوبك على إدارتها الجديدة، يبين أنهم يريدون استعادة الدور التنسيقي.. ستقوم المجموعة بإدارة السوق من جديد».

ولم تتمكن «أوبك» يوم الخميس من الاتفاق على تحديد مستوى واضح مستهدف لإنتاج النفط، إذ رفضت إيران الحد من إنتاجها.

لكن الاجتماع كان هادئا نسبيا، وخلا من الاشتباكات المعتادة بين الخصمين السياسيين السعودية وإيران، ووعد فيه «الفالح» بعدم إغراق السوق بالنفط، والاستماع لطهران.

وفي حل وسط نادرا ما يتم بسهولة، قررت «أوبك» بالإجماع تعيين النيجيري «محمد باركيندو»، أمنيا عاما جديدا لها بعد سنوات من الخلافات حول هذا الموضوع.

وكان «الفالح» الذي خلف سلفه المخضرم «علي النعيمي» في أبريل/ نيسان، أول وزير من الدول الأعضاء في «أوبك» يصل إلى فيينا، قبل الاجتماع بأيام.

وقد التقى بمعظم الوزراء المشاركين على هامش الاجتماع وقضى عدة ساعات مع محللي «أوبك» المستقلين، كما عقد مؤتمرا صحفيا مطولا مع الصحفيين.

وقال «الفالح» الخميس: «إذا كنتم تريدون أن تسموها (أوبك) منتدى للحديث فلا مشكلة لدي في ذلك.. لكني أعتقد أنها ستفعل أكثر بكثير من مجرد الكلام.. فنحن بصدد التنسيق والتعاون لتحقيق أهداف السوق».

وفاجأت طبيعة الاجتماع الذي عقد يوم الخميس، الكثيرين من مراقبي «أوبك» الذي اعتادوا على لقاءات تتبادل فيها الأطراف الاتهامات.

وكان الرئيس الفعلي لـ«الفالح»، وهو ولي ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، قد أحبط خططا للتوصل إلى اتفاق لتجميد إنتاج النفط العالمي في العاصمة القطرية الدوحة في أبريل/ نيسان الماضي.

وقال الأمير «بن سلمان» إن الرياض لن تقر هذا الاتفاق، الذي كانت ستشارك فيه روسيا غير العضو في «أوبك»، إذا لم تشارك فيه إيران، وذلك رغم إصرار طهران على أنها تريد استعادة نصيبها من السوق، بعد رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها في أوائل العام الجاري.

وقال مصدر مطلع، على ما يدور في دوائر رسم السياسات في السعودية: «بعد اجتماع الدوحة بدأت أسواق النفط تبدو وكأنها سيارة بلا قائد».

وقال مصدر غير خليجي في «أوبك» إن «الرياض تدرك أنها بحاجة لوحدة أوبك، لأن الحرب التي تخوضها المنظمة من أجل حصتها من السوق على المنتجين ذوي التكلفة المرتفعة مثل منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة، استغرقت وقتا أطول، مما كان متوقعا عندما تم التخطيط لها في عام 2014».

وقال «جاري روس» مؤسس «بيرا» للاستشارات في الولايات المتحدة، الذي جاء إلى فيينا مع مراقبي «أوبك» ومحلليها لحضور الاجتماعات، إنه «بعد ما حدث في الدوحة، أدرك السعوديون أنهم لا يريدون تبديد عشرات السنين من تاريخ أوبك وقرروا أن يكونوا أكثر تعاونا».

وقالت «أمريتا سن» التي جاءت إلى فيينا أيضا: «من المؤكد أن السعوديين قرروا تغيير الأسلوب بعد الدوحة لأنهم خشوا أن يكون الناس قد بدؤوا يتشككون في حيوية أوبك.. وأعتقد أن هذا النهج الأكثر نعومة سيستمر».

ويسلم «الفالح» بأن الرياض أدركت أنها تحتاج «أوبك».

فقد قال الخميس: «الأسواق يمكنها أن توازن نفسها في النهاية لكن وكما شهدنا عندما نعتمد على الأسواق وحدها يكون الأمر في غاية الإيلام للجميع».

وأضاف: «أعتقد أن الإدارة بالأسلوب التقليدي الذي جربناه في الماضي قد لا تحدث مرة أخرى.. لن نقر تحديد سعر مستهدف لنفط أوبك، وإنما تنسيق الاستراتيجيات ومحاولة فهم ما يمكن لكل منا أن يفعله أو ما لا يمكن أن يفعله».

  كلمات مفتاحية

الفالح النفط أوبك السعودية اجتماع الدوحة

«الفالح» يتوقع ارتفاع سعر برميل النفط إلى 60 دولارا بنهاية العام

تماسك أسعار النفط فوق 50 دولارا للبرميل عقب اجتماع «أوبك»

السعودية تسعى لرفع سقف إنتاج «أوبك» إلى 32 مليون برميل يوميا

«خالد الفالح»: الاستثمار الصناعي الخليجي سيزيد على التريليون دولار عام 2020

«خالد الفالح»: لا تغيير في السياسة النفطية وملتزمون بتلبية طلب العملاء

«ستراتفور»: أزمة النفط تهدد الاستقرار السياسي في دول أوبك

3 أسباب تحرم أوبك من تنظيم سوق النفط

«أوراسيا ريفيو»: كيف تهدد عودة إيران هيمنة السعودية على أوبك؟

«الفالح»: إنشاء مدينة للطاقة لتحقيق رؤية المملكة 2030

«فاينانشيال تايمز»: بيع أرامكو السعودية يبشر بسوق جديد

صحف السعودية تبرز السحب من الاحتياطي النفطي وتفعيل القطاع غير الربحي