اتفقت كل من السعودية والإمارات والبحرين على عودة سفرائهم إلى قطر، خلال الاجتماع الاستثنائي لقادة بدول مجلس التعاون في الرياض مساء الأحد، في خطوة من شأنها انهاء الخلاف المستمر منذ مارس/آذار.
وجاء في بيان مشترك من الدول الثلاثة أنه «تم التوصل إلى اتفاق الرياض التكميلي الذي يعد إيذاناً بفتح صفحة جديدة تكون مرتكزاً قوياً لدفع مسيرة العمل المشترك والانطلاق بها نحو كيان خليجي قوي ومتماسك خاصة في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة وتتطلب مضاعفة الجهود والتكاتف لحماية الأمن والاستقرار فيها». مضيفًا: «لذا قررت كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين عودة سفرائها إلى دولة قطر».
وأورد البيان ما نصّه أنه «بناءً على دعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية فقد اجتمع هذا اليوم الأحد 23 / 1 / 1436هـ الموافق 16 / 11 / 2014م في مدينة الرياض لدى خادم الحرمين الشريفين، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، والملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، والشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر ، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك لترسيخ روح التعاون الصادق والتأكيد على المصير المشترك وما يتطلع إليه أبناء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من لُحمةٍ متينةٍ وتقارب وثيق».
مضيفًا في سرد لنتائج الاجتماع أنه:«قد تم التوصل إلى اتفاق الرياض التكميلي والذي يصب في وحدة دول المجلس ومصالحها ومستقبل شعوبها، ويعد إيذاناً بفتح صفحة جديدة ستكون بإذن الله مرتكزاً قوياً لدفع مسيرة العمل المشترك والانطلاق بها نحو كيان خليجي قوي ومتماسك خاصة في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة وتتطلب مضاعفة الجهود والتكاتف لحماية الأمن والاستقرار فيها».
واختتم البيان بالتأكيد على أنه، وبناءً عليه، فقد «قررت كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين عودة سفرائها إلى دولة قطر».
وكانت السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين قد سحبت سفراءها من قطر في مارس/آذار الماضي، متهمة إياها بالتدخل في أمن تلك الدول من خلال دعم جماعة الإخوان المسلمين المدرجة على قوائم الإرهاب في السعودية والإمارات. فيما يرى مراقبون أن حل الخلافات بين دول مجلس التعاون الخليجي الست، وهي السعودية والإمارات والبحرين والكويت وعمان وقطر، ربما يؤدي إلى تغيير مسار الأحداث في ليبيا ومصر وسوريا والعراق واليمن.
وكان أمير الكويت الشيخ «صباح الأحمد» قاد جهود وساطة بين السعودية والإمارات وقطر والبحرين في محاولة لحل الخلاف بينها، لكن محاولاته اصطدمت بتمسك كل طرف في الازمة الخليجية بمواقفه، الأمر الذي أدى إلى فشل هذه الجهود في خلال الفترة الماضية، وذلك قبل التطورات الأخيرة. ومن المقرر أن تعقد قمة المجلس السنوية المقبلة في قطر الشهر القادم حيث تتولى الدوحة الرئاسة الدورية للمجلس.
وقد أدرجت الإمارات والسعودية الإخوان المسلمين على قائمة التنظيمات الإرهابية وترى بعض البلدان الخليجية أن حركات الإسلام السياسي تشكل تحديا لأنظمة الحكم فيها.