8 سنوات على تفريعة قناة السويس.. ماذا حققت؟ وكيف علق الناشطون؟

الاثنين 7 أغسطس 2023 12:44 م

تحل هذه الأيام، الذكرى الثامنة لافتتاح مشروع تفريعة قناة السويس، المعروف داخل الأوساط الإعلامية المصرية بمشروع "قناة السويس الجديدة"، وسط جدل واسع حول جدوى المشروع، وسخرية من تصريحات رئيس هيئة قناة السويس السابق مهاب مميش عنه.

والمشروع الذي تضمن حفر فرع مواز بطول 35 كيلومترًا على طول المجرى الملاحي (يخرج من القناة الرئيسية عند الكيلومتر 60 ويصب فيها مجددًا في الكيلومتر رقم 95)، وصفته وسائل إعلام محلية إضافة إلى السلطات الرسمية بـ"الإنجاز" و"هدية مصر للعالم"، معتبرين أنه أحد أهم المشروعات اللوجستية في القرن الحادي والعشرين.

في المقابل، يرى آخرون إنه لا يخرج عن "فنكوش"، لا فائدة له، وسط تساؤلات حول جدوى المشروع ومدى تحقيقه للإنجاز والأهداف التي دُشن لأجلها؟، وهل العوائد المحققة سدتت بالفعل تكاليفه التي تجاوزت 8 مليارات دولار؟.

الغريب أن المصريين لا يزالون يتذكرون اعتراف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في 25 يوليو/تموز 2017، خلال كلمته بمؤتمر الشباب في نسخته الرابعة، أن "من ضمن أهداف مشروع قناة السويس الجديدة هو بناء ممانعة معنوية للشعب المصري، بعد فترة صعبة استمرت 4 سنوات".

وحسب الأرقام الرسمية، كان دخل القناة خلال عام 2009/2010 إبان عهد الرئيس الراحل حسني مبارك 5.5 مليارات دولار، ثم تراجعت إلى 5.2 مليارات دولار خلال عام حكم الرئيس الراحل محمد مرسي.

واستمر التراجع خلال العام الأول من تدشين التفريعة الجديدة ليصل إلى 5.1 مليارات دولار كعائد سنوي، ثم 5 مليارات دولار عام 2016.

إلا أنه منذ عام 2018 بدأت العوائد في الارتفاع، فوصلت إلى 5.5 مليارات دولار، ثم 5.9 مليارات دولار عام 2019، مرورًا بالطفرة الكبرى خلال عام 2021/2022 حين حققت عائدًا قدره 7.9 مليارات دولار، وذلك قبل أن تصل إلى الرقم القياسي خلال العام المالي الحاليّ 2022/2023 حيث وصلت 9.4 مليارات دولار.

ووفق تصريحات رئيس هيئة القناة الحاليّ أسامة ربيع، في 21 يونيو/حزيران الماضي فإن دخل القناة هذا العام هو الأعلى في تاريخها، حيث بلغ عدد السفن التي مرت بالقناة خلال العام المالي الماضي 25837 سفينة، وذلك بعدما كانت 17148 سفينة عام 2014، و17483 سفينة عام 2015 (بعد حفر القناة بخمسة أشهر ثم تراجعت إلى 16833 سفينة عام 2016).

هذه الزيادة الملحوظة في عوائد قناة السويس من 5.1 مليارات دولار عام 2015 إلى 9.4 مليارات دولار عام 2023 قوبلت بتفسيرات عدة، بعضها كان واقعيًا والآخر عزفت عليه الآلة الإعلامية في محاولة لربط تلك الزيادة بمشروع التفريعة الجديدة، ردًا على الهجوم والانتقادات التي تعرضت لها في السنوات الأولى من تدشينها، بعدما تراجعت الإيرادات عما كانت عليه في السابق.

خبراء النقل البحري أرجعوا تلك الزيادة إلى عدة أسباب، أولها: زيادة رسوم العبور وارتفاع قيمة حقوق السحب الخاصة مقابل الدولار الأمريكي التي تحدد يوميًا.

ومن بين الأسباب كذلك زيادة عدد صفوف سفن الحاويات، بجانب زيادة الحوافز لبعض أنواع السفن، فضلًا عن زيادة الرسوم المفروضة على الحاويات بنسب تتراوح بين 5 إلى 57%.

كما كان ارتفاع أسعار البترول سببًا رئيسيًا في زيادة عوائد قناة السويس المصرية.

في المقابل هناك من يرى أن التطورات السياسية والأمنية التي شهدها العالم خلال العامين الماضيين كانت السبب الرئيسي وراء تلك الطفرة في العوائد، وهو ما لم يتحقق قبل ذلك رغم وجود التفريعة الجديدة، وعلى رأسها الحرب الروسية الأوكرانية.

ولكن مع كل هذه الأرقام، لا يزال الهدف المعلن عل لسان رئيس هيئة قناة السويس مهاب مميش عند افتتاحها قبل 8 سنوات، غير متحقق، حيث قال إن الإيرادات المتوقع تحقيقها بعد الانتهاء من المشروع 100 مليار دولار، إلا أن ما تحقق وفق الإحصاءات الرسمية 9.4 مليارات دولار، أي أقل من 10% من المستهدف.
حتى لو تم الاستناد إلى تصريح مميش بشأن استهداف تحقيق 13.4 مليار دولار بحلول 2023، فإنه لم يتحقق كذلك.

كما كان من المتوقع أن تكون زيادة القدرة الاستيعابية للقناة 97 سفينة عام 2023 بدلًا من 49 سفينة عام 2014، لكن بعد مرور 8 سنوات بلغت قدرة القناة بعد ضم تفريعتها الجديدة نحو 68 سفينة عام 2022، وهو أقل من المستهدف بنسبة تقترب من 50%.

هذا الإخفاق، أثار غضب المصريين الذين نددوا بالميارات التي تم دفعها في المشروع دون جدوى، حتى تصدر وسم بعنوان "قناة السويس الجديدة"، قائمة الاكثر تداولا في مصر خلال اليومين الماضيين.

فيما سخر آخرون بتصريحات مميش، التي قالفيها إن فكرة إنشائها جاءت له أثناء وجوده في السيارة، وأن السيسي وافق عليها بمجرد عرضها عليه.

كما سخر آخرون من مميش، الذي قال إن السيسي لم ينم حتى أصدر أوامره ببدء تنفيذ المشروع.

ولفت ناشطون إلى أن مشروع قناة السويس الجديدة، ما هو إلا دليل على فساد وفشل السلطات المصرية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر قناة السويس قناة السويس الجديدة مهاب مميش تفريعة إيردات

لحماية سلاسل التوريد.. الممر الاقتصادي بديل لقناة السويس "المزدحمة"