السلطات العُمانية تعتقل ناشطا ومحكمة تقضي بحبس آخر 3 سنوات

الأربعاء 25 مارس 2015 07:03 ص

اعتقلت قوى الأمن العمانية ناشطا بعد استدعائه صباح أمس الثلاثاء، فيما أشار ناشطون إلى أن الاستدعاء جاء بعد تغريدة له في موقع تويتر، مؤكدين عدم معرفة مكانه ومصيره حتى الآن.

وقال ناشطون عمانيون إن جهاز المخابرات في العاصمة مسقط اعتقل «طالب السعيدي» بعد استدعائه لمقره بسبب تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، مبينين أن «السعيدي» تم إبلاغه بالحضور إلى المقر الأمني  لغرض الاستفسار صباح أمس فيما لا يزال مصيره مجهولا حتى الآن. 

وكانت السلطات العمانية قد اعتقلت العديد من الناشطين خلال الأيام الماضية بسبب تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي منه «إبراهيم الغيلاني» وكذلك الكاتب «سعيد الدارودي» بسبب تدوينة قال فيها إنه «ظفاري وليس عماني »نسبة إلى مدينة ظفار في السلطنة، حيث أصدرت المحكمة عليه حكما بالسجن عاما ونصف مع غرامة مالية.

على صعيد آخر، قضت إحدى المحاكم العُمانية في 8 مارس/آذار الجاري على المدون البارز المؤيد للإصلاح «سعيد جداد» (48 سنة) والمحتجز بمدينة صلالة الجنوبية، بالسجن لمدة 3 سنوات.

وقد أدانته محكمة مسقط بتهم تتعلق بنشاطه السلمي على الإنترنت الذي قالت إنه يتضمن النيل من هيبة الدولة والتحريض على التجمهر غير المشروع.

كما قضت المحكمة بتغريمه ألف ريال عُماني (2600 دولار أمريكي)، فيما دفعت عائلة «جداد» الغرامة وسددت الكفالة في انتظار الاستئناف، بحسب مصدر مقرب من العائلة لـ«هيومن رايتس ووتش»، إلا أن المحكمة رفضت الإفراج عنه متذرعة بتهم منفصلة تنظرها محكمة أخرى لنشاطه على الإنترنت.

وقد قامت السلطات منذ 2013 باستدعاء «الجداد» واحتجازه 3 مرات على الأقل على خلفية نشاطه المؤيد للإصلاح على الإنترنت.

وقال «جو ستورك»، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «تشير الأدلة إلى أن الجداد يقبع في السجن لمجرد انتقاد الحكومة العُمانية وسياساتها، وعلى عُمان أن تفرج عن جداد فورا وأن تسقط كافة التهم العالقة بحقه».

ويشير الحكم الذي راجعته «هيومن رايتس ووتش» إلى أن محكمة مسقط الابتدائية أدانته وحكمت عليه في ثلاث تهم منفصلة وإن كانت مترابطة وهي النيل من هيبة الدولة وعقوبته السجن لمدة 3 سنوات وغرامة 500 ريال، والتحريض على التجمهر غير المشروع وعقوبته السجن لمدة عام واحد وغرامة قدرها 200 ريال، واستخدام شبكات المعلومات لنشر أخبار من شأنها الإساءة إلى النظام العام وعقوبته السجن لمدة 3 سنوات وغرامة قدرها ألف ريال.

وقد قررت المحكمة توقيع العقوبة الأطول بين الثلاثة بدلا من الجمع بينها، وحددت مبلغ الكفالة بألفي ريال (5200 دولار أمريكي).

وقال المصدر إن المحكمة أدانت «جداد» على غير أساس سوى تدويناته وغيرها من التعليقات على الإنترنت، بما فيها خطاب مفتوح إلى الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» في 2013 يطلب منه دعم جهوده لتحسين حقوق الإنسان في عُمان وغيرها من دول الخليج، وتفاعلاته الإلكترونية مع المنظمات الحقوقية الدولية.

وقد استشهدت محكمة مسقط في رفض الإفراج عنه بتهم منفصلة أمام محكمة في مدينة صلالة الجنوبية، تشمل مخالفة قانون جرائم تقنية المعلومات العُماني الصادر في 2011، كما قال المصدر.

وفي الجلسة الأولى لمحاكمة «جداد» الجديدة في صلالة، يوم 17 مارس/آذار، قدمت النيابة العامة الأدلة المستخدمة بحقه في محاكمة 8 مارس/آذار، بحسب المصدر، إضافة إلى تعليق على موقع فيسبوك قام «جداد» فيه بمقارنة مظاهرة من عام 2011 في ظفار بعمان بالمظاهرات الأخيرة المطالبة بالديمقراطية في هونغ كونغ.

وفي المحكمة أنكر «جداد» التهم الموجهة إليه، ورفض قاضي محكمة صلالة الإفراج عنه بكفالة، رغم أن «جداد» يعاني بحسب المصدر من مرض في القلب وارتفاع ضغط الدم ومتاعب هضمية.

ويعمل قانون الصحافة والمطبوعات في عُمان، وقانون الاتصالات لسنة 2002، وقانون جرائم تقنية المعلومات، على تقييد النشر الورقي والإلكتروني والمحتوى المنشور على الإنترنت.

كما تعاقب المادة 19 من قانون جرائم تقنية المعلومات أي شخص ينخرط في إنتـاج أو نشـر أو توزيـع أو شراء أو حيازة كل ما من شأنه أو ينطوي على المساس بالقيم الدينية أو النظام العام بالسجن لمدد تتراوح بين شهر واحد و3 سنوات، وغرامة قدرها ألف ريال (2600 دولار أمريكي).

وقد اعتقلت السلطات «جداد» في البداية في صلالة في ديسمبر/كانون الأول 2014 واحتجزته احتياطيا لمدة 12 يوما، ثم أفرجت عنه بكفالة، وفي 21 يناير/كانون الثاني الماضي داهمت قوات الأمن منزله واعتقلته مجددا، بدون إبراز تصريح الاعتقال الذي يشترطه القانون العماني، بحسب المصدر.

واحتجزت السلطات «الجداد» بمعزل عن العالم الخارجي لعدة أيام، وسمحت لعائلته بمقابلته للمرة الأولى أثناء الجلسة الثانية لمحاكمته التي وقعت يوم 1 فبراير/شباط الماضي، ويسمح تعديل لقانون الإجراءات الجزائية العماني، تم تبنيه في 2011، يسمح لقوات الأمن باحتجاز المشتبه به حتى 30 يوما بدون اتهام، في مخالفة واضحة للمعايير القانونية، بحسب «هيومن رايتس ووتش».

وكانت «هيومن رايتس ووتش» قد وثقت نمطا من التضييق والاعتقال بحق «جداد» يرجع إلى 2013، فقد منعته السلطات من ركوب طائرة إلى الخارج في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2013. وقال «جداد لـ«هيومن رايتس ووتش» آنذاك إن السلطات لم تمنحه سببا لمنعه من السفر.

وفي سبتمبر/أيلول 2014 كتبت «هيومن رايتس ووتش» خطابا إلى السلطات العُمانية تبدي فيه القلق تجاه نمط موثق من التضييق والاعتقال والاحتجاز بحق النشطاء الحقوقيين البارزين ومنتقدي الحكومة، بمن فيهم «جداد»، في انتهاك للقانون الدولي لحقوق الإنسان.

وفي ديسمبر/كانون الأول دعت «هيومن رايتس ووتش» السلطات العُمانية إلى الإفراج الفوري عن كل شخص محتجز لمجرد ممارسة حقوقه في حرية التعبير وتكوين الجمعيات والتجمع السلمي، وإلى توفيق القوانين العمانية مع المعايير الدولية.

وردت السلطات العمانية على الخطاب في ديسمبر/كانون الأول، إلا أنها لم تتطرق للأسباب المحددة الكامنة خلف اعتقال «جداد» سابقا.

وقال «ستورك»: «إن الدعوى الجديدة المرفوعة على جداد هي مثل جديد على الملاحقة في عمان لمجرد ممارسة حرية التعبير وغيرها من الحقوق. وعلى السلطات العمانية وضع حد لحملة التضييق على جداد وغيره من النشطاء الحقوقيين».

  كلمات مفتاحية

سلطنة عمان اعتقال مواقع التواصل الاجتماعي

السلطان «قابوس» يصدر عفوا عن 246 من السجناء من 78 جنسية مختلفة

الحكم بسجن الناشط الحقوقي «سعيد جداد» في سلطنة عمان كتب رسالة لأوباما

نجل الناشط العماني المعتقل «سعيد جداد» يحمّل السلطات مسئولية سلامة والده