الخليج الجديد - الحياة 

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو أثارت جدلا واسعا في المملكة العربية السعودية، ممتدًا إلى خارجها. وتُظهِر المقاطع طلاب مُقرر "فقه وسيرة" بجامعة الملك فيصل العلمية، وهم يؤدون اختباراتهم مفترشين الأرض، في مشهد كان قد تكرر هذا العام في جامعة الطائف.

واستنكر المتابعون ورواد وسائل التواصل الاجتماعية هذا المشهد، ساخرين من الوضع الذي وصل بالجامعة إلى هذا الحد. حيث أفاد طلاب شعبتين بجامعة الملك فيصل أنه كان من المقرر أن يجرى اختبارهم في بناية السنة التحضيرية الجديدة، والتي أخبرهم مسؤولوها بأن يعودوا إلى المبنى القديم. وهكذا دواليك قام الطلاب بالتنقل بين البنايتين مما أسفر عن إهدار ما يقارب من 20 دقيقة من زمن الإختبار. وقد اضطر الطلاب في نهاية الأمر إلى افتراش أرض المطاعم والممرات في الجامعة لأداء امتحانهم.

وقال أحد الطلاب لجريدة الحياة، رافضا ذكر اسمه: "الذهول اعترى وجه كل من مر بجوارنا ونحن نؤدي الاختبار، وكأننا ندرس في الكتاتيب، ما جعلنا نشعر بحالة من الغضب وعدم التركيز". مشيرا إلى أن عدد طلاب الشعبتين اللاتي كان من المفترض إجرائهما للإختبارات يوم 20مايو/أيار بالجامعة، فاق عدد 120 طالبا. افترشت الشعبة الأولى أرض المطعم، فيما أدت الثانية اختباراتها في ممر الكلية.

كما أضاف الطالب: "إن أستاذ المادة حين وزع الأوراق علينا لنبدأ الحل، أخرج موبايله الخاص وبدأ يصورنا، ولم نعرف السبب" مُرجحًا أنه قام بذلك من منطلق توثيق المشهد الغريب. في حين كان لسان حال آخرين في نبرة تهكمية لا يخلوا الحنق والغضب: "من الأرض خُلقنا.. وعليها نختبر.. وإليها نعود"

بينما سخر الناشط السعودي مخلف الشمري من الواقعة قائلا: "جامعة الملك فيصل تعود لعهد الكتاتيب وتختبر طﻻبها على اﻷرض ، لو دريت تبرعت للشباب بكم بطانيه!!".

وعبّر الطلاب عن استيائهم الشديد لما حدث، مشيرين إلى أن المشكلة تكمن في سوء التنسيق والإدارة في الجامعة، ومشددين على ضرورة تقديم اعتذار رسمي لهم مع وعد بعدم التكرار، حيث أن هذا المشهد لا يليق بمستوى جامعة الملك العريقة، ولا يليق بطالب العلم السعودي على وجه العموم. بحسب تعبيرهم.

يذكر أن العاهل السعودي كان قد أصدر، الاثنين 19مايو/أيار ، أمرًا بالموافقة على برنامج عمل تنفيذي لمشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام في المملكة وبتكلفة تزيد عن 80 مليار ريال مخصصة للمشروع خلال السنوات الخمس القادمة، ويُضاف إليها مما يُخصص سنويًا لوزارة التربية والتعليم في الميزانية. فضلا عن تخصيص مبلغ 210 مليار ريال كميزانية لقطاع التعليم فى العام الحالي 2014.