في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2018، تلقت "شيماء عفيفي" زوجة الناشط السياسي المصري البارز "مصطفى النجار"، اتصالا هاتفيا من مجهول، أبلغها باعتقال زوجها من مدينة أسوان (جنوبي البلاد)، وتواجده في معسكر قوات الأمن في الشلال.
وتروي "شيماء"، أنه قبل ذلك بأيام، تحدث لها "النجار"، وهو معارض للسلطات الحالية، وكان مطلوبا على ذمة قضية "إهانة القضاء"، بأنه في أسوان، مشيرة إلى أنها كانت المرة الأخيرة التي تسمع فيها صوته، أو تعرف مكانه.
ومع مرور 1000 يوم على اختفاء "النجار"، لا يزال الأمل لدى "شيماء" في ظهور زوجها، أو على الأقل ظهور جثته، في ظل تردد أنباء عن مقتله، خاصة في ظل ترويج روايات إعلامية أنه قُتل أثناء محاولته مغادرة البلاد، لتجنّب السجن.
وكان الناشط المعتقل الآن "زياد العليمي" وهو صديق "النجار"، توقع في تصريحات إعلامية سابقة، إنه "على الأغلب أن النجار تمت تصفيته على الحدود المصرية السودانية، أثناء محاولة هروبه من البلاد خوفا من بطش النظام العسكري، وذلك قبل أيام من الحكم عليه".
وعلى الرغم من هذه الرواية، ومرور 1000 يوم على الاختفاء، لا تزال أسرة "النجار" تتابع البلاغات التي حرّرتها للنيابة العامة المصرية، والسلطات المعنية، ومطالب تتبع رقم هاتفه، ونتائج استغاثتهم بالرئيس "عبدالفتاح السيسي" للكشف عن مصيره.
وتستند أسرة "النجار"، إلى سجل السلطات المصرية، في إخفاء معارضيها، لسنوات طويلة.
ووثقت منظمة حقوقية دولية من بينها "هيومن رايتس ووتش"، أن قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية وجهاز الأمن الوطني أخفوا معارضين قسرا واعتقلوهم تعسفيا وعذبوهم.
ووصل عدد المخفیین قسریاً في مصر خلال 7 سنوات من حكم "السيسي"، إلى 11224 حالة، فضلاً عن قتل 59 مخفيا قسرا خارج نطاق القانون من قبل الدولة بعد ادعاء تبادل إطلاق نار وإعلان مقتلهم على الرغم من توثيق اختفائهم السابق لهذا الإعلان.
وفي ذكرى مرور 1000 يوم على اختفاء "النجار"، تذكره ناشطون مصريون بوسم حمل تساؤلا عن مصيره، تحت عنوان: "مصطفى النجار فين"؟
وتفاعل ناشطون ومنظمات حقوقية مع الوسم، مطالبين بكشف مصير "النجار"، الذي لم تكشف السلطات المصرية عنه، واكتفت بالقول في أكثر من مناسبة أنه "هارب" ولا تعرف شيئا عنه.
من يضع نهاية لهذا اللغز ومن ياتي بالامل . يارب https://t.co/E8yfFq81kF
— Ibrahim Abdel Meguid (@ibmeguid) June 25, 2021
شقيقة الدكتور مصطفى النجار:
— صوت الزنزانة (@ZenzanaVoice) June 25, 2021
مصطفى بيكمل ألف يوم غايب عن حياته وبيته من بعد اخرمكالمة جاتلنا انه اتقبض عليه
ألف يوم مصطفى منعرفش عنه حاجة
ألف يوم مصطفى غايب عن امه ومراته وولاده
ألف يوم منعرفش عدوا علي مصطفى ازاى ولاحاله ايه#۱۰۰۰يوم_مصطفى_النجار_فين#مصطفى_النجار_فين pic.twitter.com/5hloNMJI1c
#مصطفى_النجار_فين
— الشاعر عبدالرحمن يوسف (@arahmanyusuf) June 24, 2021
1000يوم من الإخفاء القسري pic.twitter.com/2dbg1pTvmL
❌ 1000 يوم
— Haytham Abokhalil هيثم أبوخليل (@haythamabokhal1) June 25, 2021
والدكتور مصطفى النجار
مختفي قسرياً...!
هل نبحث عن إبرة في كوم قش؟
أم المفروض إننا نعيش في دولة
تكشف عن مكان تواجده أو علي الأقل مصيره؟!#مصطفى_النجار_فين #مصطفى_النجار pic.twitter.com/6VHhaMkpQU
مصطفى النجار الذي حمل بيديه الزهور وحمل على كتفيه حلم التغيير والحياة الكريمة لكل مصري .. مصطفى النجار الطبيب والمدون والسياسي والبرلماني .. مصطفى النجار الإنسان كم من مظلوم انتصر له وكم من ضعيف سانده وكم من مكسور جبر كسره .. pic.twitter.com/eHR7eD8vou
— Mohamed Goda (@imohamedgoda) June 25, 2021
1000 يوم مرت على إختفاء الدكتور مصطفى النجار من اكتر المواضيع الصعبة على مصطفى - أو أي واحد مختفي قسريا- هي معاناته وتفكيره ف اهله وهل هما عارفين انا فين ولا لا ؟ ومعاناة وتفكير وحسرة اهله عليه وهما ميعرفوش ابنهم فين ولا حالته ازاي !؟ #مصطفى_النجار_فين pic.twitter.com/MYOdqzuA7q
— ثورة شعب (@ThawretShaaab) June 25, 2021
اليوم 25 يونيو، يتم الناشط السياسي والبرلماني السابق، وأحد مؤسسي حزب العدل المصري، الدكتور مصطفى النجار، 1000 يوم في المجهول، منذ إخفائه قسرياً في 28 سبتمبر 2018
— صوت الزنزانة (@ZenzanaVoice) June 25, 2021
أبنائه في #يوم_الاب_العالمي "وحشتنا أوي يا بابا" #مصطفى_النجار_فين pic.twitter.com/7DNft3OR6C
أكثر من 1000 يوم على اختفاء #مصطفي_النجار اتخذت خلالها الأسرة كل الإجراءات من تليغراف للنائب العام، حتى دعوى بمجلس الدولة لإلزام الداخلية بالإفصاح عن مكانه
— أوقفوا الاختفاء القسري (@StopForceDisap) June 25, 2021
إلا أنه وحتى اللحظة ترفض الداخلية الإفصاح عن مكانه أو الإدلاء بأي معلومات تساعد في إجلاء مصيره.#اوقفوا_الاختفاء_القسري pic.twitter.com/FXiFed0phx
#مصطفى_النجار_فين pic.twitter.com/KY8jofOB18
— Dr. Jala 🇱🇧🇵🇸 (@jala_leb) June 25, 2021
و"النجار"، طبيب أسنان وناشط سياسي ومدون وبرلماني سابق، وأحد مؤسسي حزب العدل.
أسّس بعد ثورة يناير/كانون الثاني 2011، حزبه مع عدد من شباب الثورة، وهو أول حزب شبابي مصري.
وكان "النجار" منسقاً لـ"شبكة صحفيون ومدونون عرب من أجل حقوق الإنسان"، وهي شبكة حقوقية عربية مقرها بيروت، وأحد مؤسسي "الجمعية الوطنية للتغيير" وواحد من رموزها الشابة قبل الثورة.
وتولى أيضا منصب منسق "الحملة الشعبية لدعم (محمد) البرادعي ومطالب التغيير" قبل الثورة.
كما كان رمزا شبابيا أيام الثورة المصرية في 2011، وعضوا بارزا في ائتلاف شباب الثورة.
وقبيل اختفاء "النجار"، كان النظام العسكري الحاكم، قد وجه له تهمة "إهانة القضاء"، على خلفية حديث له بالبرلمان عام 2012، عن تبرئة القضاء لرموز نظام "حسني مبارك" من تهم قتل الثوار عام 2011.
ولاحقا، حكم عليه بثلاث سنوات غيابيا، وهي ذات القضية التي تمت محاكمة الرئيس الراحل "محمد مرسي" وآخرين فيها.