عقد مجلس حكماء المسلمين أمس الأربعاء جلسته في القاهرة، بحضور كل من: الدكتور «أحمد الطيب» شيخ اﻷزهر الشريف والشيخ «عبدالله بن بيه» رئيس منتدي تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة والدكتور «محمد قريش شهاب» وزير الشؤن الدينيه سابقا بإندونسيا.
كما حضر الجلسة الشيخ «إبراهيم الحسيني» رئيس هيئه اﻹفتاء بالمجلس الأعلي للشئون الإسلامية بنيجيريا، ود.«أبو لبابه الطاهر حسين» رئيس جامعة الزيتونة سابقا ود.«أحمد الحداد» كبير مفتين دائره اﻹفتاء في دائرة الشئون اﻹسلامية والعمل الخيري بإمارة دبي، ود.«حسن الشافعي» عضو هيئه كبار العلماء باﻷزهر ورئيس مجمع اللغة العربية ود.«كلثم المهيري» أستاذ بمعهد دراسات العالم الإسلامي بجامعة زايد، ود.«محمود حمدي زقزوق» وزير اﻷوقاف المصري اﻷسبق.
وخلال الجلسة، أجمع الحضور على ضرورة تشكيل تيار فاعل يتصدى لتيار العنف والإرهاب من خلال فعل جماعي ومنظم يلم شمل الأمة ويوحد جهود أهل العلم والحكمة ويواكب تطورات الواقع بكل تفاصيله.
وأكد المجلس في بيان له: «داء التطرُّف والغُلوِّ لا عِلاجَ له إلا من صَمِيم الشريعة الإسلاميَّة نفسِها، وباستخدام نفسِ اللغة والمفاهيم الإسلاميَّة التي يَستَنجِدُ بها المتطرِّفون في مَساعيهم التَّخريبيَّة، مُحرِّفين لها عن مَقاصِدها النبيلة».
ولفتت البيان إلى أن «لجانُ المجلس تعمل على إطلاق مُبادرات عمَليَّة مَلموسة، يُشرِفُ على إنجازها الشبابُ بتَأطيرٍ من العلماء، وتَتَغيَّى الخروجَ بالأمَّة من نفَق الفتنة المظلِم، وسيَتمُّ الإعلانُ عن هذه المبادَرات في مَطلَع السَّنة الميلاديَّة الجديدة».
وأرسل البيان عدة رسائل إلي الشباب والأمة والحكام والعالم، جاء في رسالة الشباب أن «يُصغُوا إلى صوت الحكمة، ويَعلَموا أنَّ فُرَصَ العدالة مع السِّلم أفضل من فُرَصِها مع الحرب حُكَّامًا ومحكومين»، أما رسالة الأمة فقد حثت علي «بوُجوب إطفاء نارِ الفتنة وحَقن الدماء، وترك النِّزاع والشِّقاق، وتحجيم الخِلاف، وأن يَجنَحوا دائمًا للحوار والتوافُق».
وفي رسالتهم لولاة الأمر، دعا البيان إلي «بَذلِ كلِّ ما هو مُتاحٌ لتحقيق مستوًى من العدل والازدهار لجميع المواطنين، وتجاوز المقارَبات الأمنيَّة والعسكريَّة كحلٍّ وحيدٍ، والعُدول عن ذلك إلى تَبنِّي حلولٍ فكريَّة مجتمعيَّة شاملة»، أما رسالة العالم فقد شددت علي «إعلانٌ بَراءةِ الإسلام ممَّا أُلصِق به من تُهمة الإرهاب، واستِعداد حُكَماء الأمَّة في الإسهام في صِناعة السَّلام العالميِّ، على بَصيرةٍ بمُنطلقاتهم الفكريَّة ومسؤوليَّاتهم الحضاريَّة».
من جهة أخرى، صادق أعضاء اللجنة التأسيسية على النظام الداخلي للمجلس، واختاروا بالتوافق «شيخ الأزهر» رئيسا لمجلس الحكماء؛ كما اتَّفَقُوا على اقتراحٍ بضمِّ ثلة من الحكماء والعلماء وفقا للنظام الأساسي للمجلس.
وكانت الإمارات قد أعلنت عن إنشاء هيئة دولية تهدف إلى ما وصفته بـ«تعزيز السلم في العالم الإسلامي»، وذلك تحت مسمى «مجلس حكماء المسلمين» لمواجهة «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين»، ويترأس المجلس الجديد شيخ الأزهر، الدكتور «أحمد الطيب»، ورئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة الشيخ «عبد الله بن بيه»، والذي تقرر أن تكون العاصمة الإماراتية أبوظبي مقرا له.
وتبدو هذه الخطوات الحثيثة من دولة الإمارات لحيازة بعض الثقل الروحي في مواجهة التيارات الإسلامية التي تعتبرها السلطات تهديدا في عموم المنطقة. ومع تنامي العاطفة الإسلامية وانتشار التدين بين الشعوب الخليجية، أصبحت الإمارات مضطرة للتأكيد على عدم عدائها للتدين ذاته.