قاعدة تجسس أم سفارة.. مقر جديد لسفارة أمريكا في لبنان يثير الجدل

السبت 13 مايو 2023 02:03 م

أثارت الصور الجديدة لمبنى السفارة الأمريكية قيد الإنشاء في لبنان، جدلا واسعا وانقساما في لبنان حول الهدف من وجود مبنى بهذه الضخامة في بلاد الأرز.

وكانت السفارة الأمريكية في بيروت قد نشرت عبر حسابها على "تويتر" صورا تظهر تسارع عملية بناء السفارة في منطقة عوكر الواقعة على بعد 13 كيلومترا شمال بيروت.

وأظهرت الصور المنشورة المرحلة التي وصلت إليها عملية بناء السفارة الأمريكية في لبنان، ويبدو وكأنه مدينة خاصة به.

وتبلغ مساحة السفارة الجديدة حوالي 90 ألف متر مربع من المباني (المسقوفة)، و120 ألف متر مربع من المساحات المكشوفة، وهو ما يقرب من ضعفين ونصف من مساحة الأرض التي يجلس عليها البيت الأبيض، وأكثر من 21 ملعبًا لكرة القدم.

ويقوم ببناء هذا المشروع مكتب عمليات البناء ما وراء البحار (OBO) في الخارجية الأمريكية.

وأثار مجمع السفارة الأمريكية الجديد الضخم، جدلاً واسعا بسبب حجمه الهائل، حيث تداول ناشطون صور السفارة الأمريكية الجديدة بكثافة، مبدين استغرابهم من الحجم الكبير للسفارة في بلد صغير مثل لبنان.

وتساءلوا عن "السبب وراء بناء سفارة بهذا الحجم في أحد أصغر الدول بالمنطقة".

وتساءل لبنانيون على "تويتر" عن سبب احتياج الولايات المتحدة لمثل هذه السفارة الكبيرة في عاصمتهم، فلبنان أصغر من ولاية كونيتيكت، ويبلغ عدد سكانه 6 ملايين نسمة فقط، وقلة من السياح الأمريكيين يذهبون إلى البلاد حيث وضعتها وزارة الخارجية في ثالث أعلى مستوى بقائمة نصائح السفر، لكن لديها عدد كبير من السكان اللبنانيين الأمريكيين.

فيما أبدى الناشطون تعجبهم من رفاهية المبنى، في بلد يعيش فيه ما يقرب من 80% من السكان تحت خط الفقر، فضلا عن استيائهم من الأثر البيئي الضار لعمليات البناء.

في الوقت الي أشار البعض إلى أن مبنى بهذا الحجم لا يمكن أن يكون لسفارة، وإنما قاعدة عسكرية.

في المقابل، لفت ناشطون إلى أن ضخامة المبنى يؤكد الالتزام الطويل بالشراكة بين لبنان والولايات المتحدة.

وتم الإعلان عن خطط مجمع السفارة في عام 2015 وتفيد التقارير بأنه سيكلف مليار دولار.

ولم ترد السفارة الأمريكية في لبنان على طلب للتعليق.

وكان للولايات المتحدة تاريخ مضطرب مع لبنان، فهو موطن حزب الله المدعوم من إيران، الذي يعتبر أقوى جماعة في البلاد، لكنه مع ذلك يتمتع بعلاقات ودية مع الولايات المتحدة.

وصادف الشهر الماضي 40 عاما على تفجير عام 1983 للسفارة الأمريكية في بيروت، والذي أسفر عن مقتل 63 شخصًا، من بينهم 52 لبنانيًا وموظفًا بالسفارة، وفي أكتوبر من ذلك العام، انفجرت قنبلة في ثكنات تضم جنود حفظ سلام أميركيين وفرنسيين، في بيروت، مما أسفر عن مقتل 299 شخصًا.

يشار إلى أن لبنان يواجه عدة أزمات، منذ الجائحة إلى انفجار بيروت عام 2020، والتي تركت اقتصادا في حالة يرثى لها.

ولا يستطيع العديد من اللبنانيين شراء السلع الأساسية، بما في ذلك الغذاء، والأدوية، والكهرباء.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سفارة سفارة امريكا لبنان حزب الله أزمة اقتصادية قاعدة عسكرية البيت الأبيض