جريمة كراهية

الخميس 19 فبراير 2015 06:02 ص

فضحت الجريمة العنصرية التي ارتكبها المتطرف الأمريكي كريج ستيفن هيكس وراح ضحيتها ثلاثة طلاب عرب قرب جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل، ازدواجية المعايير الغربية والأمريكية في التعامل مع قضايا العرب والمسلمين خاصة من قبل وسائل الإعلام. فالصحافة الغربية تكون غائبة عمداً عندما يتعلق الأمر بجريمة يكون ضحاياها من العرب والمسلمين، بينما تستنفر كل طاقاتها حينما يكون الضحايا من غير العرب والمسلمين وتكيل جميع الاتهامات للإسلام والمسلمين ويلصقون بالدين الحنيف كل الأمور السيئة وجميع الجرائم الإرهابية وأعمال العنف، على الرغم من أن الإسلام يحض على نشر السلام والمحبة والتعايش بين البشر أجمعين، مهما كانت أعراقهم وألوانهم ومعتقداتهم، وينبذ الإرهاب وإراقة الدماء وترويع الآمنين وتهجيرهم.

سياسة الكيل بميكالين تطال حتى الحكومات الغربية، فهي تلتزم الصمت حيال قتل المسلمين والعرب، بينما تتأهب منذ اللحظة الأولى لوقوع أي جريمة تطال غربياً، وخير دليل على ذلك أنها تغض نظرها عن الجرائم اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال "الإسرائيلي" بحق الفلسطينيين، بينما تسرع إلى الإدانة والشجب ومن ثم محاربة أي جريمة أخرى تطال أحد الغربيين والأمثلة على ذلك كثيرة، ولا سيما حادث مجلة "شارل إيبدو" الفرنسية، على الرغم من أن الحدثين إرهابيين وتجرمهما كل الشرائع السماوية والقوانين الدولية.

ازدواجية المعايير في التعامل مع الظاهرة الإرهابية، التي لا مكان لها ولا دين ولا وطن، يُحتم على المجتمع الدولي التكاتف والمواجهة الشاملة لخطرها، بدلاً من المسارعة إلى اتهام الإسلام وإلصاق أي عمل إرهابي وشائن به، ما يساعد على تصاعد ظاهرة "الإسلاموفوبيا" وانتشار ظاهرة العداء للمسلمين فى الغرب وازدياد حالات الاعتداء عليهم بدوافع الكراهية وظهور حركات متطرفة ترفض وجودهم في المجتمعات الغربية، على الرغم من السنوات الطويلة التي قضوها في بلدان الاغتراب واكتسابهم جنسيات تلك الدول ومساهمتهم في تقدمها.

حادث نورث كارولينا، وأي اعتداء ضد أي مسلم أو الاعتداء على منشآت المسلمين الدينية والثقافية في الغرب لا يختلف عن الجرائم التي يرتكبها تنظيم "داعش"، وأي صمت عنها يحمل إدانة بالغة لكل من يدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، لأن المجرم الذي قتل الطلاب العرب تحركه دوافع عنصرية بغيضة مثل دوافع "داعش" الإرهابي الذي يدينه الإسلام وتعلن مراجعه الدينية جهاراً نهاراً براءة الدين الحنيف من جرائمه وسلوكاته الشاذة، وتمسك الغرب بسياسة الكيل بمكيالين حيال جرائم الكراهية والإرهابية والعنصرية ضد المسلمين سيزيد من انتشار مثل هذه الجرائم في الغرب.

على السلطات الأمريكية إذا كانت جادة فعلاً في لجم العنصرية والتطرف الديني وانتشار الكراهية في مجتمعها أن تقوم بتحقيق جدي وشفاف ومستقل في الحادث الإرهابي بدلاً من تجاهله ومحاولة التقليل من شأنه، والإشارة إلى أن خلافاً على موقف لسيارات هو الدافع وراء الجريمة، وهي حجة باطلة، مع تأكيد عوائل الضحايا أنهم يملكون موقفاً خاصاً لركن سيارتهم، فهذه الجريمة يبدو أنها أصبحت مثل كرة الثلج آخذة في التصاعد بقوة، وستصيب الكثيرين في طريقها، من دون أدنى شك، مع اشتعال وسائل التواصل الاجتماعي جراء تمسك الغرب بتهميش هذه الجريمة التي تعتبر جريمة كراهية بامتياز مع توفر معلومات مؤكدة على أن المجرم ينبذ الأديان ويكن عداءً شديداً للإسلام. 

المصدر | أحمد مصطفى علي | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية

أمريكا ضحايا تشابل هيل الجريمة العنصرية المتطرف الأمريكي كريج ستيفن هيكس ثلاثة طلاب عرب جامعة نورث كارولينا تشابل هيل ازدواجية المعايير الغرب العرب المسلمين

فيديو ضحية الكراهية في «تشابل هيل» أدمع عيناي قبل أن تقتلها يد الإرهاب الأمريكية

جريمة عنصرية ضد أسرة مسلمة في أمريكا

آلاف يشاركون في جنازة ثلاثة طلاب مسلمين قتلوا في نورث كارولاينا

«أردوغان» ينتقد صمت «أوباما» تجاة مقتل المسلمين الثلاثة في مجزرة «تشابل هيل»

«الإندبندنت» تستنكر تجاهل الإعلام الغربي مقتل 3 طلاب مسلمين في أمريكا

فيديو ضحية الكراهية في «تشابل هيل» أدمع عيناي قبل أن تقتلها يد الإرهاب الأمريكية