أكد «ثامر السبهان» سفير السعودية لدى بغداد أن السفارة السعودية في بغداد يتم استهدافها بحملة إعلامية.
وقال «السبهان» في تغريدة له عبر حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أمس الثلاثاء، «هناك حملة إعلامية تستهدف السفارة، ونثق بإدراك الإخوة في العراق لذلك، والمملكة لن تتخلى أبدا عنهم، وهذا مؤشر واضح على أننا نسير في الطريق الصحيح».
يأتي هذا على خلفية هجوم وسائل إعلام وأحزاب وشخصيات سياسية عراقية مقربة من إيران، على السفارة السعودية في بغداد، وسط معلومات تؤكد أن خلية إعلام الأزمة التي يرأسها رئيس الوزراء السابق، «نوري المالكي»، هي من تقود الحملة.
ونقلت صحيفة «العربي الجديد» اللندنية ما وصفته بـ«معلومات موثقة من داخل هيئة الإعلام والاتصالات الحكومية»، تفيد أن الحملة تقف وراءها ما تعرف بخلية الأزمة الإعلامية التي أسسها المالكي عام 2011، ويديرها شخصيا بمساعدة 12 إعلاميا وناشطا في العراق، وكانت أول الأمر لغرض تحشيد الدعم لحملته الانتخابية، إلا أن تلك الخلية استمرت لتبدأ حملة تشويه في أحداث البحرين، ثم دعم موقف رئيس النظام السوري، «بشار الأسد»، ومهاجمة عدد من الشخصيات العربية والإقليمية، وتمجيد الدور الإيراني، ثم تبني الموقف الحوثي في الملف اليمني.
وتعمل لصالح تلك الخلية مئات الحسابات على مواقع التواصل، فضلا عن محطات فضائية عراقية وعربية، من أبرزها قناة العراقية الحكومية، والعهد وآفاق والمنار وفدك والأنوار والعالم الإيرانية.
وتشير المعلومات التي أدلى بها مسؤول في هيئة الإعلام والاتصالات، وأكدتها مصادر سياسية عراقية في البرلمان، إلى أن خلية الأزمة تشرف على الحملة الإعلامية الجديدة ضد السفارة السعودية، وسفارة دولة خليجية أخرى كان لها موقف رسمي مضاد من مليشيات الحشد.
نشاط واسع
وقام السفير السعودي في بغداد، «ثامر السبهان»، بتوسيع نشاطاته الدبلوماسية في البلاد، والتي تمثلت في عقده لقاءات مع شيوخ العشائر العربية في الجنوب، وإيصال مساعدات للنازحين من أهالي الفلوجة، المتواجدين في مخيمات قرب بغداد، وتنديده بجرائم مليشيات «الحشد الشعبي»، وهو ما أثار حفيظة الأحزاب والكتل السياسية ضمن كتلة «التحالف الوطني»، والمعروفة باسم الجناح الموالي لطهران والذي يقوده المالكي وقادة مليشيات الحشد.
وشنت الأخيرة، اليوم الأربعاء، هجوما جديدا على السفارة السعودية، من خلال بيان طالبت فيه من حكومة العبادي بـ«طرد السفير».
من جهته، قال عضو اتحاد القوى العراقية، «أحمد العبيدي»، إن «الحملة سياسية بحتة تقودها طهران بكل تأكيد»، موضحاً أن «هذا دليل نجاح السفير، وجهود السفارة إنسانية ولم تتعد ذلك، عكس السفارة الإيرانية التي باتت قاعدة عسكرية لقتل العراقيين».
وقال القيادي في المليشيات، «أكرم الكعبي»، في بيان، إن «السفير السعودي شخص غير مرغوب فيه، ونستغرب من الحكومة العراقية عدم طرده».
فيما دعت عضوة حزب الدعوة، والنائبة في البرلمان، «حنان الفتلاوي»، السلطات السعودية إلى إدخال سفيرها فيما وصفته «دورة مكثفة في العمل الدبلوماسي»، في الوقت الذي خصصت وسائل إعلام محلية برامج خاصة للهجوم على السفارة، حوت بعضها شتائم.
ووصفت حركة «النجباء» الشيعية العراقية، اليوم الأربعاء «السبهان» بـ«الشخصية المخابراتية»، وقالت إنه «قادم للتخريب وليس لإعادة العلاقات بين الرياض وبغداد»، وأبدت استغرابها من عدم «طرد» السفير السعودي إلى الآن.