استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

استدامة النكسات والنكبات والهزائم العربية..!

الاثنين 6 يونيو 2016 06:06 ص

يوم أمس، كان الخامس من يونيو/ حزيران، وهذا التاريخ مرتبط بحرب 1967 بين العرب و«إسرائيل»، حيث خسر العرب الضفة الغربية التي كانت تحت الحكم الأردني، وقطاع غزة الذي كان تحت الحكم المصري، كما خسرت سوريا هضبة الجولان الاستراتيجية، التي ضمتها «إسرائيل» بقرار من الكنيست في العام 1981، وترفض الآن الانسحاب من شبر واحد منها، فقد ملأتها بمستوطنات يعيش فيها عشرون ألف مستوطن.

كما ترفض «إسرائيل» الآن تطبيق اتفاقيات أوسلو وغيرها مع الفلسطينيين، التي تنص على إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلت في عام 1976. وكعادتها ملأت أراضي الضفة الغربية بالمستوطنات الأمر الذي يؤدي إلى خلق واقع صعب يجعل من الانسحاب منها أمراً مستحيلاً، وهذه الاستحالة تحوّلت إلى واقع، إذ قال الرئيس محمود عباس قبل أيام إنه على استعداد للقبول بتبادل (طفيف) مع الكيان الصهيوني عند ترسيم مناطق السلطة الفلسطينية أو حدود الدولة الفلسطينية المزمع إنشاؤها.

أما بالنسبة لقطاع غزة، فهو غارق بالفقر والصراعات الداخلية بين الفصائل، والناس هناك مشغولون بتوفير ضروريات حياتهم اليومية، ويعيشون هاجساً يومياً جراء الحصار المفروض عليهم.

تاريخ الخامس من يونيو/حزيران 1967، من التواريخ المشؤومة في الصراع العربي - «الإسرائيلي»، وتسميه الأدبيات السياسية عام النكسة. 

فالحرب التي اندلعت في أكتوبر/تشرين الأول من عام 1973 وحطمت فيها مصر خط بارليف، الخط الاستراتيجي المنيع، وأدت إلى مفاوضات استعادت فيها مصر سيناء ضمن شروط معينة. وقسمت زيارة الرئيس الراحل أنور السادات ل«إسرائيل» الوطن العربي إلى قسمين، رافض ومؤيد، ما لبث أن عاد العرب إلى مصر وطبّعوا معها العلاقات من دون أن يتغير أي شيء في الاتفاقيات. 

عندما أعلن الرئيس المصري الراحل أنور السادات أن حرب رمضان 1973 هي آخر الحروب بين العرب و«إسرائيل»، رد السوريون: (إن كانت الحرب لن تقوم بدون مصر فإن السلام لن يتم بدون سوريا).

وقد صدق السادات، إذ لم تقم حرب بين العرب و(«إسرائيل») من 49 عاماً، باستثناء حروب «إسرائيل» مع تنظيمات مثل حرب 2006 مع المقاومة اللبنانية، وأكثر من حرب مع الفلسطينيين. أما السلام فلم يتحقق حتى الآن بشكله الذي يحلم به العرب والفلسطينيون. 

لقد تخلّى الفلسطينيون عن مبدأ الكفاح المسلح، بعد خروجهم من بيروت في عام 1982، واتجهوا إلى العمل السياسي لتحقيق مطالبهم في إنشاء دولة لهم على أي جزء يتحرر من التراب الفلسطيني، ومنذ ذلك اليوم حتى اللحظة يقدّمون التنازلات تلو التنازلات، وآخرها إمكانية تبادل الأراضي مع «إسرائيل»، التي تعمّدت بناء جيوب استيطانية على الأراضي التي من المفترض أن تكون قد انسحبت منها وفق اتفاقيات أوسلو، وهذه المستوطنات بما سيتبعها من تبادل أراض ستمزق أراضي (الدولة الفلسطينية)، وتجعل حياة الفلسطينيين جحيماً فوق جحيمهم الحالي. 

من الواضح أن العالم يقف عاجزاً منذ عام 1948 أمام غطرسة السياسة الصهيونية، فقد فشل مجلس الأمن في تطبيق القرار 194 القاضي بعودة اللاجئين إلى ديارهم التي نزحوا عنها، وعجز عن تنفيذ حل الدولتين، ويعجز حالياً عن تطبيق اتفاقيات السلام وكبح الجموح الصهيوني في ابتلاع المزيد من الأراضي، ويتصرف بين فترة وأخرى كما لو أنه لم تُعقد مؤتمرات سلام، ولم تحمل تلك الاتفاقيات تواقيع الدول الكبرى الراعية لتلك الاتفاقيات، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية، التي تقف إلى جانب «حق «إسرائيل» في الأمن».

وهذا الشعار إلى جانب السياسات الأخرى المعادية للعرب، يجعل من الراعي شريكاً في مؤامرة الإبقاء على الواقع على ما هو عليه، ويبقى المتضرر الأكبر الفلسطينيون في ظل استمرار الاحتلال.

آخر الجهود الدولية لإحياء عملية السلام تتبناها فرنسا، التي استضافت يوم الجمعة الماضي مؤتمراً بهدف (إيجاد أرضية مشتركة بالقدر الكافي لجلوس الجانبين إلى مائدة التفاوض بحلول نهاية العام). وترى فرنسا أن إبقاء الوضع على ما هو عليه أشبه (بانتظار انفجار برميل من البارود).

ولو جاز لنا طرح سؤال حول دافع فرنسا من وراء عقد هذا المؤتمر وإحساسها أن استمرار الوضع على ما هو عليه أشبه بانتظار انفجار برميل بارود، سنجد الآتي:

أولاً: إن فرنسا لا تعمل وحدها في هذا الشأن وإنما تمثّل وجهة نظر أوروبية وأمريكية تخشى على أمن «إسرائيل» في المقام الأول. 

ثانياً: إن الدعوة لإحياء عملية السلام هو عملية تخدير جديدة للحلم الفلسطيني في إنشاء دولة فلسطينية، وصرف الفلسطينيين عن المقاومة بعدما لوحظ تنامي الغضب بينهم، والذي يترجمونه بوسائل كثيرة من بينها عمليات الطعن. 

ثالثاً: البدء في ماراثون من المفاوضات قد يستمر لسنوات طويلة يدغدغ العالم فيها طموحات الفلسطينيين الوطنية. 

رابعاً: عزل الموضوع الفلسطيني عن محيطه الغارق في حروب أهلية ومذهبية وخاصة في سوريا والعراق. 

لقد مرت 25 سنة على أول مؤتمر للسلام الذي عقد في مدريد عام 1991، ولم يتحقق شيء، وفي كل مرة تبدأ المفاوضات من الصفر، والآن تسعى فرنسا إلى (إقناع) الطرفين بالجلوس في مفاوضات مباشرة، لإحياء عملية السلام.

في عام 1973 أعلن السادات أن حرب رمضان ستكون آخر الحروب بين العرب و«إسرائيل»، فهل ستعيش هذه (النبوءة) على الرغم من الفوضى التي تعيشها المنطقة، وما يتم التخطيط له لتقسيمها من جديد؟ ما يعني استدامة النكسات والنكبات والهزائم العربية..!

* د. عبد الله السويجي كاتب إماراتي.

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية

النكسات العربية حرب 1967 العرب (إسرائيل) الضفة الغربية الحكم الأردني غزة سوريا الجولان

استدامة النكسات والنكبات والهزائم العربية..!

في ذكرى الهزيمة.. سنظل في بلادنا ولها

فلسطينيون وسوريون يحيون الذكرى الـ 49 لـ«نكسة»

الهزيمة بأثر رجعي

النكسة في زمن البربرية!

في ذكرى الهزيمة.. سنظل في بلادنا ولها

استدامة النكسات والنكبات والهزائم العربية..!

أنكون على موعد مع الهزيمة؟

جامعة دول عربية .. لمن؟

انشغال العرب بالآخر والارتهان له!