نجل آخر شاه إيراني: مسيرة القمع في البلاد بدأت منذ الثورة قبل 37 عاما

الاثنين 22 فبراير 2016 10:02 ص

قال «رضا بهلوي» رئيس المجلس الوطني الإيراني المعارض، إن قادة إيران الحاليين يحتفلون بمرور 37 عاما من القمع في البلاد عن طريق إقامة الحفلات في المدارس وبث قصص مُلفَّقة عن التاريخ الإيراني في التلفاز، بينما ينظر الباحثون والمؤرخون إلى تأسيس الجمهورية الإسلامية باعتبارها أحلك لحظة في تاريخ إيران الثري المديد.

وبحسب صحيفة «هافينغتون بوست»، أضاف «بهلوي»: «لقد توقَّفت مسيرة التقدُّم في إيران منذ 37 عاماً، وبدأ الإيرانيون يعيشون في ظل الاستبداد، والقمع، وانتهاكات مروعة لحقوق الإنسان صارت -للأسف- هي القاعدة طوال تلك الأعوام».

وتابع: «لقد مرَّت 37 عاماً منذ استولى الإسلاميون على انتفاضة شعبية فحوَّلوها إلى فرصةٍ لتأسيس الجمهورية الإسلامية في بلادنا.. كان ذلك إيذاناً ببدء حقبة دموية مضطربة أبعد فيها أولئك المُعمَّمون كل أصحاب الفكر التقدمي والمعارضين».

ولفت إلى أن «عجزهم عن إدارة أجهزة الدولة لهو أمرٌ صادمٌ؛ فقائمة إخفاقاتهم تطول: دُمرت البيئة في البلاد بصورةٍ منهجيةٍ؛ وتفشَّى الفساد السياسي، والرشوة، وتعاطي المخدرات، والدعارة، والظلم الاقتصادي، والجرائم التي يرتكبها الشباب؛ وصار من المعتاد قمع النساء، والاستخفاف بقدامى المحاربين والأبطال العسكريين، والسجن التعسفي، والإذلال، والتعذيب، والإعدام، وبالإضافة إلى ذلك، أضحى الملايين من المواطنين الإيرانيين بلا مأوى في حين شُرِّد آخرون في الخارج».

وبخصوص العلاقات الخارجية قال: «ليس سجل الجمهورية الإسلامية في العلاقات الدولية أفضل حالاً؛ فقد رفعت الجمهورية الإسلامية علمها في لبنان، وفلسطين، وسوريا، واليمن، وزعزعت استقرار المنطقة باسم الدين ومواجهة الإمبريالية الغربية».

وقال: «أعطت الانتفاضة الشعبية في عام 2009 العالم أدلة وافرة على أن المواطنين الإيرانيين يشعرون بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليست شكلا مقبولا ومشروعا للحكومة.. تمكنت الحكومة من البقاء في السلطة باستخدام القمع الوحشي وإجراءات بدت وكأنها إصلاح حكومي».

وأشار «بهلوي» حفيد آخر شاه إيراني، إلى أن التاريخ «أثبت مرارا وتكرارا أن الوحدة، والقومية، والتطلعات إلى التغيير يمكنها التغلب على أعتى الأنظمة، كما يتضح من تجارب دول مثل الهند، وجنوب إفريقيا، وصربيا، وأوكرانيا، والاتحاد السوفياتي، وبولندا، والمجر، وتشيلي، وبالمثل، فإن النظام الشمولي الذي أقامته الجمهورية الإسلامية الإيرانية يمضي إلى نهايته بإرادة الشعب».

وأردف: «إن من مصلحتنا الآن الامتناع عن المشاركة في أيَّة انتخابات في الجمهورية الإسلامية؛ فستُحرّم حينها حكومتهم شرعيتها.. دعونا لا ننسى أن المقاطعة في حد ذاتها تُعد تصويتاً قويًّا ضد الجمهورية الإسلامية. إذا لم نُصوِّت فسيظهر للعالم بأسره أنَّنا نقول لا لنظام الجمهورية الإسلامية كاملا».

وأضاف «بهلوي»: «بإمكاننا تحرير أنفسنا من القمع وبناء الحكومة والمجتمع الذي نريده في إيران.. بتطلعاتنا الوطنية الموحدة المبنية على إرادتنا الوطنية، وهويتنا الفارسية المشتركة المترسخة بداخلنا، سنحقق ما يستحقه الشعب الإيراني العظيم وما هو ضروري لرخائه».

وكان تقرير منظمة «هيومن رايتس ووتش» لعام 2016 حول إيران، قال إن السلطات في البلاد قد قامت بشنق 839 سجينا على الأقل حتى الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2015، منهم 700 شنقوا في الشهور الستة الأولى من العام بينهم نشطاء ورواد لمواقع التواصل الاجتماعي، من الذين صدرت أحكام إعدام بحقهم، إضافة إلى بعض تجار المخدرات.

واستمرت السلطات في حجب المواقع الإلكترونية، بما فيها فيسبوك وتويتر وفق معايير تعسفية وغير قانونية تتعلق بالمحتوى، بحسب «رايتس وواتش».

وقال التقرير الحقوقي الدولي أن «العناصر القمعية في قوات الأمن والمخابرات، وكذلك القضاء»، احتفظت بسلطات واسعة؛ وما زالت الجهات الرئيسية المسؤولة عن الانتهاكات الحقوقية، وأشار إلى زيادة الإعدامات خاصة المتعلقة بجرائم المخدرات.

وأشار التقرير لمعاناة الناشطين والعاملين بمجال حقوق الانسان والصحفيين، حيث «قبضت قوات الأمن والمخابرات على الصحفيين والمدونين ونشطاء وسائل التواصل الاجتماعي، وأصدرت ضدهم المحاكم الثورية عقوبات شديدة».

ويعاقب القانون الإيراني مرتكبي العديد من الجرائم بالإعدام، بما فيها جرائم مثل «سب النبي»، والردة، والعلاقات الجنسية الشاذة، والزنا، والجرائم المتعلقة بالمخدرات.

  كلمات مفتاحية

إيران القمع رضا بهلوي حقوق الإنسان هيومن رايتس ووتش شاه إيران

مطالبات أممية لإيران بوقف انتهاكات حقوق الأطفال والأقليات

«هيومن رايتس»: السلطات الإيرانية تعدم النشطاء السلميين وتمنع بناء مساجد للسنة

«نيويورك تايمز»: تزايد القمع في إيران ضد كل ما هو أمريكي بعد الاتفاق النووي

«الاندبندنت»: إيران لم تقدم بادرة لحسن النوايا والثقة بها سابقة لأوانها

إيران تعتقل معارضا من الأحواز انتقد سياسة «خامنئي» التمييزية ضد العرب

تقرير حقوقي: الحكومات العربية توظف «محاربة الإرهاب» كمبرر لقمع الحريات

مجلس حقوق الإنسان الأممي يطالب إيران بوقف التمييز ضد السنة والسماح بحرية الرأي والتعبير

الاتحاد الأوروبي يمدد عقوباته على إيران بسبب انتهاكات حقوق الإنسان