بعد تقارير العمل القسري لمسلمي الإيجور.. ماركات عالمية تقاطع القطن الصيني

الخميس 25 مارس 2021 07:15 م

بعد "أتش أند أم"، انضمت "نايكي" و"أديداس" و"يونيكلو"، الخميس، إلى مجموعة ماركات عالمية تواجه حملة صينية شرسة بسبب مقاطعتها القطن الذي تنتجه شينجيانج على خلفية مزاعم فرض "العمل القسري" على مسلمي الإيجور.

وشكل إقليم شينجيانج في شمال غرب الصين هدفا دائما لهجمات ضد المدنيين نسبت إلى انفصاليين أو متشددين من الإيجور. وتفرض بكين منذ سنوات مراقبة مشددة من الشرطة.

وبينت دراسات نشرتها معاهد أمريكية وأسترالية أن ما لا يقل عن مليون شخص من مسلمي الإيجور أدخلوا "معسكرات" وفُرض على بعضهم "العمل القسري"، خصوصا في حقول القطن في المنطقة.

وتعتبر الصين أن هذه التقارير مليئة بـ"الأكاذيب" مؤكدة أن هذه "المعسكرات" هي "مراكز للتدريب المهني" ترمي إلى مساعدة السكان على إيجاد وظائف وإبعادهم تاليا من التطرف.

وبعد نشر دراسات عن "العمل القسري"، تعهدت شركات عدة للألبسة الجاهزة بينها السويدية "أتش أند أم" والأمريكية "نايكي" واليابانية "يونيكلو" في بيانات أصدرتها العام الماضي مقاطعة القطن المنتج في شينجيانج.

وتستحوذ المنطقة على ما يقرب من خُمس إنتاج القطن العالمي وتزود مجموعات عملاقة في مجال الألبسة بمنتجاتها.

وعادت بيانات هذه الشركات للظهور هذا الأسبوع عبر شبكة "ويبو" الاجتماعية الصينية، ما أثار جدلا أججه، الإثنين، فرض الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا عقوبات على الصين مرتبطة بطريقة معاملتها الأيغور.

وردت بكين من خلال فرض عقوبات على شخصيات وهيئات أوروبية.

"أنتم حالمون!"

وكانت "أتش أند أم" أولى الشركات المستهدفة مع سحب منتجاتها، الأربعاء، من كبرى مواقع التجارة الإلكترونية الصينية، فيما لا تزال متاجرها مفتوحة.

واستعر الجدل الخميس مع إعلان ممثلين ومغنين صينيين قطع صلاتهم بـ"نايكي" و"أديداس" و"يونيكلو" و"كونفرس" و"كالفين كلاين"، بعدما كانوا سفراء لعلاماتهم التجارية.

ومن بين هؤلاء، قطعت الممثلة المعروفة، "تان سونجيون"، علاقتها مع "نايكي" بحجة أن "مصالح البلاد تسمو على ما عداها"، مبدية "معارضتها الشديدة لكل الخطوات الخبيئة الرامية إلى تشويه سمعة" الصين.

وكانت رابطة الشباب الشيوعي التابعة للحزب الحاكم قد أطلقت الحملة ضد هذه الشركات عبر "ويبو"، في مؤشر إلى تدخل حكومي محتمل.

وكتبت "تان سونجيون" "تريدون نشر شائعات ومقاطعة قطن شينجيانج، مع الأمل بأن تكسبوا المال في الصين؟ أنتم حالمون!".

وقال الصيني ليو شيانغيو لوكالة فرانس برس، الخميس، من أمام متجر لمجموعة "أتش أند أم" السويدية، "اشتريت ملابس من ماركة +أتش أند أم+ قبل أيام. لكن فور عودتي إلى المنزل سأرميها".

"زارا" قريبا؟

وردا على سؤال عن دور بكين في هذا الجدل، نفت وزارة الخارجية الصينية أي مسؤولية لها.

وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية، "هوا تشونيينج"، خلال تصريحات للصحفيين إن "السوق الصينية هي كما تعرفونها. لسنا بحاجة للقيام بحملات تهويل".

لكنها أشارت إلى أن "الأمر المؤكد هو أن الصينيين لن يسمحوا على الأرجح للأجانب بالإفادة من خيرات الصين مع انتقادها في الوقت عينه".

وكان معهد "أسبي" الممول من السلطات الأسترالية وجهات أجنبية خصوصا أمريكية، اتهم "أتش أند أم" العام الماضي بأنها تزودت العام الماضي من إنتاج عمّال إيجور آتين من "معسكرات إعادة التأهيل".

ويمثل الإيجور، وهم مسلمون بأغلبهم ويتكلمون لغة من عائلة اللغات التركية، حوالى نصف سكان شينجيانج البالغ عددهم 25 مليون نسمة.

وقالت "أتش أند أم" بفرعها الصيني الأربعاء إنها لا تتبنى "أي موقف سياسي". كما أن بيان المجموعة السويدية الصادر العام الماضي لم يكن مرئيا على موقعها الإلكترونية الخميس، ما يؤشر إلى احتمال سحبه.

ولم ترد "نايكي" على الفور على طلب وكالة فرانس برس للحصول على تعليقها في الموضوع، بحسب الوكالة.

وجرى التداول الخميس عبر "ويبو" بأسماء لعلامات تجارية أخرى اتخذت مواقف مشابهة في موضوع القطن المتأتي من شينجيانج، بينها "زارا" و"غاب" و"نيو بالانس" و"فيلا"، ما يشي بإمكان أن تطاولها الحملة أيضا.

المصدر | أ ف ب

  كلمات مفتاحية

الإيجور مسلمين العمل القسري الصين

فيسبوك يعلن حظر قراصنة صينيين استهدفوا الإيجور

آباء وأمهات إيجوريون: مزقوا شملنا وفرقونا عن أبنائنا

العفو الدولية: الصين تفصل مسلمي الإيجور قسرا عن أطفالهم

بينهم برلمانيون.. عقوبات صينية على شخصيات وكيانات بريطانية بسبب الإيجور

بسبب التعقيم القسري وحظر الإنجاب.. تراجع حاد في معدل مواليد مسلمي الإيجور

لتقصي وضع الإيجور.. الأمم المتحدة تفاوض الصين على دخول شينجيانج