بتهمة كشف أسرار بورما.. صحفيا «رويترز» يواجهان حكما مشددا

الأحد 28 يناير 2018 06:01 ص

يواجه صحفيان بورميان حكما مشددا قد يصل إلى 14 عاما سجنا إذا أدينا بالتهمة الموجهة إليهما من قبل السلطات الميانمارية؛ وهي كشف أسرار الدولة لوسائل الإعلام الأجنبية.

تم القبض على مراسلي «رويترز»؛ «كياو سو أو» (27 عاماً) و«وا لوني» (31 عاماً)، في ميانمار في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وقد دُعي الصحفيان لمقابلة ضباط شرطة عملوا في ولاية راخين(أراكان)، التي شهدت فرار أكثر من 600 ألف مسلم من الروهينغا من حملة عسكرية لجيش ميانمار وميليشيات بوذية متطرفة تنفذ جرائم واعتداءات ومجازر وحشية ضدهم في إقليم أراكان غربي البلاد منذ أواخر أغسطس/آب الماضي، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة.

تم القبض على الصحفيين بعد أن قيل إنهما «قبلا أوراقاً سرية مهمة» من ضابطي شرطة، لم يسبق لهما أن التقياهما من قبل.

إجراءات اعتقال مريبة

وقد ذكرت محكمة يانغون، أن الشرطة طلبت الإذن من رئيسة البلاد «هتين كياو»، للمتابعة في التحقيقات بعد ساعة واحدة من اعتقال الصحفيين.

وقال الكولونيل «يو نينغ» من منطقة يانجون الشمالية، للمحكمة أنهم طلبوا الإذن في ذلك المساء من مكتب الرئيسة، للمتابعة في القضية في ظل قانون الأسرار الرسمية الذي يستعمل بشكل ضئيل، ويعود لعصر الاستعمار.

ويعود تاريخ القانون إلى 1923، عندما كانت ميانمار، التي أصبحت تعرف بعد ذلك ببورما، مقاطعة من الهند البريطانية.

وقال محامي الدفاع «ثان زاو أونج» إن المتهمين تم اعتقالهم حوالي الساعة التاسعة يوم 12 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وخطاب طلب الإذن من مكتب الرئيسة كان جاهزاً في الساعة العاشرة، بينما قال محامي دفاع آخر، إن سرعة الإذن كانت غير معتادة، وإن العادة تقتضي أن يستغرق أسبوعاً على الأقل في أي تحقيق، ويصدره وزير أقل رتبة وليس رئيس!

كشف أسرار الدولة

تم اتهام المراسلين بموجب المادة 3.1 (ج) من القانون، والذي يُعنى بدخول أماكن محظورة، أو أخذ صور أو التحصل على وثائق رسمية سرية «قد تكون مفيدة للعدو بشكل مباشر أو غير مباشر».
ونقلت وزارة الإعلام سابقاً عن الشرطة قولها إن الصحفيين «تم القبض عليهما لامتلاكهما وثائق حكومية مهمة وسرية متعلقة بولاية راخين(أراكان) وقوات الأمن»، وقالت إنهما «حصلا بشكل غير شرعيّ على معلومات بنيّة مشاركتها مع وسائل الإعلام الأجنبية».

«رويترز» تدافع عن مراسليها

وقال محامي الدفاع «خين ماونغ زاو»، إنه سيتم الإعلان عن حكم المحكمة حول طلب الإفراج بكفالة في جلسة المحكمة القادمة يوم 1 فبراير/شباط.

وقد قالت «رويترز» في تصريح لها: «نحن ننتظر حكم المحكمة بشأن الإفراج بكفالة، الوقت جوهري وسوف نواصل المطالبة بالإفراج الفوري عن وا لوني، وكياو سو أو، إنهما بريئان من أي مخالفة ويجب السماح لهما بالعودة لوظائفهما في نقل الأحداث في ميانمار».

وكان الصحفيان مكبلان بالقيود عندما كانا يذهبان إلى المحكمة؛ الصحفي «وان لوني» ابتسم ورفع إشارة بإبهامه للحشد الذي تضمن أقاربه والمراسلين والدبلوماسيين من ستة بلدان على الأقل، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي.

وقد تلقى المراسلان خلال الاستراحة فاكهة من أفراد عائلتهما وتحدثا معهم، وقام «كياو سو» باحتضان ابنته ذات العامين بسرعة.

مطالبات بالإفراج

ودعا مسؤولون حكوميون من بعض الدول الكبيرة في العالم منها الولايات المتحدة، وبريطانيا، وكندا، بالإضافة إلى كبار مسؤولي الأمم المتحدة، إلى الإفراج عن الصحفيين.

وقالت السفارة الأمريكية في يانغون في صفحتها على فيسبوك: «نحن نشعر بخيبة الأمل لأنهم لم يُمنحا، على الأقل، حتى الآن الإفراج بكفالة»، وأضافت: «اعتقالهما كان غير منتظم إلى حد كبير وقد آذى حرية الصحافة في ميانمار، نحن نطالب ثانية بإطلاق سراحهما حتى يتمكنا من العودة لأسرتيهما ووظفتيهما».

المصدر | الإندبندنت

  كلمات مفتاحية

رويترز بورما اضطهاد المسلمين في ميانمار ميانار أقلية الروهينغا الأمم المتحدة