أكدت دراسة حديثة أجرتها الجمعية الخيرية للزواج والتوجيه الأسري بجدة أن 77.3% من الشباب السعودي يوافقون على الزواج من امرأة مطلقة، كما وافق 67.2% على الزواج من أرملة، فيما أشارت إلى أن 74.6% أبدوا عدم ممانعتهم من الزواج ممن تكبره سنا.
وقال «عبدالله المتبولي»، رئيس الجمعية الخيرية للزواج والتوجيه الأسري في حديثه لـ«هافينغتون بوست عربي»، إن تلك الدراسة جاءت كوسيلة لاستطلاع آراء الشباب، حيث برهن قسم كبير منهم على تغيّر نظرتهم الخاطئة تجاه الفتيات المطلقات أو الأرامل، فقد كانت تتركز المفاهيم الخاطئة حول أسباب طلاق المرأة أو كونها المتسبب في الطلاق، دون النظر إلى الدور الرجل الذي قد يلعبه في مسألة الطلاق.
فيما قال أخصائيون اجتماعيون إن قيمة المهر (مقدم الصداق) للزواج من فتيات أبكار تتراوح بين 30 ألف ريال (8000 دولار) إلى أكثر من 60 ألف ريال (16 ألف دولار)، بينما تتراوح مهور الفتيات المطلقات بين 20 ألف (5.300) إلى 25 ألف ريال (6000 دولار)، إضافة إلى ضرورة الأخذ في الاعتبار المصاريف الأخرى التي تدخل ضمن نطاق حفل الزواج، التي قد تتجاوز حاجز 50 ألف ريال (13 ألف دولار)، وتكاليف تأثيث المنزل، وهو الأمر الذي قد يثقل كاهل الكثير من الشباب ذوي الدخل المحدود أو المتوسط.
وأوضح الأخصائي الاجتماعي «سعد الرازي»: «قد يكون الزواج من فتاة مطلقة حلاً مناسباً لدى البعض؛ نظراً لانخفاض تكلفة الزواج من فئة المطلقات أو الأرامل، إلا أن الأهم هو ضرورة اقتناع الزوج أو المقبل على الزواج بفكرة الاقتران بفتاة من تلك الفئات، وليس لتجنب دفع تكاليف أعلى في حال الاقتران من فتاة بكر».
وفي محاولة للحد من ظاهرة غلاء مهور الزواج التي استشرت في السعودية، وجه أمير منطقة مكة المكرمة الأمير «خالد الفيصل»، خلال الصيف الماضي، محافظي محافظات المنطقة بعقد لقاء عاجل بشيوخ القبائل لإعداد وثيقة لمعالجة ارتفاع المهور والحد من الإسراف في مناسبات الزواج.
وجاء في نصر البرقية التي وجهها الأمير للمحافظين أنه عطفا على ما لُوحظ في الآونة الأخيرة من غلاء في المهور عند بعض الأسر ما أسهم في ارتفاع معدلات العنوسة، فإن الأمر يستدعي التقاء محافظي المنطقة بشيوخ القبائل لسنّ وثيقة تحديد مهور الزواج، يتم تصديقها من محاكم المحافظات، والرفع بها لأمير المنطقة، حيث أوصت البرقية بضرورة تحديد مهر العروس البكر بـ50 ألف ريال، و30 ألفاً للثيّب.
وكشفت دراسة أخرى أجرتها الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة أن تعداد الفتيات اللاتي لم يسبق لهن الزواج (العوانس) في السعودية بلغ ٤ ملايين فتاة وذلك خلال العام المنصرم، وذلك كنتيجة لغلاء المهور، إضافة إلى تكاليف الزواج الأخرى.
وفي المقابل، أكدت دراسة ثالثة أن نسبة العازفين عن الزواج في السعودية بلغت 64%، حيث أكدت الدراسة، التي أعدها فريق اتزان التطوعي التابع لجامعة الملك عبدالعزيز بجدة أن 64% من الشباب يرغبون في الزواج، لكن ارتفاع التكاليف يقف عقبة أمام تحقيق هذه الخطوة، كما يرى 35% من أولياء الأمور أن ارتفاع التكاليف هو السبب في عزوف كثير من الشباب عن الزواج.