رغم انتقاده لتنظيم الدولة الإسلامية وسخريته من إعلانها الخلافة، السلطات الأردنية تلقي القبض على الداعية البارز «أبومحمد المقدسي» وتتهمه باستخدام الإنترنت في الترويج لآراء منظمات إرهابية والتحريض على اعتناقها.
ألقت السلطات الأردنية القبض على الداعية البارز «أبومحمد المقدسي»، الذي قيل أنه يُعرف بعلاقته بتنظيم القاعدة، وذلك وفقا للاشتباه في تحريضه على الإرهاب عبر شبكة الإنترنت.
وقالت مصادر أمنية في الأردن، إن أوامر صدرت باحتجاز «المقدسي» 15 يوما بعد استدعائه للاستجواب واتهامه باستخدام الإنترنت في الترويج لآراء منظمات إرهابية والتحريض على اعتناقها.
من جهته، أكد مصدر من عائلة «المقدسي» لوكالة «فرانس برس» مفضلا عدم الكشف عن هويته أن «العائلة تفاجأت بعملية توقيف المقدسي خصوصا انه كان يراجع احد المستشفيات بسبب إصابته بآلام في الرقبة».
وكانت السلطات الأردنية قد حذرت «المقدسي» في نهاية الشهر الماضي من إصدار المزيد من البيانات التي تصف حملة التحالف الدولي بأنها «صليبية»، وقالت مصادر قانونية مقربة من الشيخ «المقدسي» أنه تلقى تحذيرا بهذا الخصوص مؤخرا .
وكان المقدسي قد أصدر بيانا بعد شن حملة الطائرات لأول هجوم على مناطق تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» اعترض فيه على مشاركة الأردن بهذه الحملة ووصفها بانها «صليبية» مقترحا على تنظيم الدولة المصالحة مع «جبهة النصرة» وبقية الفصائل والإفراج عن الرهائن الغربيين والعرب.
وعوقب «المقدسي» بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة تهديد أمن الدولة، وأفرج عنه في يونيو/حزيران الماضي.
وبحسب شبكة «بي بي سي»، فقد كان يُعتبر «المقدسي» المعلم الروحي لزعيم القاعدة السابق في العراق، «أبو مصعب الزرقاوي». لكن حدث خلاف بين «المقدسي» و«الزرقاو» بسبب آراء الأخير الأكثر تشددا.
وانتقد رجل الدين الأردني «أبو محمد المقدسي» تنظيم «الدولة الإسلامية» خلال الأشهر الأخيرة، لكنه سرعان ما خفف من حدة تلك الانتقادات في أعقاب الضربات الجوية بقيادة الولايات المتحدة التي تستهدف موقع التنظيم في العراق وسوريا، كما أنه سخر سابقا من إعلان تنظيم الدولة الإسلامية تأسيسها لـ«الخلافة الإسلامية»، حيث اعتبر أن ذلك يعزز الاقتتال الداخلي الدائر بالفعل بين الإسلاميين.