نشر تنظيم «الدولة الإسلامية» صورا على الإنترنت قال إنها التقطت في مدينة تدمر الأثرية بوسط سوريا بدت فيها الآثار سليمة بعد انتزاع مقاتليه السيطرة على المدينة من قوات النظام السوري.
ولم يتسن التحقق على نحو مستقل من صحة الصور التي بثتها منتديات جهادية إلكترونية تابعة للفرع الإعلامي للتنظيم.
ونفى نشطاء على اتصال بأشخاص داخل المدينة أيضا أن تكون أضرار قد لحقت بالمدينة وهي من مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة «الأمم المتحدة» للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) منذ سيطرة التنظيم عليها.
وقد عبر مدير عام الآثار السورية عن مخاوف من أن تدمر «الدولة الإسلامية» المدينة الأثرية التي توجد فيها أطلال رومانية شهيرة من بينها معابد وصفوف أعمدة ومدرج مسرحي.
«الدولة الإسلامية» يسيطر على منجمي فوسفات قرب تدمر
في هذه الأثناء، نشرت صحيفة «الديلي تليغراف» البريطانية تقريرا، أكدت فيه أن سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» على منجمي فوسفات في تخوم تدمر، يعتبر أمرا محوريا يغير من موازين القوة في الصراع الجاري في المنطقة، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تشكل ضربة قوية لنظام «بشار الأسد»، حيث تمنعه من آخر مصدر رئيسي للدخل.
وأكدت الصحيفة في تقريرها الذي نشرته اليوم الخميس، أن الصور التي نشرها مقاتلو التنظيم من منجم خنيفس للفوسفات الذي يقع على بعد 65 كيلومترا جنوب تدمر، تبين أنه سيطر على مصدر جديد للدخل يدر ملايين الدولارات سنويا.
وأضافت أن التنظيم لن يكون قادرا في الغالب على الاستفادة من الفوسفات الموجود، إلا أن الأمر الأهم بالنسبة له هو منع النظام من الحصول على أي عائدات منه، في ظل انهيار الميزانية وتدهور العائدات.
ونقل التقرير عن موقع «التقرير السوري» الذي يصدر نشرة اقتصادية أسبوعية قوله، إن «المنجم كان أحد أواخر مصادر الدخل للنظام السوري، إلى جانب بعض حقول النفط القليلة الأخرى.
وأضاف أن صادرات الفوسفات على وجه الخصوص هي مصدر الدخل الوحيد للنظام الذي تزايد خلال الربع الأول من العام الجاري، حيث وصلت عائداته إلى نحو 35 مليون دولار، مقارنة بـ18 مليون دولار فقط خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.
وقال الصحفية، إن التنظيم يتوغل في حمص بالفعل بعدما استولى على تدمر، حيث يبدو أن القيادات تركز على ضرب قلب النظام الاقتصادي، وعلى وجه الخصوص ما تبقى له من مناجم وحقول نفط، بعدما خسر أغلب حقول النفط الكبرى في عام 2013.
وأضافت: «أن السيطرة على بعض الآبار الأخرى سمحت للنظام بالاستمرار والحصول على الوقود اللازم لتوليد الطاقة الكهربائية اللازمة للمدن التي يسيطر عليها، خاصة دمشق واللاذقية، لكن تقدم «الدولة الإسلامية أخيرا يهدد استمرار ذلك».
وتمكن تنظيم «الدولة الإسلامية» من السيطرة بالكامل على مدينة تدمر في ريف حمص، بعد معارك مع قوات نظام «الأسد» دامت لنحو أسبوع.
وتمكن التنظيم من إحكام سيطرته على سجن تدمر وفرع البادية ومستشفى تدمر الوطني ومطارها، وسط أنباء عن مقتل وإصابة عشرات من جيش النظام السوري، وانسحاب قواته باتجاه مدينة الفرقلس غربي تدمر.
وكان التنظيم شن في 13 مايو/أيار الحالي هجوما على تدمر، التي تتمتع بموقع جغرافي إستراتيجي بالنسبة له، إذ تفتح له الطريق نحو البادية المتصلة بمحافظة الأنبار العراقية، كما تحتل أهمية من الناحية الدعائية، كونها محط أنظار العالم بسبب آثارها المدرجة على لائحة التراث العالمي.