القتل هو الهدف..العفو الدولية تصدر تقريرها الأول عن فظائع سجون سوريا

الخميس 18 أغسطس 2016 09:08 ص

وثقت منظمة العفو الدولية، اليوم الخميس، ظروف وفاة أكثر من 17 ألف معتقل خلال خمس سنوات في سجون النظام السوري، متحدثة عن «روايات مرعبة» حول التعذيب الذي يتنوع بين سكب المياه الساخنة على الأجساد أو ما يُطلق عليه «السلق» وصولًا إلى الضرب المفضي إلى الموت.

وأحصت المنظمة في تقرير حول التعذيب والموت في السجون الحكومية أصدرته الخميس وفاة 17723 شخصًا اثناء احتجازهم بين مارس/ أذار 2011 و ديسمبر/كانون الأول 2012، أي بمعدل أكثر من 300 شخص شهريًا، مقارنة مع «ثلاثة إلى أربعة أشخاص في الشهر» خلال السنوات العشر التي سبقت عام 2011، عام بدء حركة الاحتجاجات السلمية ضد النظام والتي تطورت لاحقًا إلى نزاع دامٍ متشعب الأطراف.

ورجحت المنظمة أن يكون عدد القتلى أكثر من ذلك.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، يوجد حاليًا أكثر من مئتيّ ألف شخص بين معتقل ومفقود في سجون النظام منذ 2011.

وقال «فيليب لوثر»، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة «في الوقت الراهن يستخدم التعذيب في اطار حملة منظمة وواسعة النطاق ضد كل من يشتبه في معارضته للحكومة من السكان المدنيين، وهو يعد بمثابة جريمة ضد الإنسانية».

واستندت المنظمة في تقريرها على شهادات 65 ناجيًا من التعذيب. وخصّت بالذكر سجن صيدنايا العسكري، أحد أكبر السجون السورية وأسوأها سمعة، فضلًا عن الفروع الأمنية التي تشرف عليها اجهزة المخابرات.

ونقلت عن ناجين من السجون قولهم إنهم «شاهدوا سجناء يموتون في الحجز، وذكر آخرون أنهم احتجزوا في زنازين الى جانب جثث المعتقلين».

ولخص «لوثر» «الروايات المرعبة» التي يعيشها المعتقلون منذ لحظة توقيفهم بالقول «كثيرًا ما تكون هذه الرحلة مميتة، حيث يكون المعتقل عرضةً للموت في كل مرحلة من مراحل الاحتجاز».

غرفة الموتى

أول ما تحدث عنه المعتقلون الناجون هو ما يُسمى بـ «حفلة الترحيب» ففور وصولهم الى مركز الاحتجاز، وهي عبارة عن ضرب مبرح «بقضبان من السيلكون أو بقضبان معدنية أو بأسلاك كهربائية».

ونقل التقرير عن «سامر، وهو محام قُبض عليه قرب مدينة حماة، «كانوا يعاملوننا كالحيوانات (…) كنت أرى الدماء تسيل بغزارة كالنهر».

وأضاف «لم تكن لديهم أي مشكلة في أن يقتلوننا هناك آنذاك».

وأثناء التحقيق معهم في فروع المخابرات وفق التقرير، يتعرض المعتقلون لشتى أنواع التعذيب، بينها الصعق بالصدمات الكهربائية ونزع أظافر الأيدي والأرجل والسلق بالمياه الساخنة.

وروت بعض المعتقلات، بحسب التقرير، ما تعرضن له من اغتصاب واعتداء جنسي.

ويعاني المعتقلون أيضا من «الاكتظاظ ونقص الطعام والرعاية الطبية».

وروى «زياد» (اسم مستعار) لأحد المعتقلين سابقًا في أحد فروع المخابرات العسكرية في دمشق، أن سبعة أشخاص تُوفوا خنقًا في أحد المرات حين توقفت أجهزة التهوية عن العمل.

وقال «بدأوا يركلوننا ليروا من منا لا يزال على قيد الحياة، وطلبوا مني ومن الناجين ان نقف (…) وعندئذ أدركت أنني كنت أنام بجوار سبع جثث».

ويصف «جلال»، وهو معقتل سابق أيضًا، الأمر بالقول «كان الأمر أشبه بالتواجد في غرفة الموتى».

الهدف هو الموت

وبعد فروع المخابرات، يواجه المعتقلون محاكمات سريعة «فادحة الجور» أو الظلم أمام المحاكم العسكرية، وفق العفو الدولية، قبل ان ينقلوا إلى السجون، وعلى رأسها سجن صيدنايا.

ويقول «عمر معتقل سابق في صيدنايا «في فرع المخابرات يكون الهدف من التعذيب والضرب إجبارنا على الاعتراف. أما في صيدنايا، فيبدو أن الهدف هو الموت».

وروى «سلام»، وهو محام من حلب أمضى عامين في صيدنايا، كيف ضرب حراس السجن مدربًا لرياضة كونغ فو حتى الموت، بعدما اكتشفوا أنه كان يدرب آخرين في الزنزانة.

وفي رواية اخرى، قال «عمر» إنهم في إحدى المرات «أجبر أحد الحراس اثنين من المعتقلين على خلع ملابسهما، وأمر أحدهما باغتصاب الآخر، وهدده بالموت إن لم يفعل».

وهذه ليست المرة الأولى التي يُكشف فيها عن تعذيب وحشي في السجون الحكومية في سوريا. وسبق لمنظمات حقوقية ان اكدت وجود «أدلة دامغة» على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

  كلمات مفتاحية

العفو سوريا تقرير قتل موت احتجاز

مقتل 4 أشخاص وإصابة 55 في حلب جراء قصف بالبراميل المتفجرة

«هيومن رايتس» تدعو للتحقيق في مقتل مدنيين بغارات روسية على سوريا

فرنسا تعد مشروع قرار لمواجهة «البراميل المتفجرة» في سوريا

مقتل 145 مدنيا سوريا في قصف بالبراميل المتفجرة لطائرات «الأسد»

أكثر من 100 قتيل .. ضحايا براميل النظام السوري في حلب خلال يومين

«هيومن رايتس» تطالب بحظر الأسلحة عن نظام «الأسد» بعد قصف دوما

«هيومن رايتس وتش» تطالب بمحاسبة المسؤولين عن استخدام الكيماوي في سوريا

نظام «الأسد» خرق قرار حظر الأسلحة الكيميائية 136 مرة في أقل من 3 سنوات

أنباء عن استعداد النظام السوري للإفراج عن 170 موقوفا مقابل جثث طيارين روس

مصدر أمني سوري: لا علاقة بين الإفراج عن معتقلي سجن حماة وتسليم جثث الجنود الروس