تتجه الكويت إلى ضخ عشرات مليارات الدولارات في عدة جزر، لم تستثمرها من قبل رغم ما تتميز به من مقومات سياحية وتجارية قد تغير ملامح الدولة الخليجية المعتمدة على النفط إلى حد بعيد.

وكشف تقرير حكومي، عن مشروع ضخم من المقرر أن يبدأ تنفيذه العام المقبل لتحديث الجزر الكويتية الست وتحويلها إلى مناطق سياحية بعائد استثماري متوقع يصل إلى 35 مليار دولار سنويا.

وأظهر التقرير الصادر عن المجلس الأعلى للتخطيط، التابع لمجلس الوزراء، أنه سيجرى تحويل الجزر إلى نوعين: جزر كبيرة يتم تحويلها إلى مناطق تجارية، وأخرى صغيرة تُحول إلى محطات توقف سياحية لما تزخر به من شواطئ وبيئة جذابة.

ويشير التقرير الحكومي إلى أن هذا المشروع يعتبر الأضخم من بين عدة مشروعات طموحة تأمل الكويت أن تتحول عبرها إلى مركز تجاري رئيسي بالمنطقة، ما يمهد لنقلة في الاقتصاد الذي يعتمد تماما على النفط.

ومن المتوقع أن تستغرق أعمال تطوير المشروع خمسة أعوام تبدأ في 2018 وتنتهي في 2023، حيث من المقرر أن تنتهي المرحلة الأولى منه بحلول 2020، والتي تبدأ بجزيرة بوبيان.

وبوبيان هي أكبر جزر الكويت مساحة، وتقع في أقصى شمال غرب الخليج العربي، وتبلغ مساحتها 917 كم مربعاً، وهي نسبة تعادل 5% من مساحة دولة الكويت.

وحسب مصادر رسمية، «تتضمن المرحلة من المشروع الكويتي، تطوير جزيرة بوبيان عبر إنشاء محطة توليد للكهرباء وتحلية المياه ومجمع للخدمات الحكومية متعدد الأغراض».

أما الجزيرة الثانية المقرر تطويرها ضمن المخطط، فهي فيلكا، وهي الجزيرة الوحيدة التي استوطنها الكويتيون.

وكانت الجزيرة محطة تجارية مهمة على الطريق البحري بين حضارات بلاد ما بين النهرين والحضارات المنتشرة على ساحل الخليج العربي.

والثالثة هي جزيرة وربة، التي تقع في شمال الكويت قبالة السواحل العراقية، حيث تبعد مسافة كيلومتر واحد عن الساحل العراقي.

 والرابعة مسكان، وهي جزيرة صغيرة تقع في الجهة الشمالية الغربية من جزيرة فيلكا، وتتميز بمجموعة كبيرة من الطيور والسلاحف البحرية التي تسبح حول سواحل الجزيرة.

أما الجزيرة الخامسة فهي قاروه، أصغر الجزر الكويتية مساحةً وأكثرها توغلا داخل البحر، حيث تبعد عن ساحل الزور 37.5 كم، والسادسة الأخيرة هي جزيرة الشويخ.

وقال رئيس مجلس الوزراء، الشيخ جابر المبارك، في تصريح سابق، إن مشروع استغلال الجزر الكويتية هو مستقبل الكويت القادم.

ويهدف مشروع تطوير الجزر إلى تغيير المعادلة الاقتصادية في المنطقة ككل، عن طريق خلق عدة مناطق رئيسية على الجزر الشرقية تتمتع كل منها بطابع فريد وأنشطة خاصة.