شقيق لجين الهذلول يطلب مساعدة ماريا كاري للإفراج عنها

الخميس 31 يناير 2019 02:01 ص

دعا "وليد الهذلول"، شقيق الناشطة السعودية المعتقلة "لجين الهذلول"، المغنية الأمريكية الشهيرة "ماريا كاري" أن تستخدم صوتها خلال حفلها الغنائي في المملكة المقرر اليوم الخميس؛ للمساعدة في الإفراج عن شقيقته المعتقلة منذ شهر مايو/أيار 2018.

جاء ذلك في مقال نشره "وليد الهذلول" في موقع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، الخميس، تحت عنوان "بينما تقبع شقيقتي في السجن بالسعودية، يمكن لـماريا كاري أن تستخدم صوتها لمساعدتها".

ووفق "سي إن إن" يتخذ شقيق الناشطة السعودية من مدينتي أونتاريو وتورنتو الكنديتين مقرا له.

ويشتكي أفراد عائلة "لجين" من تعرضها للتعذيب، بما في ذلك اعتداءات جنسية، وهو الأمر الذي تنفيه السلطات السعودية، حيث تؤكد أن لجين وغيرها من المدافعات عن حقوق المرأة متهمات بإجراء اتصالات مشبوهة بكيانات أجنبية.

وفى مقاله، كتب "الهذلول"، أن ليلة الخميس، ستقوم "ماريا كاري" ستقوم بالغناء على خشبة المسرح في السعودية، معتبرا أن "هذا الحفل الغنائي هو محاولة مثيرة للشفقة لإظهار أن البلاد (السعودية) أصبحت أكثر تسامحا تجاه المرأة".

وأضاف: "لكن هناك العديد من النساء اللاتي يعانين في السجون السعودية، لمجرد قيامهن بحملات من أجل تحسين معاملة النساء"، لافتا إلى أن عدد من تلك النساء المحتجزات تعرضن لتعذيب وحشي واعتداءات جنسية وكانت شقيقته واحدة منهن.

وتابع: "بصفتي من محبي أعمال كاري، أود أن أراها تطالب بإطلاق سراح شقيقتي وهي على خشبة المسرح".

ونوه شقيق الناشطة المعتقلة إلى أنه بعد ثمانية أشهر الصلاة والدعاء لكي يتم إطلاق سراحها، لم يكن أمامه سوي أن يكتب هذا المقال ليروي قصتها".

وأردف: "لست كاتبا ولم أكتب مقالة كهذه من قبل، لكن شقيقتي ليس مكانها هو السجن، وأشعر أنني مدين لها برفع صوتها".

ووصف "وليد الهذلول" شقيقته بأنها "بطلة من أبطال حقوق المرأة في السعودية"، وكانت تركز غالبية نشاطها على وصاية الذكور وحق المرأة في القيادة والعنف المنزلي.

واستطرد أن "لجين عملت مع نساء مستضعفات سعوديات لإيجاد حلول لهن، وحتى لا نري حالات مثل رهف القنون وهي فتاة في الثامنة عشرة من عمرها طلبت اللجوء مؤخرا إلى كندا".

ومضي قائلا إن حلم شقيقته كان يتمثل في أن "تتمكن تلك الضحايا من العثور على الأمان دون الاضطرار إلى الفرا ر من المملكة".

وأوضح أن "لجين" كانت في طور إنشاء مأوي للعنف المنزلي تحت اسم "آمنة"، قائلا: "نحن نعلم أن هذا الملجأ كان أحد الأسباب الرئيسة لاعتقالها".

وذكر أنه بعد شهر واحد من إلقاء القبض على "لجين"، اتصلت به من رقم تم حجبه، وأبلغته أنها محتجزه في فندق بجدة وليس في سجن تقليدي.

ووفق "وليد الهذلول"، فخلال محادثتهما معا، قالت "لجين" إنها بمجرد خروجها من السجن سوف تبحث معه عن فتاة أحلامه (تزويجه)، ورد عليها: "دعينا أولا نركز على إخراجك ومن ثم التفكير في الحب والرومانسية ".

وعقب "وليد" قائلا: "لديها قلب كبير، وكانت تهتم بالآخرين أكثر مما تهتم بنفسها.. في ذلك الوقت لم نكن نعرف أنها تتعرض لتعذيب منتظم وممنهج، ورغم كل الآلام التي مرت بها جسديا ونفسيا، مازالت تفكر فقط في الآخرين".

وتابع: "يحزنني انها كانت تخفي ألمها عنا. وفى كل مرة سألتها عن قضيتها كانت تجيب أنها لا تستطيع الجواب، ويبدو أنه هناك دائما شخص ما يراقب عن كثب ويخبرها بما يمكنها او لا يمكنها قوله". 

وأردف، شقيق الناشطة السعودية، أنه في الآونة الأخيرة، تمكن والديه من زيارته في السجن، وبدأت تتحدث كيف أن محتجزيها أخذوها من سجن ذهبان في منتصف الليل إلى ما يعرف باسم الفندق ووصفته بأنه "قصر الرعب" ويقع على بعد 10 دقائق من السجن.

ونقل عنها قولها إنها أخذت معصوبة العينين، ووضعت في صندوق السيارة وهي طريقها إلى مكان سري، حيث كانت جلسات التعذيب تحدث عادة في الطابق السفلي من هذا القصر (قبو).

وأضاف أنه عندما يفكر فيما يجري في هذا القبو يشعر بالغثيان، فشقيقته قالت إنها تعرضت للجلد والصعق والتحرش على نحو متكرر، وأن هناك أحيانا رجال ملثمين يوقظونها في منتصف الليل ويصرخوا بوجها بتهديدات لا يمكن تصورها.

وبحسب شقيقها، فإن "لجين" أكدت أن هذا النوع من المعاملة هو الذي يشرف عليه "سعود القحطاني"، وهو أحد كبار مستشاري ولي العهد "محمد بن سلمان"، متسائلا" "أليس ذلك تعريفا للدولة المارقة؟".

وجنبا إلى جنب مع أشكال التعذيب الجسدي المتعددة، وصفت "لجين" -وفقا لما ذكره شقيقها- كيف أنه يجب عليها أن تتحمل استجوابات مرعبة، حيث قال لها أحد المحققين إنه "سوف يغتصبها إذا لم تتزوجه ".

وقالت لجين إنه خلال التحقيقات عرض عليها فرصة للعمل مع السلطات، بغرض الإيقاع وملاحقة السعوديات الموجودات في المنفي واحضارهن إلى السعودية، وهي بالطبع رفضت هذا العرض، ما أدي إلى زيادة إساءة معاملتها.

وقال "وليد الهذلول": "ما يحيرني أن السعودية حريصة على الترويج لنفسها كبلد مصلح، ولكن في الوقت ذاته يتم سجن الإصلاحي السعودي الحقيقي ويقبع خلف القضبان".

وقال إن عمل "لجين" وقيمها، يجب أن يجعلها ملصق دعائي في حملة ولي العهد لتحديث المملكة مردفا: "لقد تصورت لجين دائما الدولة السعودية التي تتمتع النساء فيها بحقوق أساسية ويمكننهن العيش بدون خوف، فلجين ليست خائنة إنها وطنية".

وأوضح أنه عندما انتقل للدراسة بكندا، كان يحصي الأيام حتى ينتهي من الدراسة حتى يتمكن من العودة إلى وطنه والمساهمة فيما يسمي 2030، وأنه كان متحمسا جدا لذلك، وعندما كان يسأله أساتذته وأصدقائه عن ماذا سيفعل بعد التخرج، كان يرد على الفور بأنه سيعود إلى السعودية ويساعد في جعل المملكة بمكانة أفضل.

وأكد أنه بعد كل ما حدث، أصبح يشعر بسذاجة لإيمانه بهذه الأوهام، خاصة بعد مقتل "جمال خاشقجي، ولم يكن يعرف أنه رحلته إلى تورنتو ستكون رحلة في اتجاه واحد، حيث تم وضعه هو وعائلته على قائمة المنع من السفر.

وتابع: "أظل أسأل نفسي إذا كنت سأتمكن من رؤية عائلة أو بلدي مرة أخرى".

وأضاف أن المملكة تدعي أنها دولة تحترم سيادة القانون، وأنه يسأل لماذا تخضع عائلته لحظر من السفر، دون أي سند قانوني، حيث لم تصدر المحكمة أي أمر بإلزام أسرته بحظر السفر، على حد قوله.

وتابع: "إذا أردنا حقا أن تنجح رؤية 2030، وأن تجلب استثمارا أجنبيا جديد، فإن الناس بحاجة إلى الشعور بالارتياح تجاه سيادة القانون وليس الارتياب".

وقال شقيق "لجين" إن شقيقته لا تستحق أن تكون في السجن، ولكنه يشعر بالموت عندما يفكر في بقائها بالسجن وعدم قدرته على فعل شي حيال ذلك، والوقوف مكتوف الايدي ومشاهدة معاناتها.

وأكد أنه صمت لمدة ثمانية أشهر، ومع ذلك جميع الأبواب لاتزال مغلقة أمامه، ولا يوجد أي علامة على التقدم في حالة شقيقته، وكل ما يريده هو رؤيتها حرة.

وختم قائلا: "والآن بعد أن أخبرتك قصة شقيقتي، هل ستدعو ماريا كاري لإطلاق سراحها على خشبة المسرح، هل سيسمع صوتي؟".

وتأتي مقالة شقيق "لجين" بعد أيام من مطالبة شقيقتها "علياء"، المغنية الأمريكية العالمية أيضا بالحديث عن قضية "لجين" على خشبة المسرح عندما تأتي للغناء في السعودية، معتبرة أن "ماريا كاري" يجب أن تشكر "لجين" لأنها (الأخيرة) سبب وجودها في السعودية للغناء، بعد أن نشطت في مجال المطالبة بالانفتاح في المملكة، والحصول على حقوق المرأة.

 

 

المصدر | سي إن إن

  كلمات مفتاحية

السعودية لجين الهذلول وليد الهذلول ماريا كاري ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سعود القحطاني تحرش اعتداءات جنسية