قالت «توكل كرمان»، الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، إن الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي» لم يعد رئيسا فعليا للبلاد، في حين أن الحكومة اليمنية تحت الإقامة الجبرية، لافتة إلى أن جماعة «الحوثي» هي من تدير البلاد.
وقالت «كرمان» على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي، «فيسبوك»: «صفوة القول.. هادي لم يعد رئيسا فعلياً وحكومته ليست حكومة، هما عمليا رهن الإقامة الجبرية، الحاكم الفعلي لليمن هو الحوثي ومليشياته المسلحة الإرهابية».
وتابعت قائلة: «حاولنا أن نسانده بكل ما نستطيع وبرغم كل ما تعرضنا له من انتقادات، كنا نأمل أن لا يسقط أمام تحالف المخلوع والحوثي، لكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه».
وكشف مصدر يمني مطلع قبل يومين عن مساع إيرانية للإطاحة بالرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي»، واستبداله بشخصية جنوبية أخرى، لم يفصح عن اسمها جرى التفاهم حولها مع قيادات بارزة في جماعة «أنصار الله الحوثية» مطلع الشهر الجاري في العاصمة اللبنانية.
وقال المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه إن مسؤولين إيرانيين، التقوا بقيادات بارزة في الجماعة يتقدمهم الناطق الرسمي باسم الجماعة «محمد عبدالسلام»، و«ضيف الله الشامي» عضو المجلس السياسي بالجماعة، و«عبدالملك العجري» في بيروت.
وأشار إلى أنه جرى التباحث بين الطرفين على ملفات عديدة منها استكمال خطة السيطرة على الحكم، عبر الإطاحة بالرئيس اليمني الحالي، واقتراح شخصية بديلة من أبناء محافظات جنوب البلاد، موالية لطهران، لم يفصح عنها.
ووفقاً للمصدر المطلع فإن قادة «الحوثي» اجتمعوا مع المسؤولين الإيرانيين في بيروت، واتفقوا على خارطة طريق تضمنت إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال الستة أشهر المقبلة، وتشكيل مجالس عسكرية في محافظات جنوب اليمن.
ولفت المصدر إلى أن طهران طمأنت «الحوثيين»، بشأن انفصال الجنوب، ووضعت ضمانات في هذا السياق، بناءً على حجم النفوذ الذي تتمتع به لدى قيادات من الحراك الجنوبي، منوهاً إلى أن طهران، قامت بإطلاق قناة جنوبية جديدة، تحمل اسم «صوت الجنوب»، وتبث من العاصمة البريطانية لندن.
وأوضح أن الخطة التي اتفق عليها مسؤولون إيرانيون وممثلون عن جماعة «أنصار الله»، شملت تعليمات إيرانية لـ«الحوثيين»، بتأدية دور فاعل في التنسيق والتواصل مع المجموعات الشيعية الموالية لطهران في المملكة العربية السعودية، كأحد أدوات الضغط القادمة للإيرانيين ضد الرياض، على حد تعبيره.
وفي وقت سابق من منتصف ديسمبر/كانون الأول الجاري كشفت مصادر مطلعة أن ميليشيات «الحوثيين» ينتزعون سلطات الدولة تدريجيا في اليمن، مؤكدة أن الرئيس «عبدربه منصور هادي» يعيش حالة من الإقامة الجبرية في قصره بصنعاء ولا يستطيع ممارسة مهامه الرئاسية على أرض الواقع.
وأكدت مصادر مطلعة «إن ميليشيات الحوثيين أصبحوا ينتزعون سلطات الدولة تدريجيا وبشكل يومي، يقيلون من يعينهم الرئيس «هادي» ويعينون من يريدون من أتباعهم في أهم المرافق السيادية والمواقع الحكومية والأمنية والعسكرية، ويرفضون قرارات الرئيس «هادي» ورئيس الحكومة ولا يستطيع أي من مسؤولي اتخاذ أي قرار إلا بعد مشاورتهم وأخذ الضوء الأخضر منهم».
كما أكد مصدر مقرب من الرئاسة اليمنية أن «الرئيس هادي في حكم الحبيس في قصره الرئاسي وتحت الإقامة الجبرية، لأنه لا يستطيع التحرك خارج المنطقة الرئاسية بالعاصمة صنعاء، حيث تسيطر ميليشيات الحوثيين على كل شبر فيها، كما أنه لا يستطيع مغادرة العاصمة صنعاء إلى مدن أخرى».
وأضاف أن «هادي اضطر قبل أكثر من ثلاثة أشهر إلى نقل طائرته الرئاسية من العاصمة صنعاء إلى مطار مدينة عدن، جنوبي اليمن، تفاديا لسيطرة المسلحين الحوثيين عليها، وأن كافة طاقم الطائرة الرئاسية مقيمون في عدن معها، في انتظار الفرج، حيث لا يستطيعون التحرك بها إلى أي مطار آخر داخل اليمن، إثر سيطرة المسلحين على أغلبها، فيما جميع الطرق البرية من صنعاء وإليها تحت سيطرة المسلحين الحوثيين».
وقد تمددت ميليشيات «الحوثيين» في مختلف المحافظات اليمنية منذ مطلع شهر سبتمبر/أيلول الماضي حيث تساقطت أمامهم أغلب المحافظات اليمنية في الشمال، إثر حصولهم على تسهيلات عسكرية وأمنية كبيرة من قوات الجيش والأمن الموالية لهم ولبقايا النظام السابق ويطمحون في الوقت الراهن إلى التوسع في اتجاه محافظات الجنوب السنية، حيث لا يوجد أي غطاء شعبي أو حاضنة اجتماعية ترحب بهم.