أساليب التعذيب التي يتبعها «الشاباك» الإسرائيلي في التحقيق

السبت 2 يناير 2016 01:01 ص

قلما سمعنا فيما مضى عن تقرير إسرائيلي موسع نشرته وسائل إعلام اسرائيلية خاصة المحسوبة على اليمين أو يمين الوسط يتحدث عن أساليب التحقيق التي يتبعها جهاز «الشاباك» ضد الفلسطينيين بل كانت هذه النقطة ضمن مساحة المرغوب والمسكوت عنه إسرائيليا لأنه ببساطة يستهدف «المخربين الفلسطينيين" حسب التسمية الاسرائيلية.

لكن مؤخرا وبعد احتجاجات الإرهابيين اليهود المشتبهين بتنفيذ جريمة قتل وحرق عائلة «دوابشة في قرية دوما على ما أسمته عائلاتهم بالتعذيب والتنكيل الذي يتعرضون له على يد محققي «الشاباك»، نشر موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني الناطق بالعبرية تقرير تناول فيه بعض أساليب التعذيب التي يعتمدها «الشاباك» خلال التحقيق جاء فيه: تهدف التحقيقات الجارية هذه الايام الى احباط عمليات ارهابية مستقبلية ونتبع خلال التحقيقات الاساليب الملائمة لتحقيق هذه الغاية.

بهذه الجملة اعترف جهاز «الشاباك» ولأول مرة أنه يحقق مع الإرهابيين اليهود بصفتهم «قنبلة موقوتة» حسب تعريفات وتصنيفات «الشاباك» للخاضعين للتحقيق لديه وهو وصف يتيح استخدام أساليب تعذيب قوية.

ادعى محامو الإرهابيين اليهود المشتبهين باركاب جريمة دوما خلال الشهر الماضي أكثر من مرة أن محقيي «الشاباك» يمارسون التعذيب ضد موكليهم ومع ذلك نشر خلال الأيام الماضية بيانات غير مألوفة أوضحت اهمية التحقيق في جريمة دوما، نافية بعض الادعاءات حول استخدام بعض طرق التحقيق ضد موكليهم.

وفي هذا السياق، أصدر «الشاباك» بيانا أوضح فيه أن معتقلي دوما، لم يتعرضوا للتحقيق أو المضايقة الجنسية ولم تمس أعضاؤهم الحساسة ولم يتم استخدام ما يعرف في «الشاباك» باسم «سرير بروكرستيان» المقصود به (إحداث الملائمة بالعنف) وهو أسلوب أخذ من أسطورة يونانية تتحدث عن لص كان يغير شكل ضحاياه ليتناسبوا مع سريره سواء من خلال تمديدهم، سحب جسدهم إذا كان أقصر من السرير أو قطع أرجلهم إذا كانوا أطول منه وهو أسلوب تعذيب غاية في العنف والقسوة، نافيا أن يكون محققيه قد وجهوا للمشتبه بهم الركلات أو بصقوا عليهم أو استخدموا الكهرباء في تعذيبهم.

قال مصدر أمني رفيع إن قسم التحقيق في جهاز «الشاباك» حصل قبل 10 أيام على إذن خاص يتيح له استخدام أساليب تحقيق كانت حتى الآن حكرا على المعتقلين الفلسطينيين دون غيرهم ولم تستخدم ضد أي معتقل آخر غير فلسطيني وذلك بعد أن اتضح لجهاز «الشاباك» أن شركاء الإرهابيين اليهود المتهمين بجريمة دوما، ممن لم يتم اعتقالهم حتى الآن يستعدون لتنفيذ عمليات إرهابية اخرى.

ويتيح إجراء «القنبلة الموقوتة» للمحققين استخدام أساليب ووسائل تحقيق متطرفه، بشرط أن يكون الهدف من التحقيق منع وإحباط عملية إرهابية في طريقها للتنفيذ لكن من المحظور على المحققين استخدام أساليب متطرفه، إذا كان هدف التحقيق حل لغز عمليات سابقة حسب تعبير الموقع الإلكتروني صاحب التقرير.

يمكن لتقارير منظمات حقوق الإنسان والالتماسات التي سبق أن قدمته هذه المنظمات للمحكمة العليا الإسرائيلية أن تلقي بعض الضوء على زاوية التعذيب المظلمة وتفضح بعض أساليب التعذيب التي يمارسها محققو جهاز «الشاباك» ضد «المهتمين اليهود» حسب تصميم الموقع الإلكتروني على حصر تقريره بالتعذيب المزعوم ضد «الارهابيين اليهود» مستثنيا الفلسطينيين إلا من زاوية المقارنة والمفاضلة أو من باب النموذج الذي يستخدمه التقرير للقياس عليه وتوقع ما يحدث للمعتقلين اليهود من خلال هذا النموذج وليس من باب فضح أو إدانة التعذيب الممارس ضد المعتقلين الفلسطينيين الذين يخضعون للتحقيق في أقبية جهاز «الشاباك منذ بدايات الاحتلال وحتى اليوم».

واستعان التقرير الصحفي بتقرير صدر عام 2010 عن منظمة «بتسيلم» الحقوقية الإسرائيلية والتي استندت في إعداده على شهادات موثوقة ومسجلة أدلى بها 121 معتقلا فلسطينيا صنف «الشاباك» بعضهم على أنهم «قنبلة موقوته» وبالتالي أخضعهم لأقسى أساليب التحقيق ومنها:

قيود "كلبشات" وحبال

حسب تقرير «بتسيلم» يتم تقييد المعتقلين الفلسطينيين وربطهم على كرسي يمنعهم من الحركة ولو بحدها الادنى.

محامو الإرهابيين اليهود يدعون أن موكليهم تعرضوا لهذا الأسلوب حيث تم ربطهم بالكرسي أو إلى سرير بواسطة قيود كلبشات وحبال.

وادعى الإرهابيون اليهود، أن محققي «الشاباك» أجلسوهم في بعض المرات على كرسي دون مسند ظهر، فيما قيدوا أيديهم خلف ظهورهم وكان الكرسي مائلا بزاوية 45 درجة ما يجبر الجالس عليه على استخدام عضلات البطن لمنع سقوطه أرضا.

وتحدث 13 فلسطينيا من مجموع المعتقلين الـ 12 الذين اعتمد عليهم تقرير «بتسليم» الذي استخدمه الموقع الإلكتروني للادعاء على «الشاباك» بممارسة ذات الأساليب ضد اليهود دون أن يدين التقرير استخدام هذه الأساليب ضد الفلسطينيين ولو بحرف واحد عن منعهم من النوم لفترة زادت عن 24 ساعة فيما قال بعض المعتقلين الفلسطينيين إنهم خضعوا للتحقيق المتواصل والمستمر لعدة أيام دون توقف باستثناء بعض الوقفات القصيرة للنوم.

وتحدث المعتقلون الفلسطينيون وفقا لتقرير «بتسيلم» عن شروط احتجازهم داخل زنازين التحقيق وفي غرفة التحقيق بطريقة تمنعهم من النوم حتى وأن لم يقم المحققون بمنعهم بشكل مباشر (أي احتجازهم في أوضاع لا يمكن أن تسمح لهم بالنوم).

الحرمان من الضوء

وفقا لتقرير «بتسيلم» 2010 يتم احتجاز المعتقلين داخل زنازين ضيقة جدا بحيث تحتل الفرشة تقريبا كامل مساحة الزنزانة التي لا يوجد فيها أية شبابيك لا يوجد أي وسيلة لمعرفة الليل من النهار فيها حيث يتم ضخ أوكسجين صناعي فيها فقط.

فيما قال ربع المعتقلين الفلسطينيين إان هواء باردا جدا أو ساخنا جدا تم ضخه لهذه الزنازين التي يبقى ضوء الكهرباء فيها مضاء على مدى 24 ساعة في اليوم ما سبب للمعتقلين الألم في العيون وصعوبات في الرؤيا.

سجن عكا

يدعي الإرهابيون اليهود تعرضهم لأسلوب يطلق عليه «الشاباك» اسم سجن عكا، حيث يضعهم داخل زنزانة بصحبة بعض عملاء «الشاباك» (العصافير).

بعد فترة قصيرة تفتعل العصافير، شجارا داخل الزنزانة حيث تقول العصافير، للمعتقل إنه سيتعرض للضرب والقتل إذا لم يخبرهم بمعلومات سرية وأن يعترف بعمليات نفذها او لم ينفذها تثبت أنه ليس عميلا لـ«الشاباك»، وإذا لم يعترف يتعرض للضرب من قبلهم.

موسيقى تصم الآذان

تحدث تقرير «بتسيلم» عن أساليب تعذيب أخرى يقع ضمن إجراء «القنبلة الموقوته» تتضمن تعريضهم لموسيقى شديدة الصخب تصم آذانهم إضافة لسياسة العزل ومنع الاجتماع بالمحامين لفترة غير محددة وتعرضيهم لمصادر «برد" أو «حر" متطرفة جدا وكذلك التعذيب بطريقة «الهز» الشديد التي سبق وأن جبت حياة معتقلين فلسطينيين قضوا نتيجة تعرضهم للتعذيب «بالهز» الشديد.

رسميا ألغي التعذيب في (إسرائيل) عام 1999 بعد قرار أصدرته المحكمة العليا لكن وفي حالات وجود معتقلين يصنفهم «الشاباك على أنهم «قنبلة موقوته" والمقصود هنا أن هؤلاء المعتقلين يحتفظون بمعلومات عن عملية «إرهابية» في طريقها للتنفيذ تقرر السماح لمحققي «الشاباك» باستخدام أسلوب «الهز» أثناء التحقيق واستخدام وسائل للممارسة ضغوط جسدية «معتدلة» .

وفي هذه الحالة يجري محقق «الشاباك» مشاورات مع رئيس القسم أو الدائرة التي يتبع لها وبعدها يسمح له باستخدام أساليب تعذيب جسدي خاصة بما في ذلك «الهز» على ان يتم رفع تقرير في ذلك للمستشار القضائي للحكومة حتى يمنح للمحقق الذي يستخدم «الهز» حصانة ويعفيه من إمكانية المحاكمة أو المحاسبة.

أساليب تعذيب تستخدم ضد الفلسطينيين

قبل عشرة أعوم نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت تقريرا عن أساليب التعذيب بما في ذلك «الهز» وتناولت قرار المحكمة العليا الذي درس بعض اساليب التعذيب المستخدمة ضمن إجراء «القنبلة الموقوتة» وألغى بعضها لكن فعليا ومن باب الالتفاف على قرار المحكمة تم نقل هذه الأساليب إلى جهات ومصطلحات أخرى مثل «التحقيق العسكري» وفقا لشهادات المعتقلين الفلسطينيين ويشمل هذا التحقيق مجموعة من أساليب التعذيب منها:

1- سجدة الضفدع: يقوم المحققون بتقييد يدي ورجلي المعتقل إلى الخلف ويجلسونه على رؤوس اصابه حتى ينهار ويسقط ويتم رفعه مجددا تحت وابل من الضربات ويعيدوه الى ذات الوضعية مرات ومرات وفيما سبق قبل 10 أعوام، كانت هذه الطريقة تتم أثناء وضع رأس المعتقل داخل كيس لكن المحكمة العليا منعت استخدام الكيس.

2- انحناءة الموز: يجلس المعتقل على كرسي لا يوجد له مسندا للظهر فيما يتم تقييد يديه ورجليه للخلف ويجلس خلفه محقق شاباك يسحب ظهر المعتقل للخلف بزاوية 45 درجة وتستمر هذه الحالات لفترات طويلة تصل إلى نصف ساعة فيما يجلس أمام المعتقل أيضا محققا آخر يسحب قدمي المعتقل ويحشرها بين قدميه ويقوم بتوجيه الضربات إلى بطنه بين فترة وأخرى.

3- وضعية الفرس «جديدة»: يقف المعتقل قرب جدار معصوب العينين ومقيد القدمين واليدين إلى الخلف بما يبقى رأسه فقط مستندا للجدار فيما تكون ركبتيه منحنية ويبقى على هذا الحال حتى يسقط أرضا ليعاد رفعه إلى ذات الوضع مصحوبا بالضربات والرفسات واللكمات ليتكرر هذا المشهد المخيف مرات ومرات حسب رغبة المحقق.

4- الربط المزدوج «جديدة»: يتم تقييد يدي المعتقل بزوجين من القيود (كلبشتيين) الأولى قرب المرفق والثانية في منتصف المرفق ويتم ضغط الكلبشات بقوة حتى تلامس العظم وهنا تبدأ أصابع المعتقل بالتضخم نتيجة حشر الدم فيها ليستغل المحققون هذا الانحباس للدم ويشرعون بالضغط على أصابع المعتقل المنتفخة.

  كلمات مفتاحية

إسرائيل أساليب التعذيب جهاز أساليب التحقيق تقرير اسرائيلي دوابشة قرية دوما

التعذيب في الولايات المتحدة وإسرائيل

«حصانة» وكلاء التعذيب!

تقرير التعذيب وإفساد السرد

التعذيب ومنطق التبرير

معركة غير مسبوقة وشرخ خطير بين «الشاباك» وجيش الاحتلال الإسرائيلي

(إسرائيل) تزعم اعتقال خلية تابعة لـ«حماس» في الضفة الغربية